المقال مترجم عن تقرير لموقع تك كرانش
أصدرت شركة تيك توك، قرارًا بتعليق خدمة البثّ المُباشر والمحتوى الجديد في روسيا، استجابةً لقانون الأخبار الزائفة الجديد الذي أقرّه مجلس النوّاب الروسي يوم الجمعة الفائت، إذ سيُواجه أيّ شخص ينشر ما يعتبره الكرملين معلوماتٍ زائفة حول غزو البلاد لأوكرانيا أو أيّ بياناتٍ مُضللة عن القوات المسلحة الروسيّة إلى عقوباتٍ بالسجن تصل إلى 15 عامًا، أو غراماتٍ مالية تُقدّر بنحو 1.5 مليون روبل، أي ما يُعادل 14 ألف دولار أميركي.
وغرّدت شركة تيك توك عبر موقع تويتر، بأنّها انضمت إلى العديد من المؤسسات الإخبارية التي أصدرت قرارًا بتعليق المحتوى في روسيا، بهدف الحفاظ على سلامة وأمن الموظفين والمُستخدمين الذين قد يستعينوا بالتطبيق بغيّة توفير مصدر إغاثة واتصال بشري أثناء فترة الحرب، في حين أنّ بقيّة الناس يُواجهون مأساة وعزلة هائلتين.
إلى جانب ذلك، يصف الكرملين أنشطته في أوكرانيا بأنّها "عملية عسكرية خاصّة" و"مهمة لحفظ السلام"، وبناءً عليه، فإنّ أي وصف خاطئ لتلك الأنشطة سيُشكّل خطرًا على مُرتكبيه. إضافًة إلى ذلك، فقد شمل قانون الأخبار الزائفة الجديد حظر موقع فيسبوك، وستعمل الحكومة الروسيّة جاهدةً على إخماد أيّ رواية تتعارض مع تصريحات الكرملين الرسميّة أو تكشف عن دور الجيش الروسي في إثارة أزمة إنسانية.
وبصورةٍ أشمل، يرى محلّلون أنّ هذا القانون يُمثّل إجراءات روسيا من أجل إحكام الرقابة على أيّ جهةٍ معارضة. وقد اندلعت احتجاجات مناهضة للحرب في البلاد، أسفرت عن اعتقال ما يقارب 4000 مواطنًا في 53 مدينة يوم الأحد الفائت، بما في ذلك 1400 من مدينة موسكو فقط.
ووثّق مُستخدمو تيك توك الاحتجاجات والإجراءات المفروضة على أرض الواقع، مثل كيفية تأثير العقوبات الاقتصادية على الحياة اليومية للشعب الروسي، وكذلك نقل تصريحات المواطنين الذين يحاولون التحدث بشكلٍ علني ضد الحكومة الروسية. وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الشعب الروسي لاستخدام تيك توك كساحة لمعركة سياسية. فمنذ عامٍ مضى، بدأ السكان باستخدام تطبيق تيك توك من أجل إنشاء مقاطع فيديو تدعم حرية التعبير عن الرأي، وبهدف حشد التجمعات للوقوف ضد ممارسات الحكومة الروسية.
وقد واجه المعارض الروسي، أليكسي نافالني، عقوباتٍ بالسجن وتعرّض إلى التسميم، كونه أحد أبرز منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وانتشرت العديد من مقاطع الفيديو عبر تطبيق تيك توك لمراهقين مزّقوا جوازات سفرهم وتخلصوا منها أثناء التظاهرات التي نُظّمت دعمًا لنافالني، وكذلك تعبيرًا عن الاستياء من تعامل الحكومة الروسية مع جائحة كوفيد-19 والاقتصاد المتدهور.
واستجابةً لقرار تعليق تطبيق تيك توك في روسيا، أعرب بعض مستخدمي التطبيق عن أسفهم لعدم قدرتهم على الوصول لجماهير جديدة ومشاركة قصصهم، وأكدوا عزمهم على استخدام موقعيّ التواصل الاجتماعي انستغرام ويوتيوب لنشر المعلومات للجمهور، بشرط ألّا تُغلق هذه المواقع للمستخدمين في روسيا كما هو الحال مع موقع تيك توك، كما دعا مستخدمون روس المشاهدين للاشتراك بقنوات تليغرام الخاصة بهم.
المصدر:
