هذا المقال ترجمة لمقال خبري عن موقع CNN.
باع موقع فيسبوك إعلانات لدعاية مناهضة للقاحات، تقارن استجابة حكومة الولايات المتحدة لفايروس كوفيد-19 بألمانيا النازية، وتشكك في نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020، بل وحتى تدفع نحو العنف السياسي.
تم تشغيل الإعلانات من شركات البضائع التي أنفقت مئات الآلاف من الدولارات على "فيسبوك" خلال السنوات القليلة الفائتة.
يوم الإثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، أثارت لارا لوغان، مذيعة في قناة فوكس نيوز، حالةً من الجدل من خلال مقارنتها الدكتور أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أميركا، بطبيب نازي سيء السمعة يُعرف باسم ملاك الموت، وفي نفس الوقت تقريبًا كانت تُعرض إعلانات على فيسبوك تروج لسترة تحمل عبارة "أنا أصلًا من أميركا ولكني أقيم حاليًا في ألمانيا عام 1941".
في ذات السياق، قارن إعلان آخر بين توزيع اللقاحات والهولوكوست، مما أشار بشكل خاطئ إلى أنها جزء من محاولة لذبح الناس على نطاق واسع.
شُغّل هذا الإعلان بواسطة صفحة على موقع قيسبوك تسمى Ride the Red Wave، وفي وقت سابق من هذا العام، عرضت الصفحة إعلانات لقميص كُتب عليه "اجعل الخونة المعلقين عظماء مرة أخرى".
وبحسب البيانات التي استعرضتها شبكة سي إن إن، حقق موقع فيسبوك أكثر من 280 ألف دولار من الإعلانات التي تديرها هذه الصفحة منذ مايو/أيار الفائت.
وعلى الرغم من أنها تحتوي على أقل من 10,000 متابع، ولكنها من خلال تمويل الإعلانات تمكنت من الوصول إلى ملايين الأميركيين.
كما أنفقت صفحة Next Level Goods وهي صفحة تديرها شركة أخرى، أكثر من 500 ألف دولار على إعلانات فيسبوك منذ عام 2019. وتستخدم الشركة موقع فيسبوك بانتظام للإعلان عن قمصان مضادة للقاحات.
في نهاية أغسطس/آب الفائت، روّجت الصفحة إعلانات لقميص يحمل عبارة "Proudly Unpoisoned" "بجوارها صورة حقنة، إذ دفعت الشركة لموقع فيسبوك 2,500 دولارًا تقريبًا لتصل الإعلانات إلى 450 ألف مستخدم.
قال متحدث باسم "ميتا"، الشركة الأم لـ "فيسبوك" ، إن الإعلانات التي تقارن استجابة الحكومة الأميركية لفايروس كوفيد-19 بألمانيا النازية، وتقارن اللقاحات بالهولوكوست، كما الإعلانات التي تشير إلى أن اللقاح مادة سامة، جميعها تتعارض مع سياسات التضليل حول اللقاحات على موقع فيسبوك، ولكن بالنظر إلى هذه الإعلانات المخالفة التي تم عرضها على الموقع، يبدو أن أنظمة الكشف عن التضليل قد غفلت عنها.
وسألت شبكة CNN أيضًا عن الإعلان الذي حمل عبارة "اجعل الخونة المعلقين عظماء مرة أخرى"، لكن “فيسبوك” لم يقل إن الإعلان انتهك سياساته.
من جهة أخرى، يروّج موقع فيسبوك علنًا للدور الإيجابي المزعوم الذي يلعبه في تشجيع الأميركيين على التطعيم، إذ كتب جاي روزن، نائب رئيس الشركة لشؤون النزاهة، منشورًا في يوليو/تموز الفائت، يوبخ فيه الرئيس جو بايدن لادعائه أن منصات مثل فيسبوك تقتل الناس. وكان بايدن قد تراجع في وقت لاحق عن هذا الادعاء.
قالت لورا إيدلسون، الباحثة في جامعة نيويورك التي تتعقب الإعلانات على موقع فيسبوك ، لشبكة سي إن إن، إن: "فيسبوك" لا يراجع يدويًا جميع الإعلانات التي يبيعها، وهذا أحد أسباب السماح بعرض الإعلانات التي تنتهك قواعده".
وأضافت أنّ سياسات الموقع في التعامل مع الإعلانات المرتبطة بالصفحات التجارية التي تبيع القمصان مثلًا، أقل حدة مقارنة بالصفحات المرتبطة بالحملات السياسية.
وذكرت إيدلسون أنه "من الممكن أن تجد الكثير من الخطابات ذات الرسالة القوية مطبوعةً على قميص، أكثر مما يمكن أن تراه في إعلان إقناع مباشر".
المصدر
