يُقاطع مستهلكون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومختلف دول العالم علامة دجاج كنتاكي (KFC)، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
ويظهر اسم العلامة على قوائم الشركات المقاطعة، بسبب خطوة استثمارية استحوذت بموجبها يام! براندز، الشركة المالكة لعلامة دجاج كنتاكي، في مارس/أذار عام 2021، على شركة تكنولوجيا إسرائيلية تُدعى تيك تك، تُقدّم خدمة الاتصال بالمطاعم وتقديم الطلبات عبر بعض منصات المحادثة الأكثر شعبية في العالم، مثل سكايب وتيليغرام وسلاك وفيسبوك ووي تشات.
علامة دجاج كنتاكي تواجه اتهامات بالإساءة للنازحين في غزة
وفي السياق، تداولت حسابات عربية على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ 17 فبراير/شباط الجاري، منشورًا شاركته صفحات وحسابات فرع علامة دجاج كنتاكي في أنتيغوا، على أنّه إساءة للمهجرّين قسرًا في غزة، الذين باتوا يسكنون الخيام في منطقة رفح جنوبي القطاع، داعية المستخدمين للانضمام إلى حملة مقاطعة الشركة.
وتضمّن منشور دجاج كنتاكي، صورة ملصق ترويجي حمل وسم #لا_ خِيَمْ_دجاجٌ_فقط، وشعار العلامة وأيقونة خيمة مكشوفة تتوسطها إشارة منع.
وأرفقت صفحة دجاج كنتاكي على فيسبوك صورة الملصق بوصف قالت فيه "آسفون، لا خِيَمَ هنا، ليس لدينا سوى دجاجٌ يجعلك تلعق أصابعك، تمامًا مثلما تحبُّه، كي تضفي نكهة على عطلة نهاية الأسبوع خاصتك. #لا_خيم_دجاجٌ_فقط #دجاج_كنتاكي_أنتيغوا".
دجاج كنتاكي تستغل قصة طريفة للترويج لمنتجاتها في أنتيغوا
خلاله بحثه عن دلالات الشعار، عثر مسبار على إعلان نشرته هيئة المرافق العامة في أنتيغوا، حديثًا، قالت فيه إنّها تبحث عن خيمة مسروقة تحمل شعارها، نُصبت آخر مرة في محيط ملعب سير فيف لتسهيل تدريب حكّام الخطوط.
وأضافت الهيئة أنّ الخيمة تلعب دورًا حيويًّا في عملياتها، وأنّها لا تُلبّي حاجيات الهيئة وحدها، بل حاجيات المجتمع أيضًا، موضحة أنّها كثيرًا ما تدعم الفعاليات الاجتماعية المتنوعة بتوفير الخيام، مما يجعل هذه الأخيرة جزءًا أساسيًا من جهود المشاركة المجتمعية. كما حثّت أيّ شخص قد يملك معلومات عن الحادثة على مساعدتها في حلّ المسألة. وتضمّن الإعلان صورة للخيمة المفقودة وأرقام قسم التحقيقات الجنائية في أنتيغوا.
أثار الإعلان سخرية المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، فتفاعل معظمهم على فيسبوك بأيقونات ضاحكة وتعليقات ساخرة على غرار "أعيدوا إمدادات المياه وسنخبركم بموقع تواجد الخيمة"، "المياه مفقودة من أنابيب منزلي منذ أسابيع"، "رأيت الخيمة هذا الصباح عندما فتحت صنبور حمامي، خرجت هي ولم تخرج قطرة مياه واحدة. هل تريدون منّي إعادتها؟"، في إشارة إلى أزمة مياه تعيشها البلاد في الوقت الذي تبحث فيه هيئة المرافق عن خيمة مفقودة، بدل اقتناء خيمة جديدة.
وامتدت حملة السخرية إلى التعليقات أسفل منشور صفحة كنتاكي في أنتيغوا، أين طغت الأيقونات الضاحكة والتعليقات الساخرة من قبيل "ستكونون أول من ستفرض عليهم الزيادة في تسعيرة المياه" و"سيقطع الماء عنكم قريبًا، سترون".
ولاحظ مسبار أنّ شكل أيقونة الخيمة في الملصق الترويجي لدجاج كنتاكي، مطابق لشكل الخيمة المفقودة التي نشرت هيئة المرافق العامة في أنتيغوا صورتها ضمن الإعلان المثير للجدل، وأنّ شكلها يختلف عن شكل الخيام التي نصبت للمهجّرين الفلسطينيين في رفح.
فرع دجاج كنتاكي في أنتيغوا ينفي لمسبار صلة المنشور بالحرب على غزة
تواصل مسبار مع حساب علامة دجاج كنتاكي في أنتيغوا على منصة إنستغرام، وسأله عن معنى شعار "لا خيم، دجاج فقط". وفي ردّه، أكّد الحساب صلة المنشور بقصة الخيمة المفقودة في أنتيغوا. وأوضح “تمت مشاركة الملصق الترويجي بنيّة الانضمام إلى النقاش الرائج في أنتيغوا حول خيمة أُعلنت هيئة المرافق العامة في أنتيغوا عن فقدانها".
وأضاف الحساب “لا يرتبط هذا المنشور بأي شكل من الأشكال بالصراع في الشرق الأوسط، وقد حُذف عندما أدركنا أنّه قد أُسيء تأويله”. كما اعتذر "عمّا تسبب به ذلك من ارتباك”، وفقه.
كيف أثرت حملة المقاطعة على علامة دجاج كنتاكي؟
أواخر يناير/كانون الثاني الفائت، أعلنت شركة أمريكانا للمطاعم، مشغّلة مطاعم دجاج كنتاكي وبيتزا هات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، صرف 100 من موظفيها في إطار ما قالت إنّه إعادة هيكلة.
لكنّ اللافت هو أنّ القرار جاء بعد بضعة أيّام فقط من إعلان مصرف جي بي مورغان الأميركي خفض تقييم الشركة إلى "محايد"، بسبب ما وصفها بالديناميكيات الأكثر تعقيدًا على المدى القريب، مثل الضغط الناجم عن تراجع المبيعات وتأجيل خطط افتتاح مطاعم جديدة وتراجع هوامش مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA).
وقارن المصرف أنماط النشاط على تطبيقات أمريكانا الكبرى، ووجد أنّ أكبر علاماتها، دجاج كنتاكي وبيتزا هات وهارديز، قد تأثّرت في الأشهر الأخيرة وخصوصًا في مصر، البلد الأكبر من حيث عدد السكان في المنطقة. وخفض المصرف أيضًا توقعاته لنمو الشركة، كما راجع تقديراته لمواعيد افتتاح محلات جديدة. وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، فإنّ أسهم شركة أمريكانا خسرت، منذ أكتوبر الفائت، ما يقارب خُمس قيمتها.
وجاء ذلك بعد حملة المقاطعة الواسعة للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، والتي تصاعدت مع بدء الحرب الإسرائيلية الأعنف على قطاع غزة، والتي جاءت عقب عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، ضد مستوطنات في غلاف قطاع غزة، يوم السابع من أكتوبر 2023.
اقرأ/ي أيضًا
ما الشركات التي دعمت إسرائيل خلال الحرب على غزة وشملتها دعوات المقاطعة؟
ماكدونالدز تقول إنّ المعلومات المضللة أثرت عليها: ما الدوافع وراء حملة المقاطعة؟