هذه المدوّنة ترجمة لمقابلة أجراها موقع الهيئة الإخبارية لجامعة إيلينوي مع الباحثة إميلي فان دوين، وهي أستاذة في علم الاتصالات في الجامعة.
المحرر: عندما يستخدم السياسيون عبارة "أخبار زائفة"، فهل لها تأثير سلبي على تصورات الجمهور لمصداقية وسائل الإعلام أكبر مما لو قامت وسائل الإعلام بذلك؟
الباحثة: وجدنا أنه عندما يستخدم سياسي ما - حتى وإن كانت الشخصية وهمية - عبارة "أخبار زائفة" لوصف مقال إخباري على وسائل التواصل الاجتماعي يرى الناس أن المؤسسة الإخبارية وصحفييها أقل مصداقية مقارنة بالمؤسسة الإخبارية نفسها عندما تستخدم هذه العبارة.
يعد هذا اكتشافًا صعبًا بالنسبة للمؤسسات الإخبارية إذ إنها لا تملك سيطرة على كيفية وصف السياسيين أو أي شخص لتغطيتها. إلى جانب ذلك، فإنه يشير إلى أن وسائل الإعلام الإخبارية يجب أن تعمل على طريقة للرد على هذه الاتهامات نظرًا للتأثيرات الضارة التي يمكن أن تحدثها هذه التوصيفات على مصداقيتها.
المحرر: تناقش دراستك تسليح مصطلح "الأخبار الزائفة" وتقترح أن استخدام هذه العبارة يمكن أن يضر بالعلامة التجارية لوسائل الإعلام، فما هي الاستراتيجية الأفضل التي يمكن لغرف الأخبار أن تتبعها؟
الباحثة: بداية، نقترح أن تمتنع وسائل الإعلام عن استخدام المصطلح خاصة في ضوء ما نشهده من حملات إعلانية تستخدمها بعض الوسائل الإعلامية مثل صحيفة وول ستريت أو سي إن إن لتمييز نفسها على أنها تقدّم "أخبار حقيقية"، بينما هي تستدعي بذلك مصطلح "الأخبار الزائفة".
كما نقترح أن يستخدم الصحفيون مصطلح "معلومات مضللة" Misinformation أو Disinformation بناء على القصد من نشر المعلومات، لأن هذه المصطلحات يمكن أن يكون لها تأثير عكسي أقل على مصداقية الصحفي أو المؤسسة.
المحرر: في دراسة سابقة، وجدت أنت والمؤلف المشارك أن تصنيف النخب من السياسيين والمؤسسات الإعلامية للمواد الإخبارية بأنها زائفة له تأثير كبير قد يكون أكثر ضررًا من التعرض للأخبار الزائفة نفسها. هل يمكن أن تشرحي ذلك؟
الباحثة: أردنا معرفة ما إذا كان التعرض لهذه العبارة يؤثر على تشكيك الناس في الأخبار الحقيقية وثقتهم بها وقدرتهم على تمييز الأخبار الزائفة، فأجرينا تجربة ينظر فيها المشاركون في صحة مجموعة من التغريدات. قرأ نصف عشوائي من المشاركين التغريدات التي تحتوي على عبارة "الأخبار الزائفة"، والتي تبيّن أنها دفعتهم إلى التفكير في مصطلح الأخبار الزائفة لبقية الدراسة.
النصف الآخر من المشاركين - المجموعة الضابطة - قرأ تغريدات حول الميزانية الفيدرالية لم تحتو على المصطلح، ثم عُرضت على المجموعتين العديد من المقالات الإخبارية الحقيقية والكاذبة، وسألناهم عن صحة هذه المقالات في اعتقادهم، كما سألناهم عن مدى ثقتهم في وسائل الإعلام بشكل عام.
وجدنا أن أولئك الذين تعرّضوا لعبارة "الأخبار الزائفة" أكثر قابلية للاعتقاد بأن المقالات الإخبارية الحقيقية كانت مزيفة، لكنهم لم يكونوا أكثر دقة في تحديد المقالات الزائفة مقارنةً بالمجموعة الضابطة، كما أشارت إجاباتهم إلى مستويات أقل من الثقة في وسائل الإعلام الإخبارية بشكل عام.
وهذه النتائج تفيد بأن التعرض لهذه العبارة قد لا يؤدي إلى تحسين دقة الأشخاص في الحكم على المصادر الحقيقية والخاطئة، بل على العكس من ذلك، قد يكون للمصطلح تأثير عكسي على ثقة الناس في مصادر الأخبار الحقيقية وثقتهم بها.
المحرر: مع انخفاض ثقة الجمهور بوسائل الإعلام الإخبارية إلى مستوى قياسي - حيث يعتقد 32٪ فقط من الأشخاص "بقدر كبير أو معقول" بإنصاف ودقة المؤسسات الإخبارية وفقًا لدراستك- كيف يمكن لوسائل الإعلام بناء الثقة والحفاظ عليها مع الجماهير؟
هناك تدابير استباقية يمكن للصحفيين والمؤسسات الإخبارية اتخاذها لبناء الثقة مع جمهورهم دون الإشارة إلى مصطلح "الأخبار الزائفة"، فبينما ركزت هذه الدراسة على ما لا يجب أن تفعله المؤسسات الإخبارية من أجل الحد من الآثار السلبية على مصداقيتها، هناك بحث آخر يقدم اقتراحات لوسائل الإعلام التي تتطلع إلى بناء الثقة مع جماهيرها أو تعزيزها.
على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن المؤسسات الإخبارية التي تتسم بالشفافية في العملية الصحفية أي أنها على سبيل المثال تجيب على أسئلة لماذا وكيف تمت كتابة القصة الإخبارية إلى جانب توضيح كافة التفاصيل عن مؤلف القصة وما إلى ذلك، يُنظر إليها على أنها أكثر مصداقية من تلك التي لا تقدم هذا المستوى من الشفافية.
وبالمثل، تُظهر أبحاث أخرى أن المؤسسات الإخبارية التي تتفاعل وتشتبك مع جمهورها بطريقة أو بأخرى خلال التعليقات عبر الإنترنت مثلًا أو التفاعل مع اقتراحات الجمهور حول القصص الإخبارية، تحصل على مستويات أعلى من الثقة والمصداقية عند متابعيها.
اقرأ/ي أيضًا
عصر ما بعد الحقيقة كما يعرّفه لي ماكنتاير
حول أنظمة المحادثة الاصطناعية وعلاقتها بانتشار المعلومات المضللة