` `

الجزائر تؤكّد والنيجر تنفي: روايتان متضاربتان حول مبادرة الوساطة الجزائرية لحل الأزمة في النيجر

نزهة خلالف نزهة خلالف
سياسة
6 أكتوبر 2023
الجزائر تؤكّد والنيجر تنفي: روايتان متضاربتان حول مبادرة الوساطة الجزائرية لحل الأزمة في النيجر
صورة مركبة تظهر وزير الخارجية الجزائري والوزير الأول النيجري (Getty)

في الثاني من شهر أكتوبر/تشرين الثاني الجاري، نشرت وزارة الخارجية الجزائرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، بيانًا، جاء فيه أنّ الحكومة الجزائرية تلقّت مراسلة رسمية من وزارة الخارجية النيجرية، مفادها قبول وساطة كانت قد اقترحتها الجزائر لحلّ الأزمة السياسية في النيجر. 

واعتبر بيان الخارجية الجزائرية، "قبول المبادرة" تعزيزًا لخيار "الحل السياسي للأزمة في النيجر"، مضيفًا أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، كلّف وزير الخارجية الجزائري بالتوجّه إلى العاصمة النيجرية نيامي "في أقرب وقت ممكن"، لمناقشة سبل تفعيل المبادرة الجزائرية.

الخارجية الجزائرية تعلن قبول النيجر مبادرة الوساطة التي اقترحتها الجزائر
الخارجية الجزائرية تعلن قبول النيجر مبادرة الوساطة التي اقترحتها الجزائر

النيجر تنفي قبول مبادرة الجزائر لحل الأزمة

بعد يوم من إعلان الجزائر قبول النيجر مبادرتها لحل الأزمة السياسية في البلاد، أصدرت الخارجية النيجرية، بيانًا، قالت فيه إن وزير خارجيتها يوسف مايتاما، التقى في 25 سبتمبر/أيلول الفائت، نظيره الجزائري أحمد عطّاف في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنّه أبلغه استعداد الحكومة النيجرية لدراسة عرض الوساطة الذي اقترحته الجزائر، بوصفه مساهمة في حلٍّ قائم على التفاوض، يسمح للشعب النيجري بالانطلاق على أسس جديدة.

وأوضح البيان أن حكومة النيجر أكّدت منذ البداية أنّ مخرجات مؤتمرٍ وطني شاملٍ هي التي ستُحدّدُ مدّة الفترة الانتقالية في البلاد، وأنّها تفاجأت بإعلان الحكومة الجزائرية قبولها مبادرة الجزائر، التي تحدّد مدّة الفترة الانتقالية بستة أشهر.

واختُتم البيان بتأكيد رفض حكومة النيجر "للاستنتاجات الجزائرية"، وبتجديد رغبتها في "الحفاظ على روابط الصداقة والأخوة مع الجزائر".

بيان وزارة الخارجية النيجرية ردًّا على بيان الخارجية الجزائرية
بيان وزارة الخارجية النيجرية ردًّا على بيان الخارجية الجزائرية

تصريحات الوزير الأول في الحكومة الانتقالية للنيجر

تعقيبًا على بيان وزارة الخارجية الجزائرية، قال علي لمين زين، الوزير الأول لحكومة النيجر الانتقالية، “بالطبع كان هناك عدم فهم، لأننا كُنّا في مرحلة الاتفاق على محتوى المبادرة عندما علمنا من مواقع التواصل الاجتماعي أنّنا قبِلنا العرض، وهو ما يفسّر ردّ فعل حكومتنا بقولِ لا، لا يمكن التلاعب بنا لمجرّد أنّنا في وضع صعب”.

تصريحات وزير خارجية النيجر

وفي الرابع من أكتوبر الجاري، وخلال لقاء حصري خصّ به قناة فرانس 24 الإنجليزية، قال وزير خارجية النيجر يوسف مايتاما، إنّ بلاده تُرحّب بجميع الأطراف التي تسعى لإيجاد حل سلمي للأزمة، بما في ذلك الجزائر، مشيرًا إلى أن الجزائر دولةٌ أفريقية تربطها علاقات وثيقة مع النيجر. وأضاف، “يبدو أن هناك عدم اتفاق رغم المحاولات الجزائرية للوساطة وإيجاد حل سلمي، إذ يظهر عدم وضوح من الجانب النيجري حول ما تم الاتفاق عليه، لذلك من الآن فصاعدًا سنسعى للتوصل إلى حلٌّ سلمي عن طريق "إيكواس" (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، لكننا نرحّب بجهود من يتمنّون الخير لإيكواس وشعب النيجر، وسنعمل عن قرب مع كلّ من لديهم نوايا حسنة.

ما هي مبادرة الجزائر لحل الأزمة في النيجر؟

سارعت الجزائر لترجيح كفّة الحل السياسي للأزمة في النيجر، حين أعلنت في السادس من أغسطس/آب الفائت على لسان رئيسها، رفضها القاطع للتدخل العسكري في البلاد.

وأعلنت في 29 من الشهر نفسه على لسان وزير خارجيتها، أحمد عطّاف، عن مبادرة سياسية لحل الأزمة النيجرية، التي أعقبت انقلاب الجيش على الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الفائت. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، حينها، إنّ مبادرة الجزائر جاءت في إطار مبدأ عدم شرعية التغييرات غير الدستورية، وأنّها تُشجّع الحلّ السلمي وتنبذ التدخل العسكري، الذي لوحت به المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس".

وتنصُّ المبادرة المنسوبة إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، على “ضرورة مشاركة وموافقة جميع الأطراف في النيجر، دون إقصاء لأيِّ جهة كانت، على ترتيبات لا تتجاوز مدّتها ستة أشهر، تُشرف عليها سلطة مدنية تقودها شخصية توافقية، وتهدف لاستعادة النظام الدستوري في البلاد”.

وتتضمّن المبادرة تنظيم مؤتمر دولي حول التنمية في منطقة الساحل الأفريقي، لتشجيع المقاربة التنموية وحشد التمويل اللازم لتنفيذ برامج التنمية، التي "ستضمن الاستقرار والأمن بصفة مستدامة"، على حد تعبير وزير الخارجية الجزائري.

الجزائر تقترح مبادرة لحل الأزمة في النيجر
الجزائر تقترح مبادرة لحل الأزمة في النيجر

تصوّر الجنرال عبد الرحمن تياني للفترة الانتقالية في النيجر

عبد الرحمن تياني هو قائد الانقلاب العسكري، الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم في النيجر في 26 يوليو الفائت. وقد عبّر منذ 19 أغسطس الفائت عن رغبته في أن تدخل بلاده مرحلة انتقالية لا تتجاوز مدّتها ثلاث سنوات.

ولحد الآن لم يستجب المجلس العسكري وحكومته الانتقالية، إلى أيٍّ من مبادرات الوساطة التي طُرحت منذ بداية الأزمة.

الجنرال عبد الرحمن تياني
الجنرال عبد الرحمن تياني (Getty)

ويُشار إلى أنّ الجزائر، لم ترد حتى كتابة هذا المقال، على نفي المسؤولين في النيجر قبولهم مبادرتها، لحل الأزمة في البلاد.

اقرأ/ي أيضًا

ادّعاءات متداولة حول عزم الجيش الجزائري التدخل في النيجر، ما حقيقتها؟

هل ستنتج الجزائر مليار و300 ألف متر مكعّب من المياه المحلاة يوميًا كما صرّح الرئيس تبون؟

الأكثر قراءة