نشرت مواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، مقطع فيديو بعنوان "عصيان وتمرد في الجيش المغربي"، وضم مشاهد توثق محاولة أشخاص الهروب وسط صحراء، على أنّها لهروب جنود من مختلف الرتب إلى الصحراء الغربية. ونسب الناشرون الادّعاء إلى صحيفة الخبر الجزائرية.
وبالعودة إلى الصحيفة المذكورة وجد "مسبار" أنّها نشرت بالفعل مقالًا بعنوان "هذا ما يعيشه الجيش المغربي" بتاريخ الخامس من يونيو/حزيران الجاري.
ونقلت عن ما أسمته مصادر موثوقة لم تذكرها أن "العشرات من الجنود والعساكر المغاربة أعلنوا تمردهم وانشقاقهم عن صفوف جيشهم". وأضافت أنّهم فرّوا، نحو أراضي الصحراء الغربية بحثًا عن الحماية، وآخرون فروا إلى الحدود الليبية قبل أن تعتقلهم قوات خليفة حفتر.
وقالت الصحيفة إنّ ذلك تسبب في دخول الجيش المغربي في وضعية خطيرة جراء الانشقاقات في صفوفه.
لكن لم تنشر الصحيفة مقاطع فيديو أو صور توثق هروب جنود نحو الصحراء الغربية.
حقيقة هروب جنود الجيش المغربي
بحث "مسبار" عن المشاهد المتداولة في الادّعاء، ووجد أنّها قديمة ومنشورة في حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فبراير/شباط عام 2020، على أنّها لهروب المنقبين عن الذهب في صحراء تمنراست بعد مداهمتهم من قبل الجيش الجزائري على الحدود.
ولم يتمكن "مسبار" من التأكد من المكان الأصلي الذي التقط فيه الفيديو، لكن المؤكد أنّه ليس لهروب جنود من الجيش المغربي إلى الصحراء الغربية.
ولم يعثر على أيّ مصدر موثوق نشر خبر تمرد جنود في الجيش المغربي مؤخرًا، أو هروبهم إلى الصحراء الغربية.
التنقيب عن الذهب في الجزائر
يشهد الجنوب الجزائري محاولات للتنقيب عن الذهب خارج القانون، وتستمر السلطات الجزائرية في مراقبة عملية التنقيب وملاحقة المخالفين في عدة مناطق منها تمنراست.
وفي عام 2020، صرحت السلطات الجزائرية بعزمها تقنين التنقيب عن الذهب، ومنحت عام 2021 رخصًا للاستغلال والتنقيب عن الذهب في الصحراء لصالح الشباب، بعد تكوينهم في مراكز متخصصة.
يأتي ذلك ضمن برنامج أعلنت عنه الجزائر من أجل التنقيب عن الذهب والمعادن خلال الفترة المتراوحة بين عامي 2021 و2024 بميزانية تصل إلى 6 مليارات دينار جزائري، أي ما يعادل نحو 45 مليون دولار أميركي.
ونقلت وسائل إعلام جزائرية عن وزارة المناجم الجزائرية أنّ "النشاطات ستمارسها مؤسسات مصغرة بناء على كراس شروط". على أن يتم بيع الذهب المُجَمّع لمصرف الذهب من قبل مؤسسة إينور، التي تعمل على معالجة الذهب المجمع ومن ثم إعادة طرحه.
الصحراء الغربية
والصحراء الغربية هي مستعمرة إسبانية سابقة تعدّها الأمم المتحدة “منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي”.
وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" عام 1976 من طرف واحد، واعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي. في المقابل يصرّ المغرب على أحقيته في إقليم الصحراء، ويقترح كحل للقضية حكمًا ذاتيًّا موسعًا تحت سيادته.
اقرأ/ي أيضًا
أبرز الأخبار الزائفة حول المواجهات الأخيرة بين المغرب وجبهة البوليساريو
اتهامات مغربية لفرانس برس بتحريف تصريحات غوتيريش حول الصحراء الغربية
المصادر
