` `

تصريح سعيّد بأنّ المنظمات الإنسانية لم تتدخل لمساعدة المهاجرين في صفاقس مضلل

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
15 يوليو 2023
تصريح سعيّد بأنّ المنظمات الإنسانية لم تتدخل لمساعدة المهاجرين في صفاقس مضلل
يعيش العديد من المهاجرين غير النظاميين في العراء في مدينة صفاقس (Getty)

قال الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي مساء أمس 14 يوليو/تموز، في حديثه عن المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس والمساعدات التي تقدمها مؤسسات الدولة لهم، إنّ "ما قدمته تونس رغم كل الصعوبات التي تعيشها أرقى مما يجده هؤلاء المهجّرون في عديد المناطق الأخرى".

وأضاف "يكفي في هذا الإطار ما يقدمه الهلال الأحمر التونسي، وما يقدمه الشعب التونسي والقوات المسلحة وقوات الأمن وكل أجهزة الدولة، لأن قيمنا وأخلاقنا وشيمنا ترفض كلها أن نترك هؤلاء البؤساء والفقراء المهجّرون في العراء".
وأضاف الرئيس التونسي أنّ "عدد الوجبات التي يقدمها الهلال الاحمر هي أكثر من 1000 وجبة في اليوم، في حين أن المنظمات التي كان يفترض أن تتدخل لم تتدخل فقط إلا عن طريق وسائل الإعلام أو أنها تعِد ولا تفي بأي وعد".

منظمات تحذر من الوضع الإنساني للمهاجرين غير النظاميين في تونس

بعد الأحداث التي شهدت مدينة صفاقس بداية الشهر الجاري، توجهت منظمات تونسية وأجنبية إلى السلطات التونسية بالتدخل لحماية المهاجرين إثر أعمال العنف والطرد التي شهدوها.

صورة متعلقة توضيحية
شبان تونسيون يشعلون النار في إطارات سيارات في صفاقس (Getty)

ونشرت وسائل إعلام العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي توثق الانتهاكات التي تعرض لها المهاجرون في المدينة، مع شهادات لبعض من تعرضوا للعنف أو السلب والطرد.

صورة متعلقة توضيحية
مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء ينامون في العراء في صفاقس (Getty)
صورة متعلقة توضيحية

وفي الثامن من يوليو الجاري، أعلنت الهيئة الجهوية للهلال الأحمر التونسي بصفاقس أنّها انطلقت قبل يوم في التدخل الميداني والفوري لفائدة المهاجرين الغير نظاميين في ساحة باب الجبلي بحضور مسعفي و مسعفات الهيئة وأنّها تقوم بتوزيع المواد الغذائية والوجبات وكل ما يرد عليها من طرف نشطاء المجتمع المدني ومواطنين لفائدة المهاجرين".

يأتي ذلك بالتزامن مع لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيّد بعبد اللطيف شابو، رئيس منظمة الهلال الاحمر التونسي. ودار اللقاء وفق البيان الرئاسي، بالخصوص، حول "الإحاطة بمن لازالوا عالقين على الحدود داخل التراب التونسي".

وفي اليوم ذاته التقى سعيّد رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وأكد أن المهاجرين  تلقوا "معاملة إنسانية ...عكس ما تروج له الدوائر الاستعمارية".

في المقابل قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في السادس من يوليو الجاري، إنّ " قوات الأمن التونسية طردت جماعيًّا عدة مئات من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة السود، بينهم أطفال ونساء حوامل، منذ الثاني من يوليو/تموز 2023 إلى منطقة عازلة نائية على الحدود التونسية – الليبية". 

وأكدت المنظمة أنّ المجموعة تضم أشخاصًا لديهم وضع نظامي وغير نظامي في تونس، طُردوا دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة"، كما أفاد الكثيرون منهم للمنظمة بتعرضهم للعنف من قبل السلطات، أثناء ذلك.

وفي العاشر من يوليو الجاري، بدأت السلطات التونسية في نقل المهاجرين الذي كانوا على الحدود التونسية الليبية،  إلى مراكز إيواء في مناطق أخرى.

وقالت سلسبيل شلالي مديرة مكتب تونس في منظمة "هيومن رايتس ووتش" لوكالة فرانس برس "إنّ كثيرين غيرهم ممن طُردوا نحو الحدود الجزائرية حياتهم في خطر في حال لم يتم إنقاذهم على الفور". وقدرت عددهم بين 150 و200 مهاجر.

كما وجهت منظمات غير حكومية تونسية أمس الجمعة 14 يوليو، نداءُ لإيواء بقية المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الذي مازالوا يختبئون خوفًا من رصدهم من قبل السلطات، محذرين من وضع كارثي ينبئ بانتشار أمراض معدية خاصة أنّ بعضهم ما يزال يقيم في العراء دون أي مقومات للنظافة. وقالت نائلة الزغلامي عن جمعية النساء الديمقراطيات إنّ المهاجرين يتعرضون إلى مضايقات وأنّه تم تسجيل حالة اغتصاب.

صورة متعلقة توضيحية

وأعلنت السلطات التونسية، من جانبها، عن العثور على جثتي مهاجرين قرب الحدود مع الجزائر.

منظمات ساعدت الهلال الأحمر

خلال عمليات الإغاثة، ساعدت منظمات عمل الهلال الأحمر التونسي، عكس ما قاله الرئيس قيس سعيّد، حول توفير الهلال الأحمر التونسي لألف وجبة دون تدخل أي منظمة. 

وفي منشور بتاريخ التاسع من يوليو الجاري، ذكرت هيئة الهلال الأحمر في صفاقس أنّ عملية الإحاطة الإنسانية بالمهاجرين غير النظامين الموجودين في ساحة باب الجبلي، كانت بدعم مباشر من المنظمة الدولية للهجرة مكتب صفاقس، وذلك من خلال توفير ثلاثة آلاف وجبة مقسمة على فطور الصباح والغذاء والعشاء وبدعم مباشر، أيضًا، من منظمة تونس أرض اللجوء، التي وفرت ألف قارورة ماء. كما دعمها نشطاء تونسيون ومتطوعون. واستمر دعم منظمة الهجرة من الثامن حتى الـ11 من الشهر الجاري.

وأكد مدير إدارة الهلال الأحمر التونسي في صفاقس أنس الحكيم، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (رسمية)، تكفل المنظمة الدولية للهجرة خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 11 يوليو الجاري، بتوفير 3 آلاف لمجة يوميًّا (بمعدل ثلاث مرات في اليوم) لنحو ألف مهاجر"، إلى جانب توفير ألف قارورة ماء من قبل منظمة "تونس أرض اللجوء".

صورة متعلقة توضيحية

ويتوقع مدير إدارة الهلال الأحمر في الجهة، أن تمدد فترة تقديم مساعدات الإعاشة لفائدة المهاجرين، من قبل منظمة الهجرة. 

من جهة أخرى، قامت منظمة أطباء بلا حدود، بتوزيع وسائل الحماية الذاتية ومستلزمات النظافة وحفظ الصحة على المهاجرين يوم الخميس 13 يوليو.

ووفق بيان نشره الهلال الأحمر في صفاقس، فقد وزعت المنظمة أيضًا الإعاشة عليهم، مع مواصلة منظمة تونس أرض اللجوء توفير ألف قارورة ماء.
وذكر بيان الهلال الأحمر أنّ إحدى المنظمات العالمية في المجال الصحي (لم تذكرها) تولت توفير فريق من الإطارات الطبية والشبه طبية وقامت بعيادات مجانية وحينية على عين المكان للأفارقة جنوب الصحراء.

مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس

يُشار إلى أنّ تونس تشهد منذ أشهر توافدًا لعدد من المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء، لم تحدد السلطات التونسية المنافذ التي اعتمدوها، ويعتبرها الرئيس التونسي بأنّها عمليات تتولاها شبكات إجرامية للاتجار بالبشر تستهدف بلاده.

واستنكرت منظمات خطابات الرئيس التونسي تجاه قضية الهجرة غير النظامية واعتبرت أنّه يحرض على الكراهية ضد المهاجرين، وأنّه انعكاس لتبنيه نظرية مؤامرة ضدهم، كما اعتبروا أنّ موقف تونس الحالي هو جزء من اتفاق مع دول الاتحاد الأوروبي، لحماية حدودها.

لكن الرئيس التونسي يصف هذه الانتقادات ب"الدعاية المغرضة والاتهامات الكاذبة" من دوائر تتآمر على تونس.

اتهامات قيس سعيّد لما يُعرفّها بالدوائر المتآمرة، ليس جديدًا، إذ اتسمت خطاباته الأخيرة حول موضوع الهجرة غير النظامية بتوجيه الاتهامات لجهات داخلية وخارجية هدفها، وفقه، هو ضرب استقرار الدولة وتوطين المهاجرين في البلاد.

يُذكر أنّ صفاقس شهدت منذ الثاني حتى السابع من الشهر الجاري، مواجهات بين تونسيين ومهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء تسببت في وفاة تونسي، ووقوع أعمال عنف واشتباكات وطرد للمهاجرين.

 

اقرأ/ي أيضًا

ادّعاءات مضللة حول المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء

قال إنّ جهات انزعجت من اعتقال الغنوشي ولم تنزعج من عمليات إرهابية في تونس: هل أخطأ قيس سعيّد؟

 

المصادر

الرئاسة التونسية
قناة فرانس 24

الهلال الأحمر التونسي في صفاقس

وكالة تونس أفريقيا للأنباء

العربي الجديد
منظمة هيومن رايتس ووتش
 صحيفة لوموند الفرنسية
شبكة بي بي سي

موقع قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة