تصاعدت الأحداث في قطاع غزة خلال الأيام القليلة الفائتة، عقب إعلان الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الخامس من أغسطس/آب الجاري، بدء عملية عسكرية ضد القطاع، قال إنّه يستهدف من خلالها شخصيات عسكرية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي من بينهم القيادي تيسير الجعبري، الذي استشهد في الدقائق الأولى لبدء العملية، فيما أطلقت سرايا القدس الصواريخ باتجاه تل أبيب ومدن وسط الأراضي المحتلة ردًا على اغتيال الجعبري.
وتسبب العدوان الاسرائيلي على غزة حتى الآن باستشهاد 31 فلسطينيًا، وإصابة و284 آخرين، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وترافقت الأحداث بانتشار معلومات وأخبار مضللة، التي تتبعها "مسبار" وتحقّق من صدقّيتها:
إذ انتشرت على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة قالت إنّها لست شقيقات فقدن والدهن ووالدتهن في العدوان الأخير على قطاع غزة. وبالتحقّق وجد "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، فالصورة التقطت خلال جنازة الشهيد تميم حجازي جنوبيّ قطاع غزة، وقال ابن عم الشهيد سهيل حجازي لـ"مسبار" إنّ الفتيات بعضهن بنات خال الشهيد، والأخريات من الجيران، ولم تفقد أيٌّ منهن ذويّها.
وتداولت صفحات على موقعيّ فيسبوك وتويتر، مقطعي فيديو ادّعى ناشروهما أنّهما يوثقان القصف الأخير للمقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية. ليجد تحقّق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل، إذ إنّ مقطعي الفيديو قديمان وليسا من استهداف المقاومة الفلسطينية الأخير للمستوطنات الإسرائيلية.
المقطع الأول نُشر على موقع يوتيوب وعلى صفحات في موقع فيسبوك تُعنى بنشر أخبار إسرائيل، بتاريخ 11 مايو/أيّار عام 2021، على أنّه لصواريخ أطلقها فلسطينيون على مدينة أسدود. أمّا المقطع الثاني فمنشور في 13 مايو الفائت، على أنّه لاستهداف المقاومة الفلسطينية القبة الحديدية في تل أبيب.
وتداولت حسابات على موقعيّ فيسبوك وتويتر، صورة ادّعى ناشروها إنّها تعود إلى أضرار لحقت في منزل نتيجة القصف الصاروخي الأخير للمقاومة على عسقلان المحتلة. وأظهر تحقّق "مسبار" أنّ الادّعاء مضلّل والصورة قديمة، نشرتها وسائل إعلام بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، وذكرت أنها لمنزل أصيب بصاروخ غراد في منطقة بئر السبع بعد أن أطلق من قطاع غزة.
وعن الصورة التي ادّعى ناشروها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها لطفل أُصيب خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي الأخير على غزة، وجد "مسبار" أنّ الادعاء مضلّل، إذ إنّ الصورة قديمة ونشرتها بعض المواقع وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنّها من قصف إسرائيلي على غزة في مايو/أيّار عام 2021. ولم يتسنَّ لـ"مسبار" التثبّت بشكل قاطع من تاريخ التقاط الصورة، إلّا أنّ الأكيد أنّها ليست خلال القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
أما فيديو الإسرائيلية الخائفة من قصف المقاومة الفلسطينية على تل أبيب، بيّن تحقّق "مسبار" أنّه قديم سبق ونُشر في مايو/أيّار عام 2021، على أنّه لامرأة إسرائيلية خائفة من قصف المقاومة الفلسطينية على بعض المناطق داخل الأراضي المحتلة.
وتداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، مقطع فيديو، قال ناشروه إنّه لوقفة تضامنية مع غزة في سلطنة عمان، وجاء تداول الفيديو عقب القصف الإسرائيلي الأخير على القطاع.
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول، ووجد أنّه مضلّل ومقطع الفيديو قديم، نشرته وسائل إعلام عُمانية مع مجموعة مقاطع أخرى، وذكرت أنه لوقفة خرجت في العاصمة مسقط بتاريخ 20 مايو عام 2021، للتضامن مع غزة وللتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وحول الفيديو الذي ادّعى ناشروه على مواقع التواصل الاجتماعي أنّه لحريق في سديروت المحتلة، بعد أن قصفته المقاومة الفلسطينية مؤخرًا. أظهر التحقّق أنّه قديم، نشرته صفحة تعنى بنشر أخبار مدينة هرتسليا باللغة العبرية على موقع يوتيوب يوم 8 يونيو/حزيران الفائت، على أنه لحريق اندلع في الطابق الرابع بأحد مباني مجمع تلال هرتسليا.
وتداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، صورة ادّعت أنّها من القصف الذي نفذته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، يوم الجمعة، الخامس من أغسطس/أب، ليجد "مسبار" أنّ الصورة قديمة ومنشورة منذ 11 مايو/ أيّار عام 2021، على أنها لغارة إسرائيلية استهدفت مجمع هنادي في غزة.
العدوان الإسرائيلي على غزة رمضان 2022
يُعد العدوان الذي شنتهُ قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ الجمعة الخامس من أغسطس الجاري الثاني خلال العام الجاري، إذ شهد القطاع عدوانًا آخر خلال شهر رمضان 2022، عندما اقتحمت قوات الاحتلال بتاريخ 15 إبريل/نيسان الفائت، عقب صلاة الفجر، المبنى القبلي من المسجد الأقصى وباغتت المصلين بإطلاق وابل من الرصاص والقنابل الغازية والصوتية عليهم، ما تسبب في إصابة واعتقال المئات، للتصاعد الأحداث بالعدوان على القطاع.
فريق مسبار رصد الأخبار الكاذبة التي انتشرت عقب التصعيد الإسرائيلي في القدس وغزة خلال رمضان 2022، وكشف الزائفة والمضللة منها.