نشرت صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية، أمس الأحد في 9 يناير/كانون الثاني الجاري، خبرًا مفاده أنّها حصلت من مصادر خاصة وبشكل حصري، على معلومات تؤكّد إبرام الاتفاق النووي الإيراني في فيينا. وهو عبارة عن اتفاق مؤقت لمدّة عامين، يتضمّن رفعًا للعقوبات الأميركية عن إيران.
جاء في مقال "رأي اليوم" أنّ الضمانات التي قدّمتها الولايات المتحدة لمنع تكرار ما حصل عند انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، مع أيّ رئيس أميركي جديد، بعد الرئيس جو بايدن، تكمن في السماح لإيران بالاحتفاظ بمخزونها من اليوارنيوم عالي التخصيب وأجهزة الطرد المركزي ومعدن اليورانيوم؛ وهو المخزون الذي أنتجته بعد الانسحاب الأميركي من اتفاقية العمل الشاملة المشتركة. وقالت "رأي اليوم" إنّ الاتفاق في هذه الحالة ينصّ على أن هذا المخزون سيُنقل إلى روسيا، ويعود إلى إيران لحظة انسحاب الإدارة الأميركية من الاتفاق النووي. وبناء على ذلك، تبدأ إيران في حال الانسحاب الأميركي من الاتفاق، من النقطة التي توقفت عندها سابقًا، في تطوير برنامجها النووي.
ونشرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (أرنا)، يوم أمس، نفيًا للخبر الذي نشرته صحيفة رأي اليوم. وأشارت وكالة الأنباء التي استندت على مصدر قريب من الوفد الإيراني، إنّ التقرير الذي نشرته صحيفة رأي اليوم "خاطئ ومفبرك". وركّزت على نفي النقاط التالية: أن يكون الاتفاق النووي اكتمل بالفعل، إبرام اتفاق مؤقت لفترة سنتين، أن يكون نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي جوي جانغ قد التقى كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في فيينا للإفراج عن الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية، إضافة إلى الحديث عن الضمانات التي قدّمتها الولايات المتحدة.
وجاء انتشار الخبر الذي نشرته “رأي اليوم” بينما تتحدّث الجهات المعنية من الطرفين عن تقدم مسار المفاوضات النووية في فيينا في جولتها الثامنة خلال الأيام الأخيرة، دون أن تشير إلى التوصل إلى أي اتفاق نهائي. ففي خبر نشرته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (أرنا) صباح اليوم الاثنين 10 يناير، ذكرت فيه أنّ إيران تلعب دورًا أساسيًا في دفع مفاوضات فيينا إلى الأمام، وأنّ وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قال في تصريحات للتلفزيون الإيراني مساء أمس الأحد، إنّ المفاوضات اقتربت من الإفضاء إلى اتفاق جيّد في فيينا، متمنيًا إبرامه في أسرع وقت. وذكّر عبد اللهيان، أنّه قال سابقًا "لو توفرت لديهم حسن النية والإرادة الجادة فإنّ كل شيء واضح. لو عادت الأطراف الأخرى إلى الاتفاق النووي (خاصة الولايات المتحدة التي خرجت منه، والدول الأوروبية الثلاث التي تبعتها) سنعود نحن أيضًا إلى نقطة التوافق في الاتفاق النووي".
كما أعلن كبير مفاوضي إيران، علي باقري كني، السبت 8 يناير، بدء العد العكسي للتوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والقوى الدولية الكبرى بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
كذلك صرّح المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد بريس، الخميس 6 يناير الجاري بالقول "إن المحادثات مع إيران لم تحرز سوى تقدم متواضع، معربًا عن أمله في البناء على ذلك هذا الأسبوع".
وبالتالي، بالاستناد إلى التصريحات الرسمية الأميركية والإيرانية، تقتصر المفاوضات حتى هذه اللحظة، على إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الفترة القادمة، على ألّا يكون اتفاقًا مؤقتًا، حسب الإيرانيين. وستتجلى حقيقة كواليس محادثات فيينا، فقط عندما يُعلن عن الاتفاق الجديد الذي يُعيد الولايات المتحدة الأميركية إلى الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
إقرأ/ي أيضًا:
الولايات المتحدة لم تُصرح أنها تستبعد حصول تقدم في محادثات فيينا
الصورة قديمة وليست لفيضانات إيران الأخيرة
المصادر:
وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (أرنا)