علقت حسابات إسرائيل بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول، على تصريحات أدلى بها رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفير المملكة الأسبق في الولايات المتحدة، الأمير تركي الفيصل عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في السابع من الشهر الجاري.
ونشرت إسرائيلية بالعربية جزءًا من حديث الأمير تركي الفيصل، الذي قالت إنّه انتقد فيه حركة حماس فقط.
هل جاءت تصريحات تركي الفيصل كما نشرت إسرائيل بالعربية؟
راجع "مسبار" كلمة المسؤول السعودي كاملة، والتي أدلى بها يوم 18 أكتوبر الجاري، وتبين أنّ حسابات إسرائيلية بالعربية اجتزأت حديثه ونشر الجزء الذي انتقد فيه حماس فقط، وروجت لحديث تركي الفيصل وكأنه كان يتحدث ويهاجم حركة حماس طوال كلمته.
وقال تركي الفيصل في كلمته الأصلية إنه "يحق لجميع الشعوب المحتلة عسكريًا أن تقاوم احتلالها ولو عسكريًا"، مضيفًا "أنا لا أؤيد الخيار العسكري في فلسطين، بل أفضل الخيار الآخر وهو العصيان والتمرد المدني الذي أسقط الإمبراطورية البريطانية في الهند والإمبراطورية السوفيتية في أوروبا الشرقية".
وأكمل "تتمتع إسرائيل بتفوق عسكري ساحق ونحن نرى أمام أعيننا الدمار والضياع الذي جلبته لشعب غزة".
وعن حركة حماس قال "إنني أدين بشكل قاطع استهداف حماس لأهداف مدنية من أي عمر أو جنس كما تُتهم به، ومثل هذا الاستهداف يكذب ادعاءات حماس بالهوية الإسلامية"، مضيفًا "هناك أمر إسلامي ضد قتل الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ، كما أن الأمر يحرم تدنيس أماكن العبادة".
أدان الفيصل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وقصف غزة وقتل المدنيين
وأشار تركي الفيصل إلى أنّه يدين ما سمّاه "قيام حماس بإهداء أرضية أخلاقية لحكومة إسرائيلية منبوذة عالميًا، حتى من قبل نصف الجمهور الإسرائيلي باعتبارها فاشية شريرة ومكروهة". وكرر "إنني أدين حماس لأنها أعطت هذه الحكومة الفطيعة الذريعة لتطهير غزة عرقيًا من مواطنيها وقصفهم حتى الاندثار، كما أدينهم لمواصلة تقويض السلطة الفلسطينية كما تفعل إسرائيل، وأيضًا لتخريب محاولة السعودية للتوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني".
وعن إسرائيل قال تركي الفيصل "ولكنني أدين بالمثل القصف الإسرائيلي العشوائي للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة، ومحاولة تهجيرهم قسرًا إلى سيناء"، مؤكدًا "أدين القتل الإسرائيلي المستهدف والاعتقال العشوائي للأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين في الضفة الغربية. خطآن لا يصنعان صوابًا".
تركي الفيصل يتحدث عن مجازر إسرائيل ويدعو لوقف إراقة الدماء
ثم تطرق المسؤول السعودي إلى حديث وسائل الإعلام الأميركية عن الحرب الأخيرة، قائلًا "لقد كنت أسمع عبارة متكررة في وسائل الإعلام الأميركية حول الهجوم غير المبرر، ما هو المطلوب المزيد من الاستفزاز لجعله مستفزًا أكثر مما فعلته إسرائيل بالشعب الفلسطيني على مدار ثلاثة أرباع قرن؟"، ودعا وسائل الإعلام إلى قراءة مقال سابق نشرته صحيفة ميدل إيست مونيتور، عن قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي الذين اعترفوا بدورهم في مذبحة الفلسطينيين عام 1948.
وعن مجازر الاحتلال لهذا العام، أوضح الأمير تركي الفيصل أن إسرائيل قتلت في الفترة من مايو/أيار حتى يوليو/تموز أكثر من 450 فلسطينيًا، بينهم 67 طفلًا، مؤكدًا "يجب أن تتوقف إراقة الدماء هذه".
كما أدان استمرار إسرائيل في إغلاق الأراضي الفلسطينية، واقتحام المستعمرين الإسرائيليين المسجد الأقصى، وتدمير منازل الفلسطينيين وبساتين الزيتون، وقيام قوات الاحتلال بحبس النساء والأطفال والرجال الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال دون اللجوء إلى الإجراءات القانونية الواجبة". مؤكدًا على أنه يدين عمليات القتل والاغتيالات التي تنفّذها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
استمرار القصف الإسرائيلي على غزة
يأتي هذا مع استمرار جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه العنيف على الأحياء السكنية في غزة لليوم الـ16 على التوالي، كما توعد بمضاعفة الغارات الجوية تمهيدًا للعملية البرية المحتملة. في المقابل قصفت المقاومة الفلسطينية مدينة تل أبيب ومواقع وآليات للاحتلال في منطقة غلاف غزة.
وأسفرت الغارات الجوية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري، عن سقوط أكثر من 4650 ضحية بينهم أكثر من 1873 طفلًا و1023 امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف جريح، مقابل أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي.
اقرأ/ي أيضًا
منظمة داعمة لإسرائيل تقف وراء إيقاف بي بي سي ستة من صحافييها
