تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، صورة تُظهر ازدحام حركة الملاحة الجوية في شمال أفريقيا مع خلوّ الأجواء الليبية من أي طائرات. مع ادعاء بأن الصورة تعني عدم تلقّي ليبيا أية مساعدات إنسانية عقب إعصار دانيال الذي ضرب البلاد.
ذكرت وسائل إعلام في وقت سابق من يوم الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول، قول المتحدث باسم جهاز الإسعاف الليبي أسامة علي، لقناة الجزيرة "كل دقيقة تمر دون دعم جوي للبحث عن المفقودين تؤدي إلى وفاة جديدة".
وبعد ساعات من التصريح، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مُلتقطة من خدمة FlightRadar24، تظهر غياب الطائرات عن السماء الليبية. وأضاف بعض ناشري الصورة أنه حتى الساعة 3:03 مساءً بتوقيت ليبيا من يوم 12 سبتمبر، كان المجال الجوي في المناطق المنكوبة خاليًا من طائرات المساعدات والإنقاذ.
تحقق "مسبار" من بيانات FlightRadar24 في ليبيا منذ يوم 11 سبتمبر، ووجد أن حركة الطيران لم تتوقف فوق ليبيا على الإطلاق. إذ رصد طائرات عدة قادمة من مصر والسعودية، وغيرها من دول المنطقة إلى مطاري بنغازي وطرابلس، في يومي 11 و12 سبتمبر.
إلا أن ضعف حركة الطيران فوق ليبيا يعود إلى كونها منطقة محظورة، والكثير من الخطوط الجوية وشركات الطيران تتحاشى التحليق فوقها بسبب الاقتتال المسلّح، ما يعني أن أجوائها عادة ما تكون خالية في كثير من الأوقات، ويمكن التقاط صور مشابهة في الأيام العادية.
تركيا ترسل أول طائرات المساعدة إلى ليبيا
يوم 12 سبتمبر، نشرت وكالة الأناضول الإخبارية التركية خبرًا عن وصول أولى طائرات المساعدات، وعلى متنها فرق بحث وإنقاذ ومستلزمات أساسية، كأول استجابة تجاه إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا.
بحث مسبار عن الطائرات التي أقلعت من تركيا إلى ليبيا في ذلك اليوم، ورصد طائرةً من نوع Airbus A400M Atlas انطلقت من تركيا (دون تحديد المطار التي أقلعت منه)، وهبطت في مطار بنغازي قرابة الساعة الثانية ليلًا.
وبالبحث، تبيّن أن تركيا أرسلت ثلاث طائرات تحمل مساعدات طبية وميدانية إلى ليبيا. وبالتدقيق في مقطع فيديو يوثق عملية تحضير تلك الطائرات قبل إقلاعها نشرته قناة التلفزيون العربي على يوتيوب، عثر مسبار على الطائرة نفسها.
مصر ترسل طائرة مساعدات إلى ليبيا
ولم تكن الطائرة التركية، طائرة المساعدات الوحيدة المتجهة إلى ليبيا التي رصدها مسبار في ذلك اليوم، إذ رصد يوم 12 سبتمبر، طائرة من نوع Falcon900DX أقلعت من مطار القاهرة وحطّت في مطار بنغازي.
ومن خلال البحث وجد “مسبار” أن وزارة الدفاع المصرية أعلنت إرسال طائرة مساعدات إلى ليبيا في اليوم نفسه، وبالتدقيق في الفيديو الذي نشرته الوزارة على قناتها في يوتيوب، تبيّن أنها الطائرة ذاتها التي رصدها مسبار عبر FlightRadar24.
القوات الجوية الجزائرية ترسل طائرات إغاثية إلى ليبيا
وأعلنت السلطات الجزائرية، الثلاثاء 12 سبتمبر، تسيير جسر جوي مكون من ثماني طائرات عسكرية كبيرة، بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى ليبيا لمواجهة تداعيات الإعصار، وبالفعل، رصد مسبار عددًا منها أقلعت من الجزائر وحطّت في مطاري طرابلس الغرب وبنغازي في أوقات مختلفة.
الكويت ترسل مشفى ميداني ومعدات إغاثية إلى ليبيا
أقلعت صباح الثلاثاء طائرة الإغاثة الأولى من الجسر الجوي الكويتي متجهة إلى ليبيا، وعلى متنها 40 طنًّا من المعدات والمواد الإغاثية والطبية، وقوارب إنقاذ لمساعدة المتضررين هناك، إثر إعصار دانيال.
وفي اليوم نفسه، رصد مسبار طائرات عديدة من نوع Boeing C-17 Globemaster III المخصصة للمساعدات الإنسانية والأغراض العسكرية، أقلعت من مطار الكويت وهبطت في مطاري بنغازي وطرابلس الغرب.
طائرات إغاثية إيطالية تصل إلى ليبيا
كما أعلن أمس الأربعاء، وزير الخارجية الإيطالي أن بلاده أرسلت طائرتي نقل من طراز C-130J إلى ليبيا، لتقديم المساعدات بفرق “متخصصة في المساعدة المائية”. وقال أنطونيو تاجاني "من المتوقع وصول مساعدات إيطالية إضافية في الساعات المقبلة إذا لزم الأمر".
وبمراقبة حركة الطائرات بين إيطاليا وليبيا، وجد مسبار أن الطائرات التي أقلعت من مطار بيزا وحطت في مطار البيضاء في ليبيا، كانت من النوع نفسه الذي تحدث عنه وزير الخارجية الإيطالي.
ورصد مسبار عددًا من الطائرات الإغاثية التي حطت في المطارات الليبية، قادمة من قطر وتونس والإمارات، تطابقت مع إعلانات تلك الدول عن إرسال المساعدات إلى ليبيا.
كما كانت المفوضية الأوروبية آخر من أعلن عن إرسال مساعدة إلى ليبيا قدمتها كل من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى مدينة درنة. وتشمل هذه المساعدة أسرّة ميدانية وخيمًا وأغطية ومولدات كهربائية ومواد غذائية وخزانات مياه.
إعصار دانيال يضرب مدينة درنة
أودى إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الواقعة شرقي ليبيا، في العاشر من سبتمبر الجاري، بحياة أكثر من 6000 قتيل، فيما ما يزال الآلاف في تعداد المفقودين بسبب المياه التي غمرت كل أنحاء المدينة، بحسب الإحصاءات غير النهائية.
كما أدى انجراف التربة وانهيار سدّين على الأقل إلى تفاقم الوضع الإنساني، وغمر نحو ربع مساحة المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو ليس لمروحية مصرية تنقذ عالقين في فيضانات ليبيا
الفيديو قديم وليس لطفلة ليبية تبكي والدتها المتوفاة جرّاء إعصار دانيال