شارك الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعى أنّها توثق وجود كمية مقدرة بنصف مليون لتر من الوقود في معبر رفح، نافيًا وجود أزمة داخل القطاع جراء نفاد الوقود.
وادعى افيخاي في منشوره الذي أرفقه بصور لصهاريج أن كمية السولار موجود بحوزة حماس إلى جانب معبر رفح.
وقال أدرعي "هذا السولار يسرقونه من المدنيين وينقلونه إلى أنفاقهم وقاذفاتهم وقادتهم"، وادعى أنهم يطلقون مزاعم عدم قدرتهم على إمداد المرافق الحيوية بالمادة، لأنها ليست في سلم أولوياتهم.
فما حقيقة ادعاء أدرعي حول خزانات الوقود؟
تحقق "مسبار" من الصور التي نشرها أدرعي وشاركتها حسابات إسرائيلية أخرى، ووجد أنها تعود إلى محطتي تخزين للغاز والوقود غربي معبر رفح.
وأظهرت صور خرائط غوغل وجود صهاريج للغاز والوقود في المحطتين الخاصتين بتخزين الوقود، التي سبق وأجرى جهاز الدفاع المدني في غزة، جولة تفقدية عليها في سبتمبر الفائت.
وتظهر الصور التي نشرها الجهاز وجود خزانين من الغاز داخل المحطتين وهو ما أظهرته صور غوغل.
وحول كميات الوقود الموجودة في تلك المحطتين، أكد المتحدث باسم جمعية أصحاب محطات البترول والغاز عمر أبو طه، أن "هنالك كميات من الوقود المخزنة داخل معبر رفح من الجانب الفلسطيني إلا أنه لا يمكن استخراجها والاستفادة منها لأنها معرضة للاستهداف من آلة الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى بكل قواها إلى منع إدخال الوقود للمراكز الصحية والخدماتية".
وطالب أبو طه خلال مؤتمر صحفي له داخل مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية بضرورة السماح بإدخال كميات البترول والغاز المدفوع ثمنها لهيئة البترول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.
كما أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، أن كميات الوقود الذي يتحدث عنها قادة الاحتلال هي كمية محجوزة منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، ومدفوع ثمنها مسبقًا من قبل أصحاب محطات الوقود.
وأضاف في تصريح صحفي أنّ أصحاب محطات الوقود، ناشدوا العالم يوم الجمعة الفائت في مؤتمر صحفي في مستشفى ناصر، لإدخال هذه الكمية التي يتعذر الوصول إليها بسبب تهديدات الاحتلال.
وأشار إلى أن تلك الكمية لا يمكن الوصول إليها وهي مملوكة للمحطات التي دفعت أثمانها عند دخولها قبل العدوان بيومين.
وأوضح "ما هذه الكذبة إلا محاولة لتنصل الاحتلال من جريمته بمنع وصول الوقود للمرافق الخدماتية المختلفة وفي مقدمتها المستشفيات، ما خلّف واقعا كارثيا على المستوى الإنساني".
أزمة تزود بالوقود في غزة
يشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يرفض منذ بداية عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الجاري، إدخال الوقود إلى القطاع، وهو ما يهدد بتوقف عمل المستشفيات.
وفي هذا السياق، حذرت وكالة الأونروا من أن الوقود سينفد تمامًا من مخازنها مساء اليوم، مما سيضطرها إلى وقف العمليات وإيصال المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين يحتاجونها في قطاع غزة.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة "الانهيار التام لمستشفياتها"، وسط دعوات أممية لإدخال الوقود والأدوية للقطاع.
العدوان الإسرائيلي على غزة
ويأتي الادعاء مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ودخولها اليوم التاسع عشر، حيث تجاوز عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية 7 آلاف مدنيًّا فلسطينيًا، وتجاوز عدد المصابين 18 ألفًا، وفقًا لآخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
اقرأ/ي أيضًا
ما حقيقة ادعاء مسؤول في الخارجية الأميركية بأن حماس تسرق المساعدات الإنسانية في غزة؟
ما حقيقة ادعاءات قناة NBC حول مخطط لحماس لاستهداف الأطفال خلال طوفان الأقصى؟