تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، ادّعت أنّها لامرأة هندية توفي زوجها ويريد أهلها دفنها معه وهي ما تزال على قيد الحياة.
فما حقيقة الادّعاء؟
بحث "مسبار" عن أصل مقاطع الفيديو المتداولة ووجد أنّها منشورة في حساب على موقع تيك توك باسم Laxu Sapkota، وتبين أنّه يشارك مقاطع فيديو توثيقية في حسابه عن الحياة في نيبال. وأشار في تعليقه على أحد المقاطع أنّ اللقطات من حفل زواج تقليدي في منطقة باجهانغ في نيبال عام 2023. كما شاركه في حسابيه على موقعي إنستغرام ويوتيوب.
وذكر أنّ إحدى طقوس المنطقة الواقعة في أقصى غرب نيبال، هي بكاء العروس كثيرا عند مغادرة منزل والديها، لأنها تتألم من كونها لم تعد تنتمي إلى عائلتها بل تنتمي إلى عائلة زوجها ويجب أن تعيش في منزله، وأنّها مضطرة لترك أسرتها دائمًا.
ويقيم الأهل حفل "بيداي- bidai" أو "فيداي vidai- " وهو عبارة عن وداع للعروس قبل تسليمها إلى زوجها. وهناك العديد من المقاطع المصورة في موقع يوتيوب، تُظهر طقوس هذا الحفل، وكيف تبكي العروس فيه في بعض مناطق نيبال.
تقليد إحراق الزوجة بعد وفاة زوجها
"ساتي" هو تقليد هندوسي قديم، انتشر في شبه القارة الهندية قديمًا، ترمي فيه الأرملة نفسها على محرقة قبر زوجها، فتحترق معه حتى الموت.
كان هذا التقليد في البداية طوعيًّا ويرمز إلى شدّة طاعة المرأة لزوجها، وإخلاصها له، ومع مرور الوقت أصبحت ممارسة قسرية، إذ تُجبر الأرملة إن لم يكن عندها أولاد على تنفيذ "ساتي" بطرائق مختلفة، لكي لا تكون عبئًا على المجتمع.
وتُستثنى من تنفيذ هذا التقليد أي أرملة حامل أو حائض أو لديها أطفال صغار جدًا، ويعتقد الناس أن المرأة التي تموت في "ساتي" عفيفة، وستحصل على حياة أفضل بكثير في ولادتها القادمة.
تقليد "ساتي" محظور في الهند والنيبال
في الهند أصدر أول قانون يجرم عادة ساتي في عام 1829. وفي عام 1987، أُجبرت امرأة متزوجة تبلغ من العمر 18 عامًا، في قرية ديورالا في راجستان في الهند، على تنفيذ "ساتي" عندما توفي زوجها بعد ثمانية أشهر من زواجهما، ولكنّها رفضت، فخدّرها مجموعة من رجال القرية وأحرقوها بالقوة. وبعد التحقيق واعتقال الجُناة، سنّت الحكومة الهندية قانون ساتي للوقاية، مما جعل إكراه أو تشجيع امرأة على تنفيذ تقليد "ساتي" غير قانوني، مع عقوبة الإعدام لأي شخص يفعل ذلك.
وفي نيبال فرض رئيس الوزراء النيبالي "شاندرا شامشر" تشريعًا يلغي عادة الساتي عام 1920، فانتهت هذه العادة.
اقرأ/ي أيضًا
فيديو متداول على أنّه لاعتداء على فتاة مسلمة في الهند، ما حقيقته؟
هل وقع فيلم نشيد كشمير ضحية للرقابة الهندية على يوتيوب؟
مصادر