ادّعى الناشط الإسرائيلي، إيدي كوهين، اليوم الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول، أنّ الأنباء المتداولة حول إمكانية إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل غير صحيحة، وأن حماس وقناة الجزيرة هما من تروجان لذلك، مؤكّدًا في السياق ذاته، ألاّ نيّة لإسرائيل لعقد صفقة تبادل وأنّها ستواصل الحرب "حتى النصر" بحسب تعبيره، مُتّهمًا الإعلام العربي بالنفاق والكذب.
إسرائيل تعلن استعدادها لإبرام هدنة مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين
تحقق "مسبار" من المزاعم التي شاركها كوهين حول موقف إسرائيل الرافض لأي مفاوضات محتملة حول تبادل للأسرى، وتبيّن أنّ الموقف الرسمي الإسرائيلي مخالف لها. إذ أعلنت إسرائيل في 19 ديسمبر الجاري، على لسان رئيسها إسحاق هرتسوغ، استعدادها لإبرام صفقة تبادل جديدة مع حركة حماس.
وجاء الإعلان في معرض خطاب ألقاه هرتسوغ، أثناء لقاء جمعه بسفراء وأعضاء الهيئات الدبلوماسية لـ80 دولة، قال فيه “أستطيع أن أؤكّد استعداد إسرائيل لإبرام هدنة إنسانية أخرى وللسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية مقابل إطلاق سراح الأسرى”.
نتنياهو يؤكّد وجود مساعٍ دبلوماسية للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين
وخلال اليوم ذاته، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عددًا من أقارب الأسرى المحتجزين في غزة في مقر الجيش الإسرائيلي، وأبلغهم بحرصه الشخصي على الإفراج عن جميع الأسرى، موضحًا أنّ استرجاعهم هدف رئيسي، وأنّه أرسل رئيس الموساد مرتين إلى أوروبا “لدفع عملية الإفراج عنهم”.
اجتماع ثلاثي في بولندا لمناقشة صفقة لتبادل الأسرى
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ بيل بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي"، سيلتقي، في 18 ديسمبر الجاري، في العاصمة البولندية وارسو، كُلًا من رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وديفيد بارنيا، رئيس هيئة الاستخبارات والمهمّات الخاصة الإسرائيلية "موساد"، لمناقشة إمكانية إبرام صفقة جديدة تضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
كما أشارت الوكالة إلى خبر نقله موقع أكسيوس (Axios)، أكّد فيه مسؤولان، أحدهما أميركي وآخر إسرائيلي، انعقاد الاجتماع ذاته.
استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية
وبحسب الموقع نفسه (أكسيوس)، فإن اجتماعًا سابقًا عُقد في أوروبا، مساء الجمعة 15 ديسمبر، بين بارنيا ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ناقش خلاله الطرفان استئناف مفاوضات الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة.
أميركا تؤكّد وجود مبادرات لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى
وفي 14 ديسمبر الجاري، وخلال زيارة عمل قادته إلى تل أبيب، عقد جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، اجتماعًا مع رئيس الموساد ديفيد بارنيا.
وفي حديثه عمّا دار في الاجتماع، أوضح مسؤول أميركي كبير في مؤتمر صحافي عُقد عبر تقنية التحاضر عن بعد، أنّ الاجتماع الذي كان من المفترض أن يستغرق ساعة واحدة، استغرق اثنتين بسبب النقاش المفصّل حول جهود استئناف محادثات الإفراج عن الأسرى.
وأوضح المسؤول أنّ المشكلة المطروحة هي ما إذا وكيف يمكن استئناف العملية مرة جديدة، بدءًا بمسألة النساء اللواتي رفضت حماس الإفراج عنهن ضمن الصفقة الأولى، في إشارة إلى نساء تعتبرهن حماس مجندات في حين تدّعي إسرائيل أنهن مدنيات. وأضاف “هناك عدد من المبادرات التي يجري التباحث فيها حاليًا. لست واثقًا أيٌّ منها سيحظى بالزخم”. وزاد “إنّنا نعمل على عدد من المبادرات لاستئناف المفاوضات، لكنني لا أستطيع التحدث عنها بالتفصيل في الوقت الحالي”.
وفد من حماس في القاهرة لبحث الوضع في غزة
ومن جهة أخرى، نقل موقع ألترا فلسطين، اليوم الخميس، عن مصدر في حركة حماس بلبنان، قوله إنّ وفد الحركة غادر مدينة القاهرة اليوم دون تحقيق أيّ تقدم في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
في حين أوضحت قناة الجزيرة نقلًا عن مصادر قالت إنّها "قريبة من مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس"، أنّ حماس أبلغت الوسطاء رفضها التفاوض دون وقف إطلاق النار، مشيرة، بحسب المصادر ذاتها، إلى أنّ زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى القاهرة، لا تندرج ضمن مفاوضات الأسرى، بل ضمن مساعي فك الحصار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكان وفد من حركة حماس على رأسه إسماعيل هنية، قد وصل أمس الأربعاء إلى القاهرة، لعقد لقاءات حول الوضع في غزّة، أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل.
حماس تشترط وقف العدوان لاستئناف المفاوضات
وأكّد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، في مؤتمر صحافي عقده في بيروت، في 16 ديسمبر الجاري، أنّ استعادة إسرائيل لجنودها الأسرى أحياءً لن تتحقق إلا بعد توقف كامل للعدوان، وعبر صفقة تفاوض وفق شروط المقاومة.
ضغوط متزايدة في إسرائيل على نتنياهو ومجلس الحرب
تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغًطًا متزايدًا من أقارب الأسرى المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة، خصوصًا بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي، في 15 ديسمبر الجاري، بإعدام ثلاثة من جنوده الأسرى في غزة عن طريق الخطأ، ومع تصاعد التوتر نتيجة ارتفاع عدد الأسرى المقتولين خلال الأسر.
وفي اجتماع سابق وُصف بالفوضوي مع أُسر المحتجزين، اتُهم نتنياهو بالكذب وطالبته بعض العائلات بالاستقالة. ونقلت تقارير إخبارية إسرائيلية، أنّ أصوات محتجزين سابقين وأُسر إسرائيليين لا يزالون في قبضة حماس علت خلال اللقاء، تعبيرًا عن غضبهم من سياسات مجلس الحرب التي أخّرت الإفراج عن ذويهم.
اقرأ/ي أيضًا
استهداف الصحافيين في غزة: حرب إسرائيل على الرواية الفلسطينية
الصورة لأطفال من غزة وليست من سوريا كما نشرت حسابات داعمة لإسرائيل