يتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، صورًا قالوا إنّها لمقبرة فرعونية مزورة، عُثر عليها في محافظة بني سويف جنوبي مصر، أقامها نصابون بغية الاحتيال على الراغبين في اقتناء الآثار أو المتاجرة فيها.
وأضافت المنشورات أن المقبرة المزيفة كانت مجهزة بشكل يشبه المقابر المصرية القديمة، ووجد على جدرانها رسومات ونقوش فرعونية، وبداخلها تابوت وتماثيل مصنوعة يدويًا وكميات من السبائك المطلية بشكل الذهب مصنوعة من الجبس، للنصب على المواطنين. وأثارت القصة ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ووصفت بـ"أغرب حالات النصب".
فما حقيقة القصة؟
أصدرت النيابة العامة المصرية بيانًا حول المقبرة الأثرية المزيفة، في محافظة بني سويف، وقالت فيه إنها "أمرت بضبط وإحضار مجموعة متهمين أعدّوا مقبرة وهمية بهدف الاحتيال على الراغبين في شراء القطع الأثرية، والاستيلاء على أموالهم".
وأضافت النيابة أن المقبرة توجد بأعلى تلة في منطقة صحراوية في قرية الحيبة في مركز الفشن، مشيرة إلى أنه تم كشفها عند قيام أفراد أمن بتفقد الحالة الأمنية في المنطقة، إذ لاذ القائمون عليها بالفرار بسيارتهم، مما أثار شكوكًا حولهم، وعثروا على المكان.
وأوضح البيان أن النيابة العامة عاينت ولجنة من وزارة السياحة والآثار، المكان وتبين لهم أن الحفرة التي يبلغ عمقها نحوَ مترين تؤدي إلى سرداب بع ثلاث غرف مشتبه في أثريتها لاحتوائها على تماثيل تشابه التماثيل الفرعونية.
وأكد البيان أن اللجنة أكدت في تقريرها، أن جوانب الحفرة تحتوي على أسياخ حديدية لتقويِها، وأن الرسوم المنقوشة على جدران الغُرف وما تحتوي عليه مِن تماثيل جميعها مُقلدة حديثة الصّنع وغير أثرية. أشار البيان أن "النيابة العامة طلبت تحريات مباحثِ الآثار حول الواقعة، وتوصلت إلى أن مجموعة من المتهمين قد تم تحديدهم وأعدوا هذه المقبرة الوهمية للاحتيال على راغبي شراء القطع الأثرية والاستيلاء على أموالهم، وأمرت النيابة بضبطهم وإحضارهم، وجارٍ استكمال التحقيقات".
المقبرة كانت مزيفة بالكامل
وكشفت لجنة الآثار التي تم تشكيلها برئاسة الدكتور عمر ذكي، مدير آثار بني سويف، أن المقبرة مزيفة بالكامل، وجميع التماثيل بداخلها من الجبس، وسبائك الذهب مقلدة، وأن محتويات تلك المقبرة ليست أثرية على الإطلاق، وتم شراؤها من منطقة خان الخليلي (أحد أحياء القاهرة القديمة، والتي تتمتع بجذب سياحي كبير بالنسبة لزوار القاهرة ومصر بشكل عام، ويوجد بها بازارات ومحلات تبيع نسخ مقلدة من الآثار الفرعونية).
وأكد عمر ذكي، أن النقوش والرسومات التي وُجدت على جدرانها لا تمت للحضارة المصرية بأي صلة.
وكشف الدكتور مجدى شاكر كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار، تفاصيل العثور علي المقبرة الفرعونية المزيفة في بني سويف، وقال خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "آخر النهار" عبر قناة النهار "من قام بالرسم داخل المقبرة المزيفة فنان والرسوم حلوة جدًا، لكن الكتابات الموجودة غلط". موضحًا أنه كشف عن كتابات خاطئة بها كالتقاء الملك توت عنخ أمون برمسيس الثالث، على الرغم من أن الفرق بين الأسرتين نحو 500 عام.
وأضاف شاكر "لو استغلوا ذكاءهم وأموالهم في شيء يصلح للاستثمار كان أفضل لهم كثيرا"، كما وجه رسالة للمتعاملين معهم من تجار الآثار قائلًا "القانون لا يحمي المغفلين".
وأصدرت السلطات المصرية قرارًا بإعدام القطع الأثرية المزيفة، التي عثرت عليها أجهزة الأمن في بنى سويف، إذ أصدر المستشار مصطفى المتناوى، المحامي العام لنيابات بني سويف، أمرًا بالقرار.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
هل أصبح الشيخ جاسم بن حمد مالكًا جديدًا لنادي مانشستر يونايتد؟
ما حقيقة مشاركة فئران في البحث عن ضحايا الزلزال الأخير في تركيا؟