تتداول مواقع إخبارية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الأخيرة، أنباءً عن إمكانية استبعاد المنتخب الكاميروني من المشاركة في كأس العالم قطر 2022، بعد صدور قرار قضائي فرنسي يُدين الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، الذي قرر فسخ عقده مع شركة الألبسة الرياضية الفرنسية "لو كوك سبورتيف" من طرف واحد قبل انطلاق المونديال بأسابيع، وتعويضها بالشركة الأميركية "وان أول سبورتس". وأشارت مواقع إخبارية إلى أنه في حالة استبعاد الكاميرون سيتم تعويضه بالمنتخب الجزائري للمشاركة في المونديال.
الفيفا لم يعلق على إمكانية استبعاد الكاميرون
راجع "مسبار" حقيقة الأنباء المتداولة، وتبين أنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم يُعلق على إمكانية استبعاد المنتخب الكاميروني من المشاركة في كأس العالم قطر 2022، أو تعويضه بالجزائر.
واتضح أنّ الادّعاء جاء على خلفية إصدار محكمة باريس التجارية، يوم الخميس الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حكمًا ضد الاتحاد الكاميروني لكرة القدم بسبب الخلاف بينه وبين شركة الملابس الرياضية الفرنسية "لو كوك سبورتيف"، بعد إنهاء العقد بينهما من طرف الاتحاد الكاميروني، ما دفع الشركة المصنعة للملابس الرياضية إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضده.
وأمرت المحكمة بالحفاظ على العلاقة التعاقدية بين الشركة والاتحاد الكاميروني لكرة القدم بموجب العقدين، حتى ديسمبر/كانون الثاني عام 2023.
وقد قرر صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني، قبل أسابيع، فسخ العقد مع الشركة الفرنسية التي رفعت دعوى قضائية.
المحامي الكاميروني كريستيان بومو نتيمباني، الذي يتخذ من باريس مقرًا له ويعمل وفق القانون الفرنسي، يدعو إلى الوساطة بين الاتحاد والشركة. وقال في تصريحات لموقع "أكتو كاميرون" الكاميروني، نقلها موقع "جول" الرياضي"، "إن الأمر قد يؤدي إلى استبعاد الكاميرون من كأس العالم"، ودعا "الجميع إلى الهدوء والفهم، القانون الفرنسي سيحسم النزاع وهي نقطة لابد من أخذها في الاعتبار"، وفقه.
وأضاف “أدعو الطرفين إلى الجلوس الآن وحل المسألة بشكل ودي أو أخذ قرار بشأن استمرار الشراكة”، وأوضح أنّ "رفض الاتحاد الكاميروني تنفيذ قرارات يفرضها القانون الفرنسي المختص بالنزاع يمكن أن يؤدي إلى استبعاد الكاميرون من كأس العالم، وهنا لا يتعارض الأمر مع مسألة التدخل الحكومي المباشر، فيفا هنا يضع العقود القضائية المحلية بعين الاعتبار".
تقارير تستبعد غياب الكاميرون عن كأس العالم
وتؤكد تقارير رياضية، أنّ الحديث عن استبعاد منتخب الكاميرون من كأس العالم قطر 2022، لا يمت بأي صلة للواقع ولا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم، على اعتبار أن النزاع بين الاتحاد الكاميروني والشركة الفرنسية قضائي وتجاري محض وستفصل فيه المحاكم، وقد يضطر الاتحاد الكاميروني إلى دفع غرامة مالية في أقصى الحالات، خاصة أن فيفا لم يسبق له أن استبعد أي منتخب من المونديال بسبب مشكلة مماثلة.
وأشار موقع "ون ون" الرياضي، إلى مشكلة عانى منها منتخب الكاميرون سابقًا، تتعلق بقميصه الرسمي قبل مشاركته في كأس العالم 2002، في كوريا الجنوبية واليابان، بعد أن شارك في بطولة كأس أمم أفريقيا 2002، التي فاز بلقبها، بقمصان دون أكمام مثل لاعبي كرة السلة، من تصميم الشركة الألمانية الشهيرة "بوما". وأثار ذلك القميص جدلًا عالميًا واسعًا، آنذاك.
ورفض الاتحاد الدولي لكرة القدم مشاركة الكاميرون بالقميص نفسه في مونديال 2002، لكنه لم يستبعده من البطولة، ما اضطر شركة "بوما" لتصميم أكمام تُلبَس تحت القميص الرئيسي، وقررت "فيفا" وقتها خصم ثلاث نقاط من المنتخب الكاميروني وتوقيع غرامة مالية عليه، وعندما استأنف الاتحاد الكاميروني القرار اكتفى الفيفا بتوقيع غرامة مالية فقط.
كما عاد المنتخب الكاميروني لإثارة الجدل مرة أخرى خلال كأس أمم أفريقيا 2004 في تونس، عندما خاض لاعبوه البطولة بلباس من قطعة واحدة لنفس الشركة الألمانية، وقرر الفيفا حينها، خصم ست نقاط من رصيده في تصفيات كأس العالم 2006، فضلًا عن غرامة مالية بقيمة تعادل 130 ألف يورو، قبل أن يتراجع الاتحاد الدولي عن قراره قبل انطلاق التصفيات المونديالية بالقارة السمراء.
وتأتي قصة قميصي 2002 و2004 لمنتخب الكاميرون، والتي أغضبت الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقًا، لتؤكد صعوبة استبعاد المنتخب من المشاركة في مونديال قطر 2022، على اعتبار أن مشكلته الحالية مع شركة "لو كوك سبورتيف" الفرنسية بعيدة تمامًا عما حدث معه في وقت سابق، وليست بالجدلية التي خلفتها قضيتاه السابقتين مع القميص.
قميص الكاميرون الرسمي في كأس العالم
وكشف الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، عن القميص الرسمي للمنتخب في كأس العالم قطر 2022، من إنتاج شركة الملابس والإكسسوارات الرياضية "وان أول سبورتس" الأميركية، وتم عرضه في العديد من المتاجر بعد الإعلان الرسمي، مع القمصان الخاصة بالتدريبات والجهاز الفني.
كأس العالم قطر 2022
يأتي تداول الأنباء، قبل أسبوعين من استضافة دولة قطر لكأس العالم 2022، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في حدث يقام للمرة الأولى في دولة عربية. وستجمع أول مباراة في كأس العالم 2022، بين منتخبي قطر والإكوادور.
ويشارك المنتخب الكاميروني في المجموعة السابعة، رفقة البرازيل وسويسرا وصربيا.
المصادر: