نشر حساب المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، أوفير جندلمان، وصفحة إسرائيل بالعربية، مقطع فيديو ادعت أنه التُقط صباح اليوم الأحد الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، في منطقة دير البلح في قطاع غزة، قائلة إنه يُظهر كيف تبدو الأوضاع هادئة هناك، وقيام السكن بشراء الأسماك من الصيادين بدون أية مشاكل، مضيفة "إسرائيل تبذل قصارى جهودها من أجل الحفاظ على سلامة المدنيين في قطاع غزة".
مجددًا إسرائيل تدعي أن هنالك مناطق آمنة في غزة
راجع "مسبار" مقطع الفيديو وتبين أن الحسابات التابعة لإسرائيل نشرته بشكل مضلل، في نطاق الحرب الإعلامية المستمرة التي تسعى من خلالها الترويج بأن قطاع غزة أو بعض المناطق داخله مثل دير البلح تعيش مرحلة هدوء، وأنها تحافظ بالفعل على سلامة المدنيين في القطاع.
ويعود مقطع الفيديو إلى مشاهد نشرتها وسائل إعلام فلسطينية مثل شبكة قدس الإخبارية ووكالة وفا، صباح يوم أمس السبت الرابع من نوفمبر، وليس اليوم كما زعمت الحسابات الإسرائيلية.
الجيش الإسرائيلي يقصف مناطق في وسط قطاع غزة
وبعد ذلك بساعات استهدف القصف الإسرائيلي منازل في مخيم المغازي في محافظة الوسطى في قطاع غزة، وتسبب في مجزرة أدت إلى وقوع 45 ضحية غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما أصيب العشرات أيضًا.
وأكد أهالي مخيم المغازي أن عدد ضحايا المجزرة في المخيم أعلى بكثير، نظرًا لعدم تمكنهم حتى الآن من رفع أنقاض المنازل، التي كانت مكتظة بالمواطنين والنازحين.
نفذت قوات الاحتلال 24 مجزرة خلال الساعات الأخيرة
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة أخرى اليوم الأحد، خلفت 30 ضحية على الأقل، إذ استهدف القصف منازل مدنيين قرب ميناء غزة.
كما كثفت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على مناطق مختلفة في قطاع غزة، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة في تصريحات إعلامية أدلى بها بعد ظهر اليوم الأحد، إن قوات الاحتلال نفذت 24 مجزرة خلال الساعات الـ24 الفائتة، راح ضحيتها نحو 243 فلسطينيًا، واستهدفت بعض المستشفيات والمدارس.
بينما قالت وزارة الصحة في غزة إن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، تسبب حتى الآن في وقوع 9770 ضحية، وأكدت على أن 70 في المئة من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال.
القصف الإسرائيلي يستمر في استهداف المدنيين
جاء ادعاء الحسابات الإسرائيلية في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل بشكل سريع هجماتها على المدنيين والبنية التحتية. إذ وسّع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة، الذي يتعرض لضربات جوية متواصلة منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته كتائب القسام في السابع من أكتوبر، بعد إطلاق عملية طوفان الأقصى.
وتحاول وسائله الإعلامية التنصل من مسؤولية قواتها عن المجازر التي تُرتكب في قطاع غزة وتستهدف بشكل أساسي المدنيين ومنازلهم، والتي تشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر بشكل قاطع الاستهداف المتعمد للمدنيين.
واستهدف الاحتلال يوم أمس السبت، مدرسة الفاخورة التي تأوي نازحين غزيين، هربوا من القصف على منازلهم ولجؤوا إلى مدرسة، وأسفر عن عشرات الضحايا، وذلك قبل أن تمر 24 ساعة كاملة على مجزرة مدرسة أسامة بن زيد في حي الصفطاوي شمالي القطاع.
نمط دعائي إسرائيلي للترويج بأن إسرائيل تحمي المدنيين
وفي هذا الصدد، سبق ونشرت حسابات وصفحات إسرائيلية صورًا لعائلات فلسطينية على شاطئ دير البلح أيضًا، كدليل على أنّ إسرائيل لا تستهدف إلا مقاتلي حماس وأنّها تفعل كل ما بوسعها لحماية أرواح المدنيين في غزة.
للتحقّق من تلك المزاعم، بحث "مسبار" عن أصل هذه الصور، وتبيّن أنّها التُقطت في 29 أكتوبر الفائت، وأن من يظهرون فيها، هم فلسطينيون قُطعت عنهم المياه العذبة والكهرباء فصاروا يستحمّون ويغسلون ملابسهم وأواني الطبخ الخاصة بهم بمياه البحر، على طول شاطئ دير البلح. وهو نمط دعائي تحاول من خلاله الترويج لادعاءات مضللة عن حماية المدنيين.
اقرأ/ي أيضًا
مؤشرات تدل على مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي عن مجزرة شارع الرشيد
كيف تستخدم إسرائيل مقولة حرب الحضارات لتبرير جرائمها في غزة؟