ردًّا على الجدل المتعلق بقرار منع بيع الكحول في محيط الملاعب خلال مونديال قطر، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، خلال مؤتمر إعلامي عقده عشية افتتاح كأس العالم قطر 2022: إنّ دولًا أوروبية تمنع بيع المشروبات الكحولية في ملاعبها.
وأوضح رئيس فيفا فيما يخص المشروبات الكحولية أنّ "هناك الكثير من الأماكن التي يمكن أن تحتسي فيها الجماهير المشروبات الكحولية، وأعتقد أنّه إذا توقف شخص عن احتساء المشروبات الكحولية أو الجعة أو البيرة لمدة ثلاث ساعات، فإنّه لن يموت".
وأضاف إنفانتينو "أنّ دولًا عدة مثل فرنسا وإسبانيا والبرتغال واسكتلندا تمنع الكحول في الملاعب".
فهل تمنع الدول الأوروبية التي ذكرها إنفانتينو بيع الكحول في ملاعبها؟
بحث "مسبار" في القوانين المفروضة في هذه الدول وما إذا كانت تمنع الكحول في ملاعبها أو لا. وهذه هي القوانين التي تفرضها كل دولة على حدة، إضافة إلى أهم الاستثناءات حولها.
منع الكحول في ملاعب فرنسا: قانون 1991
ينظّم القانون الفرنسي استهلاك الكحول في البلاد، وقد يحظر أيضًا استهلاكها في أماكن معينة، مثل المنشآت الرياضية.
صدر في فرنسا عام 1991، قانون إيفين، وهو قانون للصحة العامة يحظر بشكل خاص بيع الكحول والسجائر في المنشآت البدنية والرياضية، كما يحد بشدة من الحق في الإعلان عن المشروبات الكحولية، من أجل حماية الشباب من عمليات التسويق لا سيما في سياق الأحداث الرياضية.
ويتم الإعلان عن الكحول عن طريق الملصقات في الملاعب الرياضية بشكل صارم ومقيد بتوصية.
وتعرّض القانون على مدى سنوات لانتقادات، سواء من قبل الأندية أو الجمهور وحتى السياسيين. وذكرت مواقع إخبارية أنّه تم إضعاف قانون إيفين تدريجيًا وسُمح به في غرف الملابس والصالات الخاصة في إطار قانون الطعام، كما سمح للبلديات بمنح عشرة إعفاءات لنوادي الهواة كل عام، وفق طلب مسبق.
وفق صحيفة لوباريزيان، يمكن للملاعب بيع البيرة الخالية من الكحول فقط، نظريًّا. لكن في الواقع، لدى القانون استثناءات كثيرة، غير رسمية إلى حد ما.
وفي نهاية يوليو 2019، قدّم 70 نائبًا مشروع قانون يهدف إلى "تخفيف لتطبيق قانون إيفين في الملاعب من خلال تمديد منح التراخيص المؤقتة لبيع الكحول للجمعيات الرياضية".
لكن وزيرة الصحة، أنييس بوزين، اتخذت موقفًا معارضًا وأكدت في تغريدة لها على موقع تويتر أنّ "الكحول تقتل 41 ألف شخص كل عام في بلادنا". وطالبت بعدم تشجيع المزيد من الاستهلاك.
"لا تحتاج الحماسة إلى الكحول للتعبير عن نفسها في ملاعبنا".
وفي منافسة يورو 2016 التي أقيمت في فرنسا، أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنارد كازنوف، عن منع بيع المشروبات الكحولية في المدن التسع التي تستضيف بطولة أمم أوروبا 2016، وجاء ذلك على خلفية أعمال العنف التي جدّت في مدينة مارسيليا جنوبي فرنسا، بين مشجعي المنتخبين الإنجليزي والروسي. وانتقد، حينها، الإعلام الفرنسي القرار واعتبره حلًا خاطئًا.
وفي عام 2018، قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الموافقة على بيع المشروبات الكحولية داخل الملاعب اعتبارًا من الموسم الذي يلي القرار، في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي "دون فرض هذا البيع والتوزيع".
وذكرت وسائل إعلام فرنسية، حينها، أنّ ذلك لا يغيّر شيئًا بالنسبة لفرنسا، حيث أنه بموجب قانون إيفين، يحظر بيع الكحول في الأماكن الرياضية.
منع الكحول في ملاعب إسبانيا: قانون 1990
وفقًا للقانون 10/1990 المؤرّخ في 15 أكتوبر/تشرين الأول، حظرت الحكومة الإسبانية بيع جميع أنواع المشروبات الكحولية وأنواع المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية في الملاعب أثناء المنافسات الرياضية، لمنع العنف بين المشجعين.
ومن القواعد الأخرى أنّه لا يمكنك دخول المباني بأغطية زجاجات بلاستيكية لمنع رميها على اللاعبين أو الحكّام في الملعب. وأشارت التقارير الإخبارية الإسبانية إلى أن البيرة الخالية من الكحول تعتبر خيارًا للجماهير الحاضرة.
كما تنص المادة 119 من قانون الرياضات في جزر البليار على " حظر استهلاك المشروبات الكحولية في الملاعب الرياضية".
والجهة التي تطبّق الإجراءات التأديبية وتحديد الغرامات عند الاقتضاء، هي وزارة الشؤون الاجتماعية والرياضة، من خلال المديرية العامة للرياضة. وشريطة أن يكون الفعل أو الشكوى عن طريق الشرطة أو الحرس المدني كما يحدث في حالات العنف اللفظي أو الجسدي.
قانون منع الكحول في اسكتلندا: قانون 1980/1985
تم فرض حظر الكحول في ملاعب كرة القدم، وفق قانون العدالة الجنائية في البلاد لعام 1980، بعد أعمال شغب في مباراة نهائي كأس اسكتلندا، جرت في العام نفسه بين فريقي رينجرز وسلتيك.
وبمقتضى قانون الأحداث الرياضية (مكافحة الكحول وما إلى ذلك) لعام 1985، يُمنع الدخول في حالة سكر إلى ملعب كرة القدم أو استهلاك الكحول في عرض منطقة اللعب، خلال الفترة المقيدة (15 دقيقة قبل بدء الحدث إلى 15 دقيقة بعد نهاية الحدث)، أو استهلاك الكحول في بعض الحافلات والقطارات والسيارات المخصصة لنقل الجماهير إلى مباراة كرة القدم.
ويسري القانون على مباريات كرة القدم التي يمثل فيها أحد الفريقين المشاركين أو كلاهما ناديًا يكون في الوقت الحالي عضوًا (سواء أكان عضوًا كاملًا أو عضوًا مشاركًا) في دوري كرة القدم، ودوري كرة القدم الممتاز، ومؤتمر كرة القدم، والشعبة الوطنية، دوري كرة القدم الاسكتلندي أو الدوري الويلزي الممتاز، أو يمثل الدولة أو الإقليم. وتشمل مباريات كرة القدم في منافسات كأس الاتحاد (بخلاف الدور التمهيدي أو التأهيلي).
وبموجب الحظر الحالي، لا يمكن تقديم المشروبات الكحولية في ملاعب كرة القدم، على الرغم من وجود استثناء لمناطق ضيافة الشركات. ورغم المطالبات بالسماح باستهلاك الكحول في ملاعب كرة القدم، يعارض اتحاد الشرطة الاسكتلندي الفكرة.
ويوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حذرت الهيئات الرائدة في كرة القدم الاسكتلندية من العواقب الكبيرة غير المقصودة لفرض حظر محتمل على رعاية العلامات التجارية للمشروبات الكحولية لجميع الألعاب الرياضية حيث بدأت الحكومة الاسكتلندية مشاوراتها بشأن تقييد الإعلان عن الكحول والترويج له.
البرتغال ومنع الكحول في الملاعب منذ عام 1980
منذ عام 1980، تم حظر إدخال المشروبات الكحولية وبيعها واستهلاكها في الملاعب الرياضية في البرتغال، ضمن أول لائحة بشأن العنف المرتبط بالرياضة.
ورغم بعض الاستثناءات المنصوص عليها في التشريعات الحالية، مثل استهلاك المشروبات الكحولية في الكبائن، يُسمح فقط بالمشروبات غير الكحولية في الملاعب الرياضية.
في عام 1985، وقّعت البرتغال على اتفاقية أوروبية بشأن العنف والتجاوزات من قبل المتفرجين في الأحداث الرياضية، وخاصة مباريات كرة القدم. وتحظر الاتفاقية إدخال المشروبات الكحولية من قبل المتفرجين؛ وتقييد، مع تفضيل، حظر بيع وتوزيع المشروبات الكحولية في الملاعب، وطرد الأشخاص الذين يكونون في حالة سكر من الملاعب.
وشهدت التشريعات في البرتغال بعض التغييرات حتى عام 2009، حيث أُصدر قانون جديد يسمح بإنشاء مناطق مخصصة لاستهلاك المشروبات الكحولية في الملعب، وهو ما يفسر سبب شرب الكحول في الكبائن. ويعتبر القانون إدخال وبيع واستهلاك المشروبات الكحولية في غير الأماكن المخصصة جريمة إدارية.
وفي 2019، ناقشت البرتغال إمكانية بيع المشروبات منخفضة الكحول في الملاعب الرياضية كجزء من النظام القانوني الجديد لمكافحة العنف والعنصرية وكراهية الأجانب والتعصب في الأحداث الرياضية، لكن وفق تقارير إخبارية لم تكن الحكومة متحمسة للأمر.
المصادر
Le site officiel de l'administration française
Loi n° 91-32 du 10 janvier 1991
Sports Grounds Safety Authority
Criminal Justice (Scotland) Act 1980
Diário da República Eletrónico
اقرأ/ي أيضًا
إشاعات رافقت كأس العالم 2018 في روسيا
التضليل والانتقائية في تغطية الإعلام الغربي لاستضافة قطر مونديال 2022