نشر حساب إسرائيل بالعربية على منصة إكس، مقطع فيديو لسيدة فلسطينية خلال نزوحها من شمالي قطاع غزة، تقول فيه "بس رافعين ايدينا زي هيك والهويات معنا، هما ضربوا بس ما ضربوا علينا. ضلينا ماشيين". ثم أخذت السيدة تحكي عن استمرار عمليات النزوح من شمالي قطاع غزة.
أرفق حساب إسرائيل بالعربية مقطع الفيديو الذي تتحدث فيه السيدة، تحت تعليق "حرصًا على الأرواح.. غزية تروي كيف أنها استجابت للنداء الذي وجهه الجيش الإسرائيلي في المناشير الورقية على الرغم من أن حماس كانت تعرضت للراغبين في الوصول إلى بر الأمان".
إسرائيل بالعربية تحرّف حديث السيدة الفلسطينية عن عمليات النزوح
راجع "مسبار" مقطع الفيديو وتبين أنه مجتزأ من لقاء نشره التلفزيون العربي، يوم الاثنين السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لمراسل القناة في قطاع غزة باسل خلف مع سيدة فلسطينية، خلال رحلة عبورها الخطرة من شارع صلاح الدين وصولًا إلى مدخل مخيم البريج وسط القطاع، لتحرّف بعد ذلك صفحة إسرائيل بالعربية تصريحاتها الأصلية.
إذ لم تذكر السيدة في حديثها، مزاعم اعتراض حركة حماس لها أو لأي أحد خلال عمليات النزوح كما ادّعت إسرائيل بالعربية، وعندما قالت "هم ضربوا بس ضربوا علينا. ضلينا ماشيين"، كانت تقصد اعتداءات قوات الاحتلال وليس حماس.
وفي بداية المشاهد الأصلية التي لم تعرضها إسرائيل بالعربية كاملة، كان مراسل التلفزيون العربي، يوضح تمركز قوات الاحتلال وآلياتها العسكرية على طريق صلاح الدين، الذي تُطلق منه النار والقذائف، وتتم عبره عمليات النزوح نحو الجنوب.
إسرائيل بالعربية تحذف أجزاءً من حديث السيدة
واستكمالًا لتحريف كلام السيدة الفلسطينية، يظهر أن إسرائيل بالعربية لم تعرض أجزاء أخرى من اللقاء، إذ في منتصف حديثها وجه لها المراسل سؤالًا عن مكان سكنها، لتردّ قائلة إنها "من مخيم الشاطئ الشمالي"، موضحة أن “الوضع هناك سيء للغاية، والشهداء على الأرض والناس تُقصف بالطائرات في منازلها وأن الوضع مخيف.
وفي نهاية حديث المراسل باسل خلف عن الوضع في شارع صلاح الدين، ظهرت أصوات القصف الإسرائيلي بالقرب منه، وهذا لم تعرضه إسرائيل بالعربية أيضًا.
ادعاءات إسرائيلية مستمرة بأن حماس تمنع عمليات النزوح
ومنذ بدء دعوات وتحذيرات الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق شمالي قطاع غزة، التي يقصفها بشكل مستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتوجه نحو الجنوب، تتهم إسرائيل حركة حماس بمنع سكان القطاع من الانتقال إلى الجنوب حفاظًا على سلامتهم، وأنها تستخدم "سكان غزة دروعًا بشرية".
وسبق وتحقق "مسبار" من هذه الادّعاءات، وتبين أن الرواية الإسرائيلية غير دقيقة ولا تنقل حقيقة واقع عمليات النزوح، وذلك بعدما نزح آلاف الفلسطينيين مشيًا على الأقدام أو مستقلين سيارات وشاحنات إلى جنوب القطاع بعد تحذيرات الاحتلال، ولم يُعثر على أي مشاهد تؤكد صحة هذه الرواية. بل وتواصل مع عدد من الصحفيين والمواطنين الذين نزحوا إلى الجنوب بعد دعوات الإخلاء وكانوا شهود عيان على عمليات النزوح، وأكدوا أن حركة حماس لم تمنعهم من التوجه إلى الجنوب، ولا صحة لهذا الادعاء.
كما سبق وزعم الاحتلال الإسرائيلي بأن منطقة جنوبي قطاع غزة آمنة، وكشف "مسبار" أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت عددًا من منازل المدنيين الفلسطينيين في جنوبي قطاع غزة.
وعلم "مسبار" من شهود عيان أن بعض المستهدفين هم من النازحين من شمال قطاع غزة ومدينة غزة. كما تعرضت قوافل كانت تتحرك من شمالي القطاع إلى جنوبه، في أعقاب أوامر الإخلاء، لقصف جوي إسرائيلي.
استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
يأتي تحريف إسرائيل بالعربية لحديث السيدة الفلسطينية، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ33، إذ تواصل قوات الاحتلال الغارات المكثفة وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين، وقد تخطى عدد الضحايا حاجز 10 آلاف و300 ضحية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، بعد إطلاق المقاومة عملية طوفان الأقصى.
وفي المقابل أعلنت كتائب القسام الذراع السياسي لحركة حماس، تدمير دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية، واستهداف بعض الجنود من قوات جيش الاحتلال المتوغلة داخل قطاع غزة.
اقرأ/ي أيضًا
كتائب القسام لم تهدد بتدمير مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل
إسرائيل تنشر صورًا لمنصة إطلاق صواريخ في ساحة ترابية فارغة على أنها من حديقة أطفال