هذا المقال ترجمة لمقال من النسخة الإنجليزية لموقع مسبار، والآراء الواردة فيه تعبّر عن الكاتب ولا تمثّل "مسبار" بالضرورة.
ما هو المنتدى الاقتصادي العالمي؟
هو مُنظمة دوليّة، مُحايدة، مُستقلَّة، تهتم بإنشاء تعاون بين القطاعين العام والخاص. تأسَّس المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) عام 1971، ويسعى جاهدًا لإظهار أثر المشاريع الرياديّة على المصلحة العامّة العالميّة مع التمسك بأعلى معايير الحوكمة. يقع المقر الرئيسي للمنتدى في جنيف، سويسرا، ويهدف بشكل أساسي إلى تحسين حالة العالم من خلال إشراك القادة السياسيين والتجاريين والثقافيين وغيرهم بغرض تشكيل أجنداتٍ عالميّة وإقليميّة وصناعيّة. ويؤكد المنتدى الاقتصادي العالمي على أنّ تحقيق التقدم يحدث من خلال الجمع بين ممن لديهم الدافع لإحداث تغييرات إيجابيّة في كل مناحي الحياة.
يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي كل عام اجتماعًا سنويًا في منتجع دافوس، بسويسرا. في العام الجاري، عُقد الاجتماع السنوي الثاني والخمسين للمنتدى بمشاركة نحو 2500 من القادة والخبراء والسياسيين والعاملين في المؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية من جميع أنحاء العالم. وكان شعار المنتدى لهذا العام "العمل معًا واستعادة الثقة"، وذلك لمعالجة القضايا الاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19.
جدير بالذكر أنّ الحدث مجاني للمدعوين، ولكن في حال لم يحصل البعض على دعوة، فهم بحاجة ليكونوا أعضاءً أو شركاءً في المنتدى الاقتصادي العالمي، وتتراوح الرسوم بين 62,243 و622,000 دولارًا، وذلك اعتمادًا على مستوى المشاركة.
في عام 2019، منع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وزراءه من حضور ذلك الحدث من أجل التركيز على القضايا الوطنيّة من جهة، وتفادي البذخ والاتّساق مع تسمية الحزب : "المُحافظون من ذوي الياقات الزرقاء".
مُنتقدو المنتدى الاقتصادي العالمي
في حين أنّ إنجازات المنتدى وجهوده هامّة وفاعلة، إلّا أنّ للمنتدى العديد من المنتقدين. إنّ الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يُطلق عليه "حزب دافوس"، والذي يحضره النُخبة من جميع أنحاء العالم، قد وُصف بأنّه "بعيد عن العالم الحقيقي". وفي السنوات الأخيرة، تعرّض الحدث للعديد من الانتقادات لكونه “نخبويًا ومُكلفًا وغير فعّالًا وليس له أهميّة”.
في السياق ذاته، وُجهت اتهامات للمنتدى الاقتصادي العالمي بأنّه بمثابة "رمز لحقبةٍ فاشلة"، ويجب التخلي عنه، وقد طعن المُحتجون والنشطاء في "خطاباته الفارغة".
نشرت مُنظمة أوكسفام الخيرية العالمية تقريرًا بعنوان "الربح من المعاناة"، وتبيّن أنّ 573 شخصًا أصبحوا مليارديرات جدد خلال جائحة كوفيد-19، في حين أنّ 263 مليون شخص إضافي سيقعون في فقر مُدقع خلال العام الحالي. وقالت غابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام الدولية، أنّ "المليارديرات يتوجهون إلى دافوس للاحتفال بالزيادة المذهلة في ثرواتهم، وقد كان الوباء والارتفاع الملحوظ في أسعار الغذاء والطاقة سببًا في زيادة ثرواتهم"، بينما يعيش الملايين في فقر مدقع".
اجتماع دافوس للمنتدى الاقتصادي العالمي كان هدفًا للمعلومات المُضللة
واجه المنتدى الاقتصادي العالمي بعض نظريات المؤامرة التي لا أساس لها من الصحة، والتي يحاول المنتدى معالجتها بشكلٍ مباشر. في هذا السياق، قالت سعدية زهيدي، العضو المنتدب في المنتدى الاقتصادي العالمي، "كبقيّة المنظمات الأخرى، كان المنتدى هدفًا لحملات التضليل، ونحاول بشكل استباقي العمل من أجل مكافحتها".
وفي العام الجاري، تحقق “مسبار” من صحة الادعاءات المتعلقة بالمنتدى، وغالبًا ما تبدأ المعلومات المُضللة في الانتشار بعد انتشار الانتقادات. ومن آخر المعلومات المضللة التي انتشرت أن المنتدى الاقتصادي العالمي لديه قوة شرطة (أمنيّة) خاصة به، وانتشر أيضًا إعلان تجاري نُسب زورًا إلى المنتدى، إلى جانب تُهم تغيير بعض التغريدات، وادّعاء الإبلاغ عن مُتحور أوميكرون قبل اكتشافه، فضلّا عن الادعاءات المُضللة بشأن أجهزة الاستشعار في اللقاحات.
ومن الجدير بالذكر أنّه وإلى جانب تصاعد حملات المعلومات المُضللة، أدى انتقاد المنتدى الاقتصادي العالمي إلى إجبار المنظمة على محاولة إصلاح مشكلة صورتها العامّة. وفي حال لم يتم ذلك بشكلٍ عاجل، فستبدأ الثقة في المنظمة في التضاؤل مما سيؤثر على فعاليتها والتعاون معها في المستقبل.
مصادر مسبار