أطلقت شركة ميتا تطبيق ثريدز في الخامس من يوليو/تموز الجاري، وعرضته على أنه منافس قوي لموقع تويتر، لكن وفق متخصصين، قد يكون لدى التطبيق مشكلة مشابهة جدًا تتمثل في انتشار خطاب الكراهية والمعلومات المضللة كما هو الحال في تويتر.
انتشار المعلومات المضللة على ثريدز
وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة Media Matters المتخصصة في المراقبة الشاملة وتحليل المعلومات المضللة، فإن تطبيق ثريدز، التي تجاوز 100 مليون تنزيل في أسبوعه الأول منذ إطلاقه يعاني بالفعل في الإشراف على المحتوى.
وجدت الشركة أن العديد من أنصار النازية واليمينية المتطرفة والذين ينشرون خطابات تحرض على الكراهية، من بين الأفراد الذين سجلوا بقوة في تطبيق ميتا الجديد. وأن هؤلاء اختبروا على الفور حدود الإشراف على محتوى التطبيق، ونشروا خطابًا ضارًا ومعلومات مضللة، على الرغم من أن ميتا زعمت أنه يتفق مع إرشادات مجتمع الإنستغرام.
وحددت شركة Media Matters حالات مختلفة من المنشورات الموجودة على ثريدز والتي تتعارض مع إرشادات ميتا ولم تحذفها الشركة، مستشهدة بمواضيع مختلفة حول انتخابات أميركا 2020، وكوفيد_19 واللقاحات، وانتشار خطاب الكراهية وقصص أخرى.
ميتا لم توسع برنامج تدقيق الحقائق في ثريدز
وقالت جولي ميليكان، نائبة رئيس شركة Media Matters، التي أشرفت على بحث وإعداد التقرير إن "هناك محاولات يائسة من ميتا لتُظهر ثريدز باعتباره مكانًا أفضل ونسخة أجمل من تويتر". وأوضحت "كان لدى ميتا التزام بالتأكد من أن ثريدز جاهز للتعامل مع التحديات التي قد يواجهها التطبيق، ولكن بدلًا من ذلك قاموا بطرحه دون حتى الضمانات الأساسية، مثل توسيع برنامج التحقق من الحقائق الحالي إلى المنصة".
وأضافت "في الوقت نفسه، تراجعت ميتا أيضًا عن الاستثمارات في فرق الإشراف على المحتوى والثقة والسلامة العامة"، مشيرة "وكما يُظهر بحثنا أننا نشهد بالفعل عواقب انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على المنصة"، مؤكدة "يجب على ميتا وضع سياسات قوية لمعالجة هذه المشكلات الآن".
كما أوضح التقرير أن شركة ميتا لن توسع برنامجها الحالي لتدقيق الحقائق في تطبيق ثريدز الجديد.
مخاوف من انتشار خطاب الكراهية والتضليل على المنصة
وقال متحدث باسم ميتا في تصريحات نقلها موقع The Messenger، إنه "يتم ربط أدوات إنفاذ النزاهة الرائدة في الصناعة والمراجعة البشرية في ثريدز مثل جميع تطبيقاتنا، ويتم تطبيق سياسات الكلام الذي يحض على الكراهية"، مضيفًا "نقوم بمطابقة تقييمات المعلومات الخاطئة من مدققي الحقائق المستقلين مع المحتوى عبر تطبيقاتنا الأخرى، بما في ذلك ثريدز. ونحن ندرس طرقًا إضافية لمعالجة المعلومات الخاطئة في التحديثات المستقبلية".
ومع اكتساب تطبيق ثريدز زخمًا، تتزايد المخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على المنصة، خاصةً مع دخول الولايات المتحدة موسم الانتخابات الرئاسية المُقبلة، لا سيما أن ذلك جاء مع القرار القضائي الأخير الذي يمنع الحكومة الأميركية من الاتصال بشركات التواصل الاجتماعي بشأن إزالة المحتوى المتعلق بالمعلومات المضللة.
ميتا تسرح موظفين في فرق مكافحة التضليل
وكانت شبكة سي إن إن قد أفادت في تقرير نشرته، مؤخرًا، أن شركة ميتا سرحت بعض الموظفين في فرق كانت مسؤولة عن مكافحة التضليل الانتخابي وحملات التصيد أو المضايقات.
وقال التقرير إنه تم تسريح العديد من الأشخاص الذين ساعدوا في معالجة حملات التضليل خلال انتخابات التجديد النصفي العام الفائت. وأثار هذا التقرير القلق قبل انتخابات 2024 المرتقبة في الولايات المتحدة، إذ تُعتبر ميتا مهمة بشكل خاص في المناقشات السياسية، حيث يستخدم 69 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة موقع فيسبوك ، وفقًا لمسح أجراه مركز Pew للأبحاث الأميركي عام 2021.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا