ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة يوم أمس الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن قصف حيًّا سكنيًا في مخيم جباليا شمالي غزة، مخلّفًا مئات الشهداء والجرحى.
عقب وقوع المجزرة نشرت وسائل إعلام أخبارًا عاجلة حولها بطريقة انتقائية ومضللة، وعلى رأسها شبكة سي إن إن التي نشرت خبرًا عن الموضوع في نسختها العربية يقول "عاجل: انفجار ضخم في مخيم جباليا للاجئين في غزة يسفر عن سقوط العديد من الضحايا"، بينما نشرت الخبر في نسختها الإنجليزية والإسبانية بالطريقة نفسها.
سي سي إن توضح أصل الخبر بعد ساعات من نشره
لم تذكر شبكة سي إن إن في البداية أنّ المجزرة وقعت نتيجة قصف إسرائيلي مُدمر على المنطقة، على الرغم من إعلان العديد من المصادر الفلسطينية والعربية، وانتشار الكثير من المشاهد التي تؤكد تسبب قوات الاحتلال في حصولها، واكتفت بأن الأمر حدث نتيجة "انفجار".
وبعد نحو أربع ساعات على نشرها الخبر، عادت سي إن إن وأكدت أن المجزرة ناتجة عن قصف إسرائيلي، ونشرت توضيحًا قالت فيه "الخبر أعلاه كان نتيجة المعلومات الأولية التي وصلتنا وتم التحديث* #غزة: سقوط ضحايا جراء قصف إسرائيلي على مخيم #جباليا للاجئين"، وذلك بعد لحظات من إعلان الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن وقوع المجزرة.
انتقادات لشبكة سي إن إن لانحيازها للرواية الإسرائيلية في الحرب الأخيرة على غزة
تسبب الخبر الذي نشرته سي إن إن، في التلاعب بالحقائق، وساهم في نقل العديد من وسائل الإعلام الغربية أخبار أخرى عن وقوع المجزرة بشكل مضلل، وذكروا أنه نتيجة "انفجار" دون توضيح أن السبب قصف إسرائيلي عنيف على المنطقة.
ونقلت العديد من المنصات ووسائل الإعلام الخبر تحت عنوان "أفادت تقارير أن عشرات الأشخاص قتلوا جراء انفجار ضخم وقع في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة".
وبعد نشرها الخبر، هاجم مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، شبكة سي إن إن، واتهموها بالانحياز لإسرائيل في حربها الأخيرة على غزة، وأنها كانت تحاول إخفاء الحقيقة الواضحة لهذه الجريمة الإسرائيلية.
الانحياز في تغطية الإعلام الغربي للحرب على غزة
يأتي هذا مع استمرار التغطية الإعلامية الغربية المنحازة للروايات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. إذ تركز وسائل الإعلام الغربية الاهتمام على سرد القصة من جانب واحد، وتحاول التستر على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين خلال القصف الإسرائيلي المستمر على غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، الذي جاء عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس.
وسبق وواجهت شبكة سي إن إن اتهامات أخرى بتلفيق تقاريرها الحربية القادمة من إسرائيل، بعدما بثّت الشبكة ببث مشاهد اعتُبرت "استفزازية" ولا تنقل الحقيقة بشكلها الواقعي.
مجزرة مخيم جباليا: الاحتلال يزعم مقتل قيادي في حماس والحركة تنفي
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، خلال مؤتمر صحفي، إن المقاتلات الإسرائيلية نفذت هجومًا على مخيم جباليا للاجئين في غزة "أدى إلى مقتل أحد قادة حركة حماس".
وأضاف هاغاري أن القصف أدى لمقتل "القائد البارز في حركة حماس، إبراهيم بياري، وأعضاء آخرين في الحركة كانوا بصحبته"، بالإضافة إلى تدمير "البنية التحتية تحت الأرض لحماس"، والتي قال إن الحركة تستخدمها لتنفيذ "أنشطة ضد الجيش الإسرائيلي".
بينما نفت حركة حماس ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وجود أحد قادة حماس في جباليا مكان المجزرة، مؤكدة أنه "حديث كاذب ولا أساس له".
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن جيش الاحتلال اقترف "مجزرة مروعة جديدة في مخيم جباليا، مشيرة إلى أنها أسفرت عن سقوط 400 شخص بين قتيل وجريح، وفق حصيلة أولية.
اقرأ/ي أيضًا
حملة تضليل إسرائيلية للترويج بأنّ الفلسطينيين يفبركون موتهم
الجيش الإسرائيلي متورط في قتل مستوطنين خلال طوفان الأقصى: شهادات ووقائع تثبت ذلك