تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادعاءً مفاده أنّ ليبيا طردت سفراء بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا من البلاد، بسبب موقف حكوماتهم من الوضع في غزّة.
تحقّق "مسبار" من الادعاء المتداول وتبيّن أنّه غير دقيق، إذ إنّ المجلس الرئاسي الليبي، المعترف به دوليًا، لم يطرد سفراء بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا من البلاد.
مجلس النواب الليبي يطالب سفراء الدول الداعمة لإسرائيل بمغادرة ليبيا
يأتي تداول الادّعاء، بعدما أصدر مجلس النواب الليبي بيانًا، يوم أمس الأربعاء 25 أكتوبر الجاري، أدان فيه دعم حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا لإسرائيل، ودعا إلى الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة.
وتضمن البيان جملة مطالب، كانت أبرزها مغادرة سفراء الدول الداعمة لإسرائيل في جرائمها ضد الفلسطينيين لليبيا على الفور، ووقف الحكومة الليبية تصدير النفط والغاز للدول المساندة لإسرائيل، في حال عدم توقف المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.
صلاحية اعتماد وطرد السفراء في ليبيا
طبقًّا للنص القانوني المنبثق عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، الذي أعلنته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أواخر يناير/كانون الثاني 2021، والذي يحدّد اختصاصات كلٍّ من المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، فإنّ اعتماد ممثلي الدول والهيئات الأجنبية يدخل ضمن صلاحيات المجلس الرئاسي الليبي، الذي يرأسه حاليًا محمد المنفي. يعني ذلك أنّ المجلس الرئاسي هو الوحيد القادر بموجب القانون على طرد سفراء وممثلي الدول والهيئات الأجنبية من البلاد.
عاد مسبار إلى صفحة المجلس الرئاسي الرسمية على فيسبوك، كما تفقّد موقعه الإلكتروني وقناته الرسمية على يوتيوب، ولم يجد بها أيّ إعلان عن طرد السفراء.
وتجدر الإشارة إلى أنّ سفارات الدول الأجنبية المذكورة تقع جميعها في طرابلس، التي تسيطر عليها حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي الليبي، في حين يتبع مجلس النوّاب (الذي طالب السفراء بالمغادرة) حكومة شرق ليبيا غير المعترف بها دوليًّا، التي تتخذ من بنغازي، (شرقي البلاد) عاصمة لها.
تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة
بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كردِّ فعل على عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها كتائب القسام في مستوطنات غلاف غزة. وحصدت الغارات الإسرائيلية إلى اليوم أرواح سبعة آلاف و28 فلسطينيًا، بينهم 2913 طفلاً و1709 من النساء.
ويشهد الوضع الإنساني في قطاع غزة تدهورًا حادًا نتيجة استمرار القصف، الذي سبّب موجة نزوح داخلية غير مسبوقة، زادها قسوة وقف إمدادات المياه والكهرباء والوقود على القطاع منذ التاسع من الشهر الجاري.
اقرأ/ي أيضًا
أكاذيب أطلقها الرئيس الإسرائيلي في مقابلته مع سكاي نيوز
انتقائية بعض وسائل الإعلام في نقل تصريحات الإسرائيلية المفرج عنها من حماس