أُجبرت عديد من وسائل الإعلام، بما فيها ذا نيويورك تايمز وسي إن إن، على إصدار تحديثات توضيحيّة بعد نشر مواد نقلت فيها معطيات مأخوذة من حساب على موقع تويتر، ادعى صاحبه أنه نائب رئيس جامعة كابول.
فما حكايته؟
منذ 21 سبتمبر/أيلول الفائت، نشر حساب غير موثّق على “تويتر”، يدّعي صاحبه أنّه محمد أشرف غيرت، النائب الجديد لرئيس جامعة كابول، تغريدات سرعان ما التقطتها وسائل الإعلام الغربية.
وقال الحساب في إحدى التغريدات: "أيها الناس! أقدم لكم كلامي بصفتي رئيس جامعة كابول: طالما لم تتوفر بيئة إسلامية حقيقية للجميع، فلن يُسمح للنساء بالحضور إلى الجامعات أو العمل. الإسلام أولاً".
سرعان ما حظيت التغريدة بالاهتمام والتقطتها صحيفة ذا نيويورك تايمز، التي سلطت الضوء على مصير تعليم المرأة في ظل حكم حركة طالبان ضمن تقرير أفردت له صفحة كاملة بعنوان: "طالبان تُعيّن رئيس جامعة جديد يحظر دخول النساء إلى جامعة كابول".
بعد ذلك، وفي تحول لمجرى الأحداث، اعترف صاحب الحساب أنه ليس نائب رئيس جامعة كابول الجديد، بل طالبًا يدرس في الجامعة وما زال في عمر العشرين، وهو "مُحطّم ومحبط"، حسب تغريدة نشرها من الحساب ذاته.
وفي سلسلة من التغريدات، أوضح كيف أنه لا يرى أي مستقبل طالما أمسكت طالبان السلطة في بلد مزقته الحرب.
وقال أيضًا "نشأت في كابول، وذهبت إلى المدرسة والجامعة، وكنت أحلم بأن أصبح شخصية مؤثرة في المجتمع والسياسة الأفغانية. ولكن الآن انظر إلى ما حلّ بكل تطلعاتي".
وفي حوار هاتفي أجراه مع صحيفة ذا ناشيونال، قال صاحب الحساب الذي عرّف عن نفسه باسم مستعار هو محمود، إنه أنشأ الحساب لتسليط الضوء على الخراب الحاصل في التعليم الأفغاني.
وأضاف محمود "ما يجري في أفغانستان الآن نكتة حقيقية، أمر سخيف. كل قادتنا غادروا البلاد وبقينا نحن في مواجهة طالبان". أمّا بالنسبة لتغريداته، فقد علّق بأنّ "أحدًا لم يشك بي. إذ لم أغرّد سوى بما يفكر فيه عناصر طالبان بالفعل".
بعد ظهور هذه المُعطيات، نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز تحديثًا تحريريًّا في بداية المقالة بخصوص الخطأ الذي وقعوا فيه، كتبوا فيه ""تضمنت نسخة سابقة من هذا المقال وفي العنوان تعليقات من شخص ادّعى أنه محمد أشرف غيرت، نائب رئيس جامعة كابول المُعين حديثًا، مُصرّحًا بإنه لن يُسمح للنساء بالذهاب إلى العمل أو حضور الفصول الدراسية في الجامعة".
وأضافت ملاحظة التايمز بأنّ المادّة قد "تضمنت ما نُشر على حساب تويتر الذي يحمل اسم غيرت. حاولنا الاتّصال بمكتب نائب رئيس الجامعة ومساعديه عدّة مرّات ليؤكّد المكتوب دون جدوى، حيث قال مساعدوه إنّه لن يتحدث إلى وسائل الإعلام، وبعد إحالة الأسئلة إلى أحد كبار الناطقين باسم طالبان، لم يُنكر الادّعاءات التي أطلقها الحساب".
وبعدما باتت مصداقيّة الحساب موضع شك، في وقت لاحق على نشر المقال، قرّرت التّايمز إجراء تعديلات تحريريّة تعكس الشكوك المُثارة حول التغريدات المنشورة.
وأجرت سي إن إن تصحيحًا مشابهًا وقامت بتحديث القصة على موقعها على الإنترنت، قائلةً "نسبت نسخة سابقة من هذه المادّة وعنوانها مجموعة ملاحظات إلى حساب تويتر، زعم أنه نائب رئيس جامعة كابول بصورة غير دقيقة. علمت سي إن إن لاحقًا أن هذا الحساب لا علاقة له بنائب رئيس الجامعة. وعليه، فقد تم تحديث هذه المادّة."
كما قال بلال كريمي، متحدث باسم طالبان، لشبكة سي إن إن، إن الحساب مزيف ورفض أن يأخذ بمحتواه.
ويُذكر أنّ جامعة كابول نشرت بيانًا على موقع فيسبوك، نفت فيه أن يكون لغيرت أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصادر: