انطلقت يوم السبت 25 يونيو/حزيران الجاري، الدورة التاسعة عشرة من بطولة ألعاب البحر المتوسط والتي تستضيفها الجزائر للمرة الثانية بعد أن استضافتها عام 1975.
وانتشرت شائعات وأخبار مُضللة حولها قبل انطلاقها بأشهر عدّة، إلى جانب عدد من الادّعاءات بالتزامن مع بدايتها، وقد عمل “مسبار” على التحقق من الادّعاءات المتداولة وتفنيدها بتحقيقات مفصّلة، نقدّمها لكم في هذه المدوّنة.
مشاركة إسرائيل في الألعاب المتوسطية 2022
تداولت مواقع إخبارية وصفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، صورة قالت إنّها تُظهر علم إسرائيل على رأس قائمة باقي أعلام الدول المشاركة في الألعاب المتوسطية وهران 2022، إلّا أنّ تحقُّق “مسبار” كشف أنّ الادّعاء زائف، وأنّ الصورة مفبركة ولا يوجد بها علم إسرائيل، بل تم استبداله بعلم اليونان، الذي يظهر في الصورة الأصلية.
في نفس السياق، تداولت مواقع إخبارية وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حديثًا، ادعاءً مفاده أن الجزائر دعت إسرائيل للمشاركة في الألعاب المتوسطية التي ستقام في وهران 2022.
تحقق “مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنه زائف، إذ لم ينشره أي مصدر إعلامي موثوق. كما نفت اللجنة المنظمة لدورة ألعاب البحر المتوسط لعام 2022 في تصريح لـ"مسبار"، صحة الخبر، مؤكدة أن "الجزائر لن تقبل بمشاركة إسرائيل".
تصريح زائف منسوب لسليمة سواكري حول عدم جاهزية القرية الأولمبية للبطولة
تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قبل انطلاق الدورة الجارية من البطولة، تصريحًا نُسب إلى لاعبة الجودو الجزائرية السابقة، سليمة سواكري، جاء فيه "القرية الأولمبية في وهران، التي ستأوي الوفود المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، لم يتم ربطها بعد بقنوات الصرف الصحي ولا بالماء"، وأُرفق الادّعاء بتصميم لموقع البلاد الجزائري.
فنّد “مسبار” الادّعاء المتداول وبيّن أنّه زائف، إذ لم ينشر موقع البلاد تصريحًا مماثلًا على لسان سليمة سواكري، كما لم تنشر أيّ من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي التصريح المتداول.
ومن جانبها، كذّبت سواكري عبر حسابيها على موقعي تويتر وفيسبوك، التصريح المنسوب إليها.
تصريح زائف منسوب لوزير الشباب الحزائري حول عقوبة التحرّش بالنساء الأوروبيات خلال البطولة
من أبرز الأخبار المُضللة التي انتشرت قبيل بدء دورة الألعاب تصريحًا نُسب إلى وزير الشباب والرياضة الجزائري عبد الرزاق سبقاق، جاء فيه "خمس سنوات سجنًا لكل من يتحرش بالنساء الأوروبيات في الألعاب المتوسطية في وهران"، وأُرفق الادّعاء بتصميم يحمل شعار قناة الحياة الجزائرية في إشارةً إلى أنّ الخبر نُشر عنها.
لكنّ تحقق “مسبار” بيّن أنّ وزير الشباب والرياضة الجزائري لم يُدلِ بهذا التصريح، إذ لم تنشر قناة الحياة الجزائرية على منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي أي تصريح مشابه، ونفى مدير القناة هابت الحناشي لـ"مسبار" الادعاء المتداول، مؤكدًا أنّ التصميم الذي يحمل شعار قناة الحياة الجزائرية مُفبرك.
هل انسحبت منتخبات إيطاليا وفرنسا وإسبانيا من بطولة الألعاب المتوسطية في وهران؟
جاء في بعض المواقع الإخبارية، خبر ادّعى أنّ فرنسا وإيطاليا وإسبانيا انسحبت من دورة الألعاب المتوسطية في الجزائر بسبب سوء التنظيم وأنّ الأخيرة أدانت هذه القرارات.
فحص “مسبار” الادّعاء المتداول ووجد أنّه يحتوي على تضليل وإثارة، إذ إنّ الدول الأوروبية المذكورة لم تنسحب من دورة الألعاب المتوسطية في وهران بل انسحبت منتخباتها للفروسية من الدورة فقط، بينما ستشارك بقية المنتخبات في بقية الألعاب.
ووجد “مسبار” أنّ الاتحاد الفرنسي للفروسية (FFE) قرر التخلي عن مشاركة المنتخب الفرنسي في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران، ضمن المنافسات المقرر إجراؤها بين 30 يونيو الجاري حتى 3 يوليو/تموز المقبل.
وعلل ذلك بـ"غياب برنامج رياضي محدد من اللجنة المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران ونظام لوجستي وصحي يضمن رفاهية الخيول". وذكر البيان أنّ الوضع ذاته بالنسبة للمنتخبين الإسباني والإيطالي.
وبالبحث وجد "مسبار" أنّ الاتحاد الملكي للفروسية في إسبانيا نشر أيضًا خبر عدم مشاركته للأسباب ذاتها.
ومن جهتها وصفت اللجنة المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران تبريرات المنتخبات الإسبانية والإيطالية بـ"الكاذبة والمغرضة".
فيديو قديم مجتزأ من مقابلة مع فران شانيتش في 2020
وحديثًا، نشرت قناة ميدي وان تي في عبر صفحتها على موقع فيسبوك، مقطع فيديو ادّعت أنّه لسكرتير الاتحاد الكرواتي لكرة الطائرة، وهو ينتقد ظروف إقامة المشاركين في دورة الألعاب الجارية في ولاية وهران. لكنّ تحقق “مسبار” كشف أن مقطع الفيديو قديم، ويعود إلى أغسطس/آب 2020، ولا علاقة له بدورة ألعاب البحر المتوسط الحالية.
الصورة ليست لمدرّب إيطالي تعرض للضرب في وهران
وانتشرت خلال اليومين الفائتين، صورة ادّعى ناشروها أنّها لمدرّب سباحة إيطالي اسمه رفايولو دي روسي، اعتدى عليه عامل قبل يوم من انطلاق دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران.
تحقّق “مسبار” من الصورة المتدوالة ووجد أنّها مُضللة، إذ إنّها قديمة وتعود إلى سائح يدعى جان دينيس، كان قد تعرّض لاعتداء بالضرب في جزيرة هواهين الفرنسية، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020. ولا علاقة للصورة بدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
كما لم يعثر “مسبار” على أنباء حول تعرض مدرب إيطالي للضرب في مدينة وهران حديثًا.
لا تترددوا بالتواصل معنا وإبلاغنا بالادّعاءات التي تشكون بصحتها في علاقة بالألعاب المتوسطية الحالية في وهران 2022.
اقرأ/ي أيضًا
حوار مسبار مع رالف بيضون حول أثر الأخبار الزائفة على العملية الديمقراطية في لبنان
أبرز الأخبار المضلّلة حول اللاجئين والمهاجرين خلال الأشهر الفائتة