انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الفائتة، لقطة شاشة تُظهر رسالة تحذير ظهرت بجانب أحد مقاطع فيديو للناشط والمصوّر الفلسطيني صالح الجعفراوي، تفيد بأن محتواه زائف. وزعم متداولو الصورة أن شبكة فرانس24 هي من قدمت بلاغًا بذلك، فيما علّق آخرون بأنها "وكالات دولية متواطئة لخدمة الصهيونية".
وبالبحث وجد “مسبار” أنّ الرسالة الظاهرة أسفل فيديو صالح الجعفراوي، تعود لبرنامج ميتا الخاص بمحاربة المعلومات الزائفة بالشراكة مع مدققي الحقائق المستقلين المعتمدين من قبل الشبكة الدولية لمدققي المعلومات، الذي ينطوي على ما تراجعه وتصنفه تلك المؤسسات الشريكة لميتا من ادعاءات، واتخاذ ميتا الإجراءات المناسبة للمحتوى المرافق لها، سواءً كان بحذفه أو تقييده أو مجرد إرسال إشعار تنبيهي للناشر.
تشير ميتا في إحدى مدوناتها المنشورة على موقعها، حول برنامج التحقق من المعلومات بالشراكة مع أطراف ثالثة، أنّه “في كل مرة تقوم جهة تدقيق حقائق بتقييم محتوى على أنّه زائف على منصاتنا، فإننا نحد من معدل توزيعه بشكل كبير؛ حتى يراه عدد أقل من الأشخاص، ونضع تسمية عليه وفقًا لذلك، ونبلِغ الأشخاص الذين يحاولون مشاركته”.
وتضيف ميتا “لا تقوم جهات تدقيق الحقائق بإزالة المحتوى أو الحسابات أو الصفحات من تطبيقاتنا. نحن نتولى إزالة المحتوى عند مخالفته لمعايير المجتمع المتَّبَعة لدينا، وهي معايير مستقلة عن برامج تدقيق الحقائق”.
فيديو الجعفراوي منشور منذ 23 أكتوبر الفائت
وجد مسبار، بالتدقيق في المقطع الأصلي الذي نشره صالح الجعفراوي، وأشار إليه متداولو الادّعاء، أنّه شاركه في حسابه على إنستغرام يوم 23 أكتوبر الفائت، ويظهر فيه مع طفل رضيع عُثر عليه أثناء قصف جدّ حينها، ولم يتم التعرف على أي أحد من أفراد عائلته.
وتظهر على قميص الجعفراوي بقع حمراء يبدو أنها بقع دم، كما تظهر بقع دماء على وجه الطفل الرضيع الذي يحمله.
ولم يجد مسبار أي تحذير عليه، في الوقت الحالي، كما اتضح أنّ العديد من مقاطع الفيديو التي نشرها على شكل “ريلز”، عليها تقييدات على إنستغرام، لأنّ سياسة التطبيق تعتبر أنّها عنيفة.
تحقيق فرانس24 يكشف شبكة هندية تقود حملة ضد فلسطينيين
وبالتدقيق في التصنيف المرفق بالادّعاء، لاحظ مسبار أنه يُشير إلى تقرير أعدته وحدة "مراقبون" في قناة فرانس24، حول حملة تضليل هندية أطلقها مستخدمون من الهند، لاستهداف الفلسطينيين وتكذيبهم، وليس تبليغًا ضدّ محتوى الجعفراوي.
وانطوى تقرير فرانس24 المرفق، على تفنيد الحملة التي شملت ادّعاء نشطاء هنديين بأن الفلسطينيين يفبركون مشاهد لإصابتهم جراء قصف الجيش الإسرائيلي باستخدام أدوات التجميل، والحال أنّها إما لإصابات قديمة أو من كواليس فيلم.
ولم يحتوي التقرير على تفنيد لمقطع الجعفراوي الذي تظهر على قميصه بقع الدم وهو يحمل رضيعًا.
ومن بين الأمثلة التي أشار إليها تقرير فرانس24 في صورة غلافه، والتي اعتمدتها الحملة الهندية التضليلة، صورة لشاب في مستشفى، مع ادّعاء بأنها تعود لصالح الجعفراوي وهو يزيّف إصابته، لكن تحقيقًا سابقًا لمسبار كشف أن الصورة تعود للشاب محمد زنديق الذي أصيب خلال اقتحام مخيم نور الشمس في طولكرم بالضفة الغربية، يوم 24 يوليو/تموز الفائت، أي أنّها قديمة ومن سياق آخر.
ميتا تستخدم نظام ذكاء اصطناعي لكشف الادّعاءات
تعتمد ميتا على الذكاء الاصطناعي لتحديد الادّعاءات ومطابقتها مع ادّعاءات زائفة نُشرت سابقًا، وطوّرت نموذج الذكاء الاصطناعي SimSearchNet++، لمطابقة الصور، والذي يتم تدريبه باستخدام التعلم الخاضع للإشراف الذاتي لمطابقة الأشكال المختلفة للصورة المنتشرة على فيسبوك أو إنستغرام. لذلك، ربّما يكون هناك خلط في مطابقة فيديو الجعفراوي والادّعاء الذي نفته فرانس24.
ويُشار إلى أنّ ميتا أحدثت الجدل سابقًا، باعتمادها تصنيفات منصات تحقق، على مضامين اعتبرت زائفة أو غير دقيقة. ومن أبرز الأمثلة على المشاكل التي واجهها نظام تحديد الأخبار الزائفة على منصات ميتا، الوسم الذي لاحق أحد تحقيقات المجلة الطبية البريطانية، حول الممارسات البحثية السيئة للتجارب السريرية في شركة فينتافيا، والذي صُنف بأنه غير دقيق، رغم أنّها تعد واحدة من أكثر المجلات الطبية المحكّمة موثوقية.
وجاء وسم المنشورات التي تداولت تحقيق المجلة الطبية، على فيسبوك بأنها "غير دقيقة"، أو "مفتقدة للسياق"، وفق تحقق أجرته منصة Lead Stories لتدقيق المعلومات قالت فيه إن تحقيق المجلة البريطانية يحوي عيوبًا ويعزز نظريات المؤامرة، دون أن تقدم في تحققها ما يشير إلى ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
الصور مولدة بالذكاء الاصطناعي وليست لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي
ميتا تعتذر عن وسم حسابات فلسطينية على إنستاغرام بكلمة "إرهابي"