يستقي الكثير من سكان العالم والوطن العربي معلوماتهم الطبية من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك و تويتر وغيرها، ويُعدّ مرض السرطان من أكثر الأمراض التي يتم نشر معلومات مضللة حوله. وقد سبق لـ"مسبار" وأن فنّد بعضًا من الادّعاءات المضللة المنتشرة عن هذا المرض، مثل: السرطان كذبة تاريخية وعلاجه متوفر حقيقة الادّعاءات، و هل يؤدي العلاج الكيميائي للوفاة؟.
وفقًا لدراسة علمية جديدة نُشرت في جريدة كانسر العلمية، في شهر مايو/أيار الجاري، فإنّ قرابة ثلث المعلومات الغذائية الخاصة بالسرطان على موقع التواصل بينتريست (Pinterest) مُضلّلة، يهدف الكثير منها لتحقيق ربح ماديّ من خلال بيع منتجات معيّنة.
تقول الدكتورة تريسي كرين، المشاركة في تحضير الدراسة العلمية و التي تعمل كمدرّس مساعد في كلية الطب بجامعة ميامي ميلر "تكشف نتائجنا وجود كمّ ضخم من المعلومات الزائفة حول السرطان والتغذية، هناك انتشار للادعاءات الصحية التي ليست بالضرورة صحيحة أو قادمة من مصدر موثوق".
اعتمد الباحثون في الدراسة على استخدام كلمات مفتاحية يستخدمها مرضى السرطان مثل "وصفات للسرطان" أو "غذاء للسرطان" وحينها وجدوا النتائج الآتية:
- قرابة نصف نتائج البحث كانت من مواقع تهدف للربح.
- عدد كبير من الادعاءات الصحية احتوت على كلمات مثل مضادة للسرطان أو محاربة للسرطان أو مدمرة للسرطان.
- بالغت العديد من المنشورات من قدرة الغذاء و المكملات الغذائية على علاج السرطان.
- وصل الأمر إلى ادعاء بعض المنشورات قدرة الأغذية المضادة لنمو الأوعية الدموية (anti-angiogenic foods) على عكس حالة المريض في المرحلة النهائية من السرطان.
تُعقّب كرين على النتائج قائلة "نحو ثلث المرات التي استخدمنا فيها "بينتريست" اصطدمنا بمحاولة أحدهم بيع منتجًا لنا يدّعي أنه يعالج السرطان، هذه الادعاءات الصحية قد تكون أو لا تكون صحيحة لكن ضع نفسك في موضع مريض السرطان عندما يرى هذه الكلمات الرنانة حول هذه المنتجات، والتي قد تدفعهم بشكل تلقائي لشرائها". تستهدف هذه المنشورات ليس فقط المرضى ولكن أيضًا ذويهم المهتمين برعايتهم، خاصةً مرضى سرطان الثدي.
تُكمل الدكتورة كرين حديثها "الهدف الأساسي من الدراسة هو تنبيه المرضى ومقدّمي الخدمة الطبية، من وجود عدد كبير من الادعاءات الصحية الزائفة عبر الإنترنت، وأنّ هذه الأخبار الزائفة يجب أن تكون جزءًا من المحاورات والنقاش الذي يحدث بين الطبيب المعالج و المرضى".
أضافت الدكتورة كرين أيضًا "يرغب المرضى بمعرفة كل ما يخص مرضهم لكن يجب علينا أن نهتم بتوفير تصفّح إنترنت نظيف من المعلومات الزائفة وأن نحرص على توجيههم للمصادر الموثوقة للحصول على المعلومات الصحيحة، مثل موقع مجتمع السرطان الأميركيAmerican Cancer Society، والمجتمع الأميركي لعلم الأورام الطبي American Society of Clinical Oncology، والاتحاد الأميركي لأبحاث السرطان American Association for Cancer Research، وغيرها. نحن نعيش الآن في عالم رقمي وهذه بدوره يغيّر طريقة وصول الناس للمعلومات، لذك يحتاج مقدّمي الخدمة الطبية أن يكونوا واعين بذلك ويستجيبوا لهذا التغيّر، نحن نحتاج أن نسأل المزيد من الأسئلة عن أماكن حصول الأشخاص على معلوماتهم وكيف يؤثر ذلك بصحتهم".
الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من المؤسسات التي تعمل في مجال تقصّي الحقائق وتحرص على توفير قسم للرد على التساؤلات الطبية من خلال الاعتماد على المصادر الطبية الموثوقة وتقديمها للمجتمع العربي، ومنها موقع" مسبار" الذي يضمّ في موضوع “الصحة” إجابات حول العديد من التساؤلات الطبية عن أمراض مختلفة.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
تويتر يحدّث سياسة الأمان لمكافحة التغريدات غير المرغوب فيها والمكررة
الاتحاد الأوروبي يشرّع قانونًا جديدًا لمكافحة التضليل على مواقع التواصل
