تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقاطع فيديو ادّعت أنّها لانتفاضة حركة الأزواد على الجزائر، وأنها تحشد مقاتليها لخوض حرب تحرير في الجنوب الجزائري.
وأرفقت الادّعاءات بهاشتاغات مثل "#الازواد_تنتفض، #أزواد_الجزائر_ينتفضون، #حركة_تحرير_جنوب_الجزائر".
الحركة الوطنية لتحرير أزواد
والحركة الوطنية لتحرير أزواد (MNLA) هي حركة سياسية تأسست عام 2011 عقب اجتماعات عقدت شمالي مالي، وبشكل أساسي بين مجتمعات الطوارق، ومنهم العائدون من ليبيا بعد الثورة ضد القائد الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، ومنشقين عن قوات الدفاع والأمن المالية وجماعة أنصار الدين المتشددة، التي لم تستمر معها في شراكة مستقرة، وتحولت علاقتهما إلى صراع في منطقة الشمال التي تضم جماعات إسلامية مسلحة أخرى.
بدأت حركة تحرير أزواد تمردها ضد الدولة المالية في يناير 2012، واستولت على جزء من شمال مالي وأعلنت مدينة غاو عاصمة لدولتها الجديدة في إبريل 2012.
كما ساعد مقاتلو الحركة القوات الفرنسية في عملياتها في مالي التي بدأت منذ عام 2013، ضد تقدم الجماعات الإسلامية المسلحة نحو الجنوب.
ماذا تعني أزواد؟
و"أزواد" في اللغة التماشقية تعني "منطقة الرعي الموسمي". هذه التسمية غير المعترف بها من قبل الحكومة المالية، تشير إلى المنطقة الشمالية في مالي (الحدودية مع الجزائر) وتحديدًا إلى ولايات تومبكتو وكيدال وغاو، التي تعتبرها الحركة تابعة لها.
مشاهد قديمة لقوات تابعة لحركة أزواد
شاركت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، مقطع فيديو مع ادعاء مفاده أنّه يعود إلى حشد حركة أزواد لقواتها وأنها تنتفض ضد الجزائر.
وبالبحث عن أصل الفيديو وجد "مسبار" أنّه قديم ومنشور في الثامن من مايو/أيار عام 2022، في حساب على موقع يوتيوب باسم مؤسسة النهضة الإعلامية، ينشر مستجدات وأنشطة الحركة.
وتعرف المؤسسة نفسها بأنّها تسعى إلى جلب سكان أزواد إلى العالم. كما تعمل على “نشر الأخبار والمستجدات في أرض أزواد وخاصة منطقة الساحل بشكل عام”.
ونشر مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهدًا لمسلحين في الصحراء مع ادّعاء أنّها لثورة حركة أزواد جنوبي الجزائر.
لكن بالبحث، عثر "مسبار" على الفيديو الأصلي الذي يضم المشاهد ووجد أنّه قديم ومنشور منذ الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2021، في حساب على موقع يوتيوب باسم قناة إذاعة أزواد الدولية. وأرفق بتعليق "الشعب الأزوادي".
وتعرف القناة نفسها بأنّها تنشر "الأخبار في موجز من إذاعة أزواد الدولية، إقليم أزواد شمال مالي".
كما يشارك مستخدمون مقطع فيديو على أنّه لقوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد في إطار تحضير عملية عسكرية ضد الجزائر.
ولكن بالتحقق تبين أنّ الادّعاء مضلل وأنّ المشاهد منشورة في حساب مؤسسة النهضة الإعلامية التي سبق ذكرها.
ونشر المشهد الأول في 24 إبريل/نيسان 2022، مع تعليق "قوات المجلس الأعلى لوحدة أزواد في كيدال".
أما المشهد الثاني فهو منشور منذ مايو 2022 مع تعليق "قوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد في منظر جميل ورهيب في إطار عملية التسجيل العسكري".
مواجهات بين الجيش الجزائري وحركة أزواد؟
احتضنت الجزائر عام 2015 مفاوضات بين الحكومة المركزية في مالي والحركات الأزوادية، وقع خلالها الطرفان اتفاق سلام، ينص على "إعادة بناء الوحدة الوطنية للبلاد على قواعد تحترم وحدة أراضيها وتأخذ في الاعتبار تنوعها الإتني والثقافي".
وفي فبراير/شباط 2023، استقبل الرئيس الجزائر عبد المجيد تبون ممثلين عن الحركات الأزوادية في مالي للبحث في تطبيق بنود الاتفاق.
أي أنّ الجزائر ترعى اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة في البلاد ولا تشكل بدورها طرفًا آخر، كما لم تعلن عن أي مواجهة لها مع الحركة.
ولم ينشر أي مصدر موثوق خبر وقوع مواجهات في الجنوب الجزائري ومحاولة حركة أزواد السيطرة على مناطق حدودية جزائرية.
اقرأ/ي أيضًا
ما حقيقة تصريح الرئيس الجزائري بأنّ بلاده ليس لديها مشكلة مع إسرائيل؟
وكالة الأنباء الجزائرية تتهم فرانس برس بالزيف الإخباري بسبب ريبورتاج
المصادر
