` `

صورة متداولة منذ سنوات على أنّها لوفاة مصري في ثورة 25 يناير، ما حقيقتها؟

إسلام عزيز إسلام عزيز
سياسة
25 يناير 2023
صورة متداولة منذ سنوات على أنّها لوفاة مصري في ثورة 25 يناير، ما حقيقتها؟
اُلتقطت الصورة في تونس بتاريخ 13 يناير 2011 (Getty)

بالتزامن مع ذكرى ثورة 25 يناير 2011 المصرية، يعيد مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ سنوات، تداول صورة على أنها تعود لأول شهداء ثورة 25 يناير في محافظة الإسكندرية ويُدعى (محمود على الشويحي - مواليد 86).

وذكرت أنه قُتل يوم الجمعة 28 يناير 2011، المعروفة باسم "جمعة الغضب". كما زعمت المنشورات أنه صاحب مقطع الفيديو الشهير الذي تم تصويره من إحدى شرفات المنازل، لشاب فتح صدره أمام قوت الشرطة وتم قتله، وقتها، برصاصة في القلب.

صورة متعلقة توضيحية

هل الصورة بالفعل لأحد شهداء ثورة 25 يناير؟

الصورة ليست لأحد شهداء ثورة 25 يناير، بل تعود لشاب تونسي يُدعى رشاد العربي، كان يبلغ 21 عامًا، حين أصيب خلال الثورة التونسية، وتحديدًا يوم 13 يناير 2011، وخضع لعدد من العمليات الجراحية، بعدها.

صورة متعلقة توضيحية

ولم يقتل العربي على إثر هذه الإصابة، إذ ظهر في صور ومقاطع فيديو أخرى تم توثيقها له خلال فترة علاجه.

رشاد العربي يحكي عن إصابته في لقاء سابق 

وتحدّث رشاد العربي، عن إصابته يوم 13 يناير 2011، بعد مشاركته في مسيرة سلمية ضد نظام بن علي، والتي شهدت رفع شعارات مناهضة للنظام التونسي أمام مركز أمن في مدينة مرناق قرب العاصمة تونس، قائلًا إنّ أحد عناصر الأمن، عمد إلى إطلاق الرصاص على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابته في العنق والجنب. 

وقال العربي خلال حديث سابق نشرته هيئة الحقيقة والكرامة التونسية في 15 يناير 2017، إنّه خضع لعدة عمليات جراحية. ورغم إخراج الرصاصات من جسده، أُصيب بالشلل، لأنّ إحدى الرصاصات أصابت النخاع الشوكي والأعصاب.

وقد ثبت أن الشخص الذي أطلق الرصاص هو أحد أعوان مركز الشرطة في مرناق، وفقًا لتصريحاته.

فيديو مقتل شاب في الإسكندرية خلال ثورة 25 يناير

وارتبطت الصورة منذ سنوات بمقطع الفيديو الشهير الذي تم تصويره من إحدى شرفات المنازل، لشاب كان يشارك في المظاهرات التي خرجت في مدينة الإسكندرية خلال ثورة 25 يناير، وفتح صدره أمام قوات الشرطة وتم إطلاق النار عليه في الحال وأُصيب برصاصة.

بعض المنشورات التي شاركت مقطع الفيديو قالت إن الشاب الظاهر فيه، كان يُدعى محمود علي حجاب الشويحي. ولم يتسن لـ"مسبار" التأكد من أصل اسم الشاب، وإن كان يعود له.

وبالبحث عن الاسم نفسه، وجد “مسبار” أنه مذكور في عدد من المواقع والمنتديات التي توثق بعض حالات شهداء ثورة يناير في مصر، وتؤكد أنه يوجد شاب بالفعل اسمه محمود علي حجاب الشويحي يبلغ 23 عامًا من الإسكندرية، قُتل يوم 28 يناير 2011 "جمعة الغضب" برصاصة في الرأس. لكن لم يعثر "مسبار" على ما يؤكد بشكل دقيق أنه صاحب الفيديو.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

 ثورة 25 يناير في مصر

وفي 25 يناير 2011 اندلعت الثورة المصرية، وخرجت احتجاجات في مدن ومحافظات مصر ضد النظام الحاكم حينها برئاسة محمد حسني مبارك. وتزامن اندلاع الثورة مع عيد الشرطة المصرية الـ70، وكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة والمرتبطة بـ "ممارسات الشرطة القمعية في عهد مبارك وتحكمها في المشهد السياسي"، وفقًا لشهادات المتظاهرين.

وبعد 18 يومًا من الثورة والاعتصام في ميدان التحرير وخروج مظاهرات في أغلب محافظات مصر وترديد شعارات تطالب بـ"العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية"، أطاحت ثورة 25 يناير بالرئيس مبارك في 11 فبراير/شباط 2011، بعد ثلاثة عقود من وجوده في رأس السلطة.

كم عدد الوفيات في ثورة 25 يناير؟

وفي إبريل/نيسان عام 2011، أعلنت لجنة تقصي الحقائق حول أحداث العنف التي صاحبت ثورة 25 يناير، برئاسة المستشار عادل قورة، عن تقريرها النهائي بشأن عدد الوفيات بعد اندلاع الثورة. 

سلمت اللجنة تقريرها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والحكومة المصرية آنذاك برئاسة الدكتور عصام شرف، والنائب العام المستشار حينها، عبد المجيد محمود، لاتخاذ اللازم من إجراءات فيما جاء بالتقرير. 

وأكد التقرير الذي وزعت اللجنة نسخة مختصرة منه أن "الشرطة المصرية استخدمت الرصاص الحي ضد المتظاهرين في أحداث 28 و 29 يناير".

كما اتهم التقرير، عددًا من المسؤولين في النظام السابق بالضلوع في التخطيط لـ"موقعة الجمل"، والتي أصيب فيها وقتل العشرات من المتظاهرين في ميدان التحرير، يوم الأربعاء 2 فبراير 2011.

وأفاد التقرير أن أعداد الوفيات خلال أيام الثورة منذ بدايتها حتى يوم 16 فبراير 2011، وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة، بلغ 846 شخصًا، وعدد الإصابات 6467 حالة.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

ووفقًا لتقرير نشره موقع "ويكي ثورة" الحقوقي، والذي قام بتوثيق العديد من أحداث الثورة، فإن عدد الذين قتلوا خلال فترة الـ 18 يومًا منذ 25 يناير 2011 حتى 11 فبراير، تحت حكم حسني مبارك، كان حوالي 1075 قتيلًا في 22 محافظة مختلفة مما تم حصره فى مختلف أنواع الوقائع.

وأوضح التقرير أن "عدد الوفيات تنوعت ما بين اشتباكات بين الأمن ومدنيين أو لجنة شعبية أو اعتداء على معتصمين أو شغب داخل أماكن احتجاز أو هجمات مسلحة أو اغتيال أو شبهة تعذيب أو قتل خارج إطار القانون". 

وقام الموقع بعمل عرض تفصيلي لحصر القتلي خلال فترة الـ 18 يومًا من الثورة.

صورة متعلقة توضيحية

 المصادر:

alamy

alamy

KOOORATUNISIE

هيئة الحقيقة والكرامة

العربي الجديد

حساب رشاد العربي

Ahmed Taha

Gedarea

fmisr

شبكة رصد

مصر اليوم

ويكي ثورة

المصري اليوم

britannica

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة