استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 13 مارس/آذار الجاري، رئيسة الوزراء الدنماركية ميتا فريدريكسن. تناول السيسي في مؤتمر صحفيّ مشترك معها موضوعات عدّة، كان من بينها القضايا المتعلقة بالاستثمارات صديقة البيئة، وملف حقوق الإنسان الذي أثارته الضيفة، إضافة إلى ملف الهجرة غير النظامية و أعداد اللاجئين في مصر وغيرها من الملفات.
وجاء في كلمة الرئيس المصري، العديد من الادعاءات فيما يخص ملف الهجرة غير النظامية للمصريين، وأعداد اللاجئين الأجانب في دولته، التي تحقّق منها "مسبار" وفحص مدى دقّتها.
تصريحات السيسي عن الهجرة غير النظامية في مصر
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسة وزراء الدنمارك، إنّه
"في سياق اتخاذ مصر إجراءات لمنع الهجرة غير النظامية من مصر إلى أوروبا، وحرصًا على أن لا تكون معبرًا للهجرة غير النظامية، لم يغادر أي مواطن مصري من مصر إلى القارة الأوروبية بشكل غير نظامي منذ سبتمبر عام 2016".
لكن الرئيس السيسي لم يذكر في كلامه هجرة المصريين غير النظامية عبر السواحل المصرية باتجاه ليبيا، التي تعدّ بالنسبة للكثير من المهاجرين طريق عبور صوب أوروبا. إذ ذكرت "وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء"، في تقرير سابق نشرته في يوليو/تموز عام 2022، أنّ نسبة حاملي الجنسية المصرية تمثل نحو واحدة من بين كل خمسة هجرات غير شرعية تصل إلى إيطاليا. وإنّ غالبية المصريين الذين يبحرون بشكل غير نظامي، يستخدمون القوارب على طول البحر الأبيض المتوسط. على الرغم من التدابير الوقائية التي اتخذتها مصر لمنع الهجرة غير النظامية منذ عام 2016، إلا أنّ القوارب غير النظامية لا تزال تتدفّق نحو أوروبا.
وبحسب وكالة الاتحاد الأوروبي، فقد وصل نحو 1200 مصري بين أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني عام 2021 إلى إيطاليا، وفي مايو/أيار 2022 وصل قرابة الـ 1188 إلى الوجهة ذاتها.
وأعادت السلطات الليبية ما لا يقل عن 5693 مصريًا، كانوا محتجزين لدى إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا بين عاميّ 2019 و2020، بحسب الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس).
وبحسب وزارة الداخلية الإيطالية تم إحصاء نحو 3935 مصريًا في إيطاليا بين شهريّ يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران لعام 2022.
وفي يونيو من العام ذاته، كشفت الشرطة اليونانية عن شبكة تهريب مهاجرين من مصر إلى أوروبا، كانوا قد استخدموا وثائق زائفة. إذ ضبطت نحو 362 وثيقة زائفة من بينها جوازات سفر، ولم يتم تحديد عدد المصريين الذين استفادوا من تلك الشبكة.
في غضون ذلك، ألقت السلطات الأمنية في "طبرق" الليبية القبض على نحو 287 مواطن مصري في سبتمبر من العام نفسه من بينهم أطفال ومراهقين خرجوا من مصر بشكل غير نظامي، وكانوا يستهدفون الوصول إلى إيطاليا عبر ليبيا. ووُثِّقت هذه الحادثة بشهادة أطفال ممن جرى توقيفهم، أثناء مغادرتهم من مدينة طبرق.
ووفقا لتقرير نشرته الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل في أغسطس 2022، تجاوزت أعداد المصريين -بشكل طفيف- نظراءهم التونسيين الذين بلغت نسبتهم (30%) من العدد الإجمالي للمهاجرين، الذين تم رصدهم –يعبرون بشكل غير نظامي- على طريق البحر الأبيض المتوسط.
أعداد اللاجئين في مصر
وذكر الرئيس المصري في المؤتمر الصحفي أنّ "مصر تستضيف 6 مليون لاجئ وقد يزيد". لكن بحسب إحصائيات البنك الدولي، فقد بلغ عدد اللاجئين الممنوحين حق اللجوء في مصر نحو 280686 لاجئًا من جنسيات مختلفة لغاية عام 2021.
وفي شهر فبراير/شباط 2022، قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عدد اللاجئين في مصر بـ 273.152 لاجئًا من 65 دولة.
وبحسب آخر تحديث على موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر، قُدّر عدد اللاجئين المسجلين وطالبي اللجوء بنحو أكثر من 288000 من 60 دولة غالبيتهم من سوريا، وتليها السودان.
وقدرت الأمم المتحدة للهجرة في مايو 2022 أعداد اللاجئين والمهاجرين القاطنين في مصر، بنحو ستة ملايين مهاجر ولاجئ. وهو العدد الذي ذكره الرئيس المصري في تصريحه.
وفي أغسطس 2022، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن أعداد اللاجئين والمهاجرين معًا في مصر، وصل لنحو تسعة ملايين مهاجر ولاجئ، غالبيتهم من الجنسية السودانية بواقع (4 ملايين)، تليها سوريا (1.5 مليون)، واليمن (مليون)، وليبيا (مليون).
ووفق تعريفها للمهاجر، ترى المنظمة الدولية للهجرة أنه ذلك الفرد المتنقل عبر حدود دولية، أو داخل دولة بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد، بصرف النظر عن مدة إقامته، وضعه القانوني، وأسباب حركته، سواء كانت طوعية، أو غير طوعية.
أما اللاجئ، فتعرّفه الأمم المتحدة، وفق اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، أنه ذلك الفرد المتواجد خارج بلد جنسيته أو مكان إقامته المعتاد، هربًا من تعرضه للاضطهاد القائم على العنصرية، القومية، الدين، الانتماء لطائفة معينة، أو رأي سياسي، ويمنعه خوفه من العودة.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
ادّعاءات مضللة حول المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء