` `

كيف نحمي أنفسنا من الوقوع في فخ التزييف العميق؟

بيان حمدان بيان حمدان
تكنولوجيا
5 فبراير 2023
كيف نحمي أنفسنا من الوقوع في فخ التزييف العميق؟
لتكنولوجيا التزييف العميق فوائد ومضار عديدة تعتمد على طريقة استخدامها (Getty)

هذه المدونة ترجمة لمقال من موقع أخبار جامعة ميامي.

 

ما هو التزييف العميق؟

التزييف العميق هو فبركة صورة أو مقطع فيديو لشخص، بطريقة تبدو معها واقعية إلى حدّ بعيد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ولم تعد هذه الفبركات رائجة بشدة فقط، إنّما أصبحت التكنولوجيا اللازمة لإنشائها متوفرة وبمتناول الكثيرين.

وفقًا للخبراء، فإن تكنولوجيا التزييف العميق توفّر فرصًا لا حصر لها للمسوقين والمعلنين والمؤثرين، إلا أنها وفي سياق آخر تعطي مساحة واسعة للعازمين على الترويج للمعلومات المضللة، ما يترك المتلقي في حالة تشكيك مما يراه. على سبيل المثال، تم ابتزاز العديد من الضحايا بتزييف عميق لمقاطع فيديو إباحية. 

يقول جوزيف أوسينسكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميامي والخبير في نظريات المؤامرة "التزييف العميق يمكن أن يقنع بعض الناس بأشياء غير صحيحة، وبالتالي تشويه سمعة أشخاص من خلال جعل الناس يعتقدون أنهم فعلوا شيئًا لم يفعلوه بالفعل، خاصة إن لم يكونوا على اطّلاع بالتكنولوجيا وتطوراتها".

وفي السياق نفسه، قالت ليندسي جريس الأستاذة المساعدة في كلية الاتصالات، إنّ التزييف العميق يجب أن يخضع للفحص، كما يتحتم على مستهلك مقاطع الفيديو أن يكون ذكيًا بما يكفي لطرح الأسئلة والبحث في المشاهد التي يتلقاها.

كيف نميّز التزييف العميق؟

أشارت غريس إلى أنّه "مع زيادة جودة التزييف العميق، سيكون من الصعب التمييز بين الحقيقي والاصطناعي، لذا من المهم ممارسة بعض الاستراتيجيات التي أثبتت جدواها في فحص صحة مقاطع الفيديو، مثل التحقق من المصدر، خاصةً عندما يُنسب التزييف العميق إلى شخصيات سياسية أو شخصيات عامة، ففي هذه الحالة يمكن الرجوع إلى الحسابات الرسمية أو المواقع الإلكترونية المعنية".

تقول تشينغ هوا تشوان بهذا الخصوص، وهي أستاذة مساعدة في الوسائط التفاعلية، إنّ التعامل مع الإنترنت بعين ناقدة، والتشكيك في الدوافع وراء إنشاء فيديو أو صورة أو صوت، أمر بالغ الأهمية في عالم اليوم، وأضافت "في بداية انتشار تقنية التزييف العميق، كان بإمكاننا اكتشاف فيديو مفبرك من خلال علامات مثل أن الشخص الظاهر في المقطع لم يرمش، أو أن شعره فوضوي بشكل غريب، أو أذنه غير واضحة، إلا أن هذه الأيام قد ولّت".

ولكنها أشارت إلى نقطة هامة، وهي أنّ المفبركين غالبًا ما يشاركون محتوى قديم في سياق خاطئ، وأنّ الصور التي يتم تعديلها باستخدام برنامج الفوتوشوب تتم مشاركتها على نطاق واسع عبر الإنترنت، لذلك فإن التدقيق في الصور بعناية فائقة أمر مهم للوصول إلى حقيقتها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون المشاهد على دراية بالتزييف الضحل أو البسيط، إذ تتم إضافة بعض التأثيرات على مقطع فيديو لإيصال رسالة مزيفة للجمهور، كما كان الحال مع مقطع فيديو انتشر عام 2020 لرئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وقد بدت فيه في حالة سكر، ولكن كل ما حدث أنه تم إبطاء المسار الصوتي للفيديو لجعل بيلوسي تبدو وكأنها تتلوى.

وأوضحت تشوان أنّ "الطريقة التي تُستخدم بها تقنية التزييف العميق في نشر المعلومات المضللة، من الممكن أن تخلق انقسامات سياسية وهذا بالضرورة سيؤثر على المجتمع، كما سيفقد الناس الثقة في كل ما يرونه وما يسمعونه". 

وحذرت من أنّه يمكن استخدام الصوت الخاطئ للاحتيال على الناس بالمال. وروت حالة موثقة تم فيها خداع مورد تجاري بصوت مزيف، لإرسال 220 ألف جنيه إسترليني إلى مسؤول تنفيذي في شركة بريطانية، إذ ادّعى المزيّف بأنه هو المسؤول التنفيذي.

ومع ذلك، هناك صناعة ناشئة لبرامج تهدف إلى اكتشاف الحالات الشاذة والشائعة في التزييف العميق، إذ طورت الشركات الكبيرة مثل إنتل كاشف للتزييف العميق، فيما تبحث شركتي فيسبوك ومايكروسوفت في التقنيات التي يمكنها اكتشاف التزييف وتنبه المستهلكين عند مشاهدته.

وأوصت تشوان الذين يرغبون في معرفة المزيد حول كيفية اكتشاف التزييف العميق بإجراء الاختبار التفاعلي الموجود في هذا الرابط.

وأشارت إلى أنّ "التكنولوجيا نفسها لا تسبب ضررًا بالضرورة بل إن كيفية استخدامه هي التي قد تسبب الضرر".

اقرأ/ي أيضًا

تقرير: فنلندا هي الدولة الأكثر حصانة ضد الأخبار الزائفة

دراسة: يمكن للذكاء الاصطناعي خلق الكذب والدعاية المضللة

الأكثر قراءة