قال المجلس العسكري في النيجر يوم أمس الجمعة 15 أغسطس/آب، إنّه أمر السفير الفرنسي سيلفان إيتي بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، مع تدهور العلاقات بين الدولة الواقعة في غرب أفريقيا وفرنسا.
وقالت وزارة الخارجية المعينة من قبل المجلس العسكري، الذي تولى السلطة بعد انقلابه العسكري في يوليو/تموز الفائت، على الرئيس محمد بازوم، إنّ قرار طرد السفير جاء ردًا على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية والتي كانت "تتعارض مع مصالح النيجر".
وذكر بيان الوزارة أنّ ذلك يشمل رفض المبعوث الاستجابة لدعوة للقاء وزير خارجية النيجر الجديد.
وسرعان ما رفضت باريس الإنذار النهائي ضد المبعوث الفرنسي، وقالت إنها لا تعترف بسلطة الحكام العسكريين في النيجر.
ادعاء بمطالبة النيجر سفراء دول أخرى بمغادرة البلاد
نشرت وكالة الأنباء الفرنسية ومواقع إخبارية أخرى، خبرًا مفاده أن سلطة الانقلاب في النيجر أمهلت سفراء ألمانيا والولايات المتحدة ونيجيريا أيضًا، 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنّ "المجلس العسكري في النيجر أمهل سفراء فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة ونيجيريا 48 ساعة لمغادرة نيامي، اعتبارًا من مساء أمس الجمعة". كما نشرت وسائل إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لبعض الوثائق زعمت أنّها بيانات رسمية، وجهتها النيجر لهذه الدول.
هل أمرت النيجر بطرد سفراء الولايات المتحدة وألمانيا ونيجيريا؟
بعد انتشار التقارير الإعلامية التي نقلت ما قالت إنّها أوامر الإدارة العسكرية في النيجر بمغادرة السفراء الأميركي والألماني والنيجيري من البلاد، أعلنت وزارة الخارجية في النيجر، أنّها أمرت السفير الفرنسي فقط بمغادرة البلاد، نافية مخاطبتها للمبعوثين الألمان أو الأميركيين أو النيجيريين.
وفي بيان صدر في وقت متأخر، أمس الجمعة 25 أغسطس، أوضحت الوزارة أن "السفير الفرنسي في النيجر فقط هو الذي تم اعتباره شخصًا غير مرغوب فيه".
وكالة الأنباء الفرنسية تتراجع عن الخبر
ولاحقًا، تراجعت وكالة الأنباء الفرنسية عن الخبر، وحذفت الأخبار التي نشرتها حول طلب النيجر مغادرة سفير أميركا وألمانيا ونيجيريا من البلاد، ونشرت تصحيحًا قالت فيه إنّ "المنشورات السابقة التي تفيد بأن سفراء ألمانيا ونيجيريا والولايات المتحدة لدى النيجر قد أُمروا بمغادرة البلاد كانت مبنية على تصريحات أعلنت السلطات منذ ذلك الحين أنها غير صحيحة. سيتم حذف تلك المشاركات".
أميركا تقول إن النيجر لم تطلب من سفيرها مغادرة البلاد
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن وزارة خارجية النيجر أبلغت الحكومة الأميركية أن صور الوثائق المتداولة عبر الإنترنت والتي تدعو إلى مغادرة بعض الدبلوماسيّين الأميركيّين، غير صادرة عنها.
وقال المتحدث في تصريحات نقلتها وكالة رويترز "لم يتم تقديم مثل هذا الطلب إلى الحكومة الأميركية".
وكان حساب مؤسسة دويتشيه فيله الألمانية على موقع إكس، قد شارك أنه تم منح سفير ألمانيا لدى النيجر أيضًا 48 ساعة لمغادرة البلاد، وأن النيجر ألقت باللوم على "تصرفات الحكومة الألمانية" التي تتعارض مع مصالحهم.
لكن عاد الحساب لاحقًا، ونشر في تغريدة أخرى، أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان قد طُلب من السفير الألماني المغادرة بالفعل.
الانقلاب العسكري الأخيرة في النيجر
قاد الجنرال عبد الرحمن تشياني، القائد السابق للحرس الرئاسي، انقلابًا عسكريًا في 26 يوليو الفائت في النيجر، أطاح بالرئيس محمد بازوم. ويسيطر المجلس العسكري على الحكم منذ ذلك الحين.
وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مدبري الانقلاب في النيجر، وطالب بالإفراج عن الرئيس المخلوع محمد بازوم. وقال في وقت لاحق، إنّه "لن يتسامح مع أي هجوم على فرنسا ومصالحها".
يُذكر بأنّ فرنسا تُعد شريكًا اقتصاديًّا قويًّا للنيجر، (أو أقلّها كانت كذلك) ويُعتبر الرئيس بازوم، من بين آخر القادة الموالين لها في منطقة الساحل الأفريقي.
كما تُعد فرنسا حليفًا للنيجر في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، وتستضيف قاعدة عسكرية فرنسية بها نحو 1500 عنصرًا من القوات الفرنسية.
وتشير تقارير إعلامية أن الانقلابات الأخيرة في منطقة الساحل الأفريقي، أعقبتها موجة متزايدة من المشاعر المعادية لفرنسا.
اقرأ/ي أيضًا
ما حقيقة الادعاء بأنّ النيجر هي أفقر دولة في قارة أفريقيا؟
هل وضعت النيجر ماكرون ضمن قائمة مطلوبين للعدالة إثر الانقلاب العسكري؟