` `

التحيّز والتضليل في الحملة الإعلامية ضد استضافة قطر مونديال 2022

نور حطيط نور حطيط
رياضة
29 نوفمبر 2022
التحيّز والتضليل في الحملة الإعلامية ضد استضافة قطر مونديال 2022
اتهامات بالانتقائية والعنصرية لتغطية بعض وسائل الإعلام مونديال قطر ( Getty)

أشار المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط في تقرير له، إلى تصاعد التحريضات والخطابات شديدة اللهجة ضد قطر، وإلى انحياز صحف بريطانية وفرنسية ضد استضافتها لمونديال 2022 دون تقديم إثباتات وأدلة واضحة وحقيقية. وبحسب ما ذُكر في بيان المرصد فإنَّ "ما يجري نشره من تقارير في صحف بريطانية وفرنسية عشية انطلاق كأس العالم، يندرج في إطار التحريض المكشوف من دون تقديم أدلة أو إثباتات".
واستخدمت هذه الصحف، انحياز اختيار القصص وحذف وتغييب حقائق، مثل التحسينات التي أدخلتها دولة قطر على قوانين العمل والحريات.
وقال المرصد إنه منذ 20 سبتمبر/أيلول حتى الآن، نشرت صحيفة ذا غارديان البريطانية وحدها 27 تقريرًا (بمعدل نحو تقرير واحد كلّ يوم)، تهاجم فيها قطر مباشرة، وهو ما فعلته كذلك مؤسسات إعلامية أخرى.

وكان من اللافت في خضم تلك الحملة، تصريح الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لصحيفة Tages Anzeiger السويسرية، قال فيه إنّ قطر "دولة صغيرة للغاية.. كرة القدم وكأس العالم أكبر من أن تستضيفها". ووصف الاختيار بأنّه كان سيئًا.
في السياق ذاته قالت وزيرة الداخلية في ألمانيا، في مقابلة مع شبكة أخبار محليّة "بالنسبة لنا، كحكومة ألمانيا، فإن حق الاستضافة هذا خادع للغاية"، مضيفة أنّ "هناك معايير ينبغي الالتزام بها، وسيكون من الأفضل عدم منح حق استضافة البطولات لمثل هذه الدول".
وردًّا على تصريحاتها استدعت قطر السفير الألمانيّ كلاوديوس فيشباخ وسلمته مذكرة احتجاج، وطالبت بتوضيح مفصل لتلك التصريحات، وبدلائل على مزاعمها فيما يخص انتهاك حقوق العمال.

إذ قالت الخارجية القطرية في بيان لها، إنَّ استضافة قطر لبطولة كأس العالم تمثل إنصافًا لمنطقة ظلّت تعاني من صورة نمطية ظالمة لعقود. وأعربت عن خيبة أمل قطر ورفضها التام وشجبها للتصريحات التي أدلت بها فيزر بحق استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم 2022. 

التنميط ونزعة الاستشراق في تغطية الإعلام الغربي لمونديال قطر

وفي محتوى ساخر، نشرت الصحيفة الأسبوعية الفرنسية، لو كانار أنشينيه، رسمًا كاريكاتيريًّا يُفترض أنه يمثّل اللاعبين في منتخب قطر لكرة القدم. وذهبت الصحيفة إلى تصوير اللاعبين بوجوه توحي بالشرّ وأظهرتم بأقنعة وعمامات ولحى، الأمر الذي دفع بعض المستخدمين إلى اعتبار الرّسم عنصري وفوقي ويروج لصورة نمطية عن المسلمين عامة. 

صورة متعلقة توضيحية

وبعدما زعمت صحيفة ذا غارديان البريطانية في أحد تقاريرها وفاة 6500 عامل وافد في قطر التي تتأهب لاستضافة كأس العالم. أعلنت العاصمة باريس ومدن فرنسية أخرى امتناعها عن عرض المباريات على شاشات كبيرة، احتجاجًا على قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان دون أن تتأكد من الأرقام المزعومة لوفيات العمال الوافدين. 
وفي تعليقها على الأرقام المزعومة حول عدد الوفيات ضمن العمال الوافدة، قالت قطر إنّه منذ عام 2011 إلى عام 2019، توفى نسبة قليلة وإنَّ معدل الوفيات في هذه المجتمعات يقع ضمن النطاق المتوقع لإجمالي عدد السكان والتركيبة السكانية.

بدروه قال الباحث مارك أوين جونز المتخصص في مجال المعلومات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط، إنّ هذا التقرير يتضمن شيئًا من الاستشراق، فأحد المبادئ الأساسية للاستشراق يتمثل في الاعتقاد بأنَّ العالم غير الغربي أو غير الأوروربي هو أكثر وحشية وبربرية، فإذا كان القارئ يعتقد أنَّ هناك شيئًا من الوحشية في تلك المنطقة، فمن المرجّح أن يكون أكثر قبولًا للاعتقاد بأنَّ هذه الأرقام حقيقية وصحيحة.

تجاهل عرض حفل افتتاح كأس العالم

 تجاهلت الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عرض حفل افتتاح كأس العالم للمرة الأولى، بسبب تنظيمه في قطر، لأسباب متعلقة بانتهاكات مزعومة لحقوق العمال. في المقابل اتّهم ناشطون، الإعلام الغربي بالانحياز والنفاق والعنصرية بسبب الحملة الإعلامية التي تستهدف استضافة قطر للمونديال.

من جانبه، اتهم المذيع البريطاني بيرس مورغان وسائل الإعلام في بلاده، بممارسة "النفاق"، وإصرارها على نقد المونديال، عبر التركيز على قضايا سياسية أو حقوقية. وأضاف، معقبًا على قرار "بي بي سي" عدم بث حفل افتتاح المونديال “هذا القرار هو عدم احترام فظيع لدولة قطر، وإذا كانت شبكة بي بي سي تشعر بالفزع، فعليها إعادة جيشها الضخم من الموظفين إلى الوطن وتجنيبنا هذا النفاق السخيف”.

وتساءل مورغان عن سبب غياب الوازع الأخلاقي في مونديال روسيا؟ وهل كانت "بي بي سي" ستفعل الشيء ذاته تجاه الولايات المتحدة، حيث تدور النقاشات حول منع الإجهاض وبيع الأسلحة؟ أم أنّ الدول ذات الثقافة العربية هي التي تزعجهم فقط؟". وواصل أسئلته قائلًا "لماذا عمدت "بي بي سي" لتغطية افتتاح الألعاب الشتوية في بكين؟ أم أن انتهاكات حقوق الإنسان من جانب الصين، لم تكن بذلك السوء؟".
وقد دافع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو عن قطر ضد ما وصفه بالنفاق، وقال في مؤتمر صحفي ردًّا على انتقادات استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 "على أوروبا أن توقف الانتقادات وتركز على تحسين ظروف المهاجرين، ما كنا نفعله -نحن الأوربيين- منذ 3000 عام، يجب أن نعتذر عنه لمدة 3000 سنة قادمة قبل أن نبدأ بإعطاء دروس أخلاقية".

مشاهدات قياسية للمونديال في فرنسا، فهل فشلت المقاطعة؟

قال موقع  RMS الفرنسي، نقلًا عن قناة TF1 الفرنسية، إنّ عدد متابعي مباراة منتخب بلادهم أمام أستراليا، تخطى الـ12.5 مليون مشاهد، وهو رقم قياسي، على صعيد مشاهدات البرامج في القناة، ولم يتم بلوغه منذ أكثر من سنة، حسب الموقع. ووفق المصدر، فقد شكلت أرقام مشاهدات المنتخب الفرنسي أكثر من 48% من حجم إجمالي المشاهدات للقناة في ليلة المباراة، وهي أعلى نسبة منذ أربع سنوات.

وذكر الموقع أيضًا أنّ حفل افتتاح المونديال الذي أقيم في استاد البيت في الدوحة، حقق أرقامًا قياسية من حيث نسب المشاهدة في فرنسا، ليتجاوز أرقام المشاهدات التي حققها حفل افتتاح مونديال كأس العالم الذي نُظّم في روسيا عام 2018.

 

المصادر 

المجهر الأوروبي

عربي بوست

القدس العربي

معهد الجزيرة

وكالة الأناضول

TRT عربي

القدس العربي

الجزيرة

DW

THE GUARDIAN

اقرأ/ي أيضًا

التضليل والانتقائية في تغطية الإعلام الغربي لاستضافة قطر مونديال 2022

أبرز الأخبار المضلّلة في الأسبوع الأول من مونديال قطر 2022

 

الأكثر قراءة