يُواصل المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الترويج لادّعاءات مضللة في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، عن الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، والتي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف فلسطينيً إضافة إلى تسجيل أكثر من 72 ألف إصابة.
وفيما يلي أبرز المزاعم التي شاركها أدرعي خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة، وكشف مسبار حقيقتها.
ادعاء إسرائيلي مضلل عن منع حماس المدنيين من النزوح إلى الجنوب
نشر حساب أفيخاي أدرعي، في 15 أكتوبر الفائت، تسجيلًا صوتيًا على أنه لمكالمة هاتفية بين ضابط في الوحدة 504 في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وبين أحد سكان جباليا شمالي قطاع غزة.
وأكد أفيخاي أن أحد سكان غزة يعترف في المكالمة مع الضابط "بمنع حركة حماس سكان القطاع من الانتقال إلى الجنوب حفاظًا على سلامتهم"، مضيفًا "حماس تستخدم سكان غزة دروعًا بشرية..".
وكشف مسبار، حينها، أن الادّعاء مضلل، والرواية الإسرائيلية غير دقيقة ولا تنقل حقيقة واقع عمليات النزوح، ولم يُعثر على أي مشاهد تؤكد صحتها.
وتواصل مسبار، حينها، مع عددٍ من الصحفيين والمواطنين الذين نزحوا إلى الجنوب بعد دعوات الإخلاء وكانوا شهود عيان على عمليات النزوح، وأكدوا أن حركة حماس لم تمنعهم من التوجه إلى الجنوب.
الادعاء بأنّ منطقة جنوب غزة آمنة
وفي سياقٍ مشابه، شارك أدرعي منشورات عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعى من خلالها أن مناطق جنوب قطاع غزة وتحديدًا مدينة خانيونس ستكون آمنة لسكان شمالي القطاع النازحين.
وأوضح مسبار، وفقًا لتغطية الوسائل الإعلامية، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف منازل المدنيين في جنوب قطاع غزة وتحديدًا في مدينتي رفح وخان يونس، إلى جانب استهدافها بيوتًا تضم نازحين. إذ ارتكب الاحتلال مجازر بحق عائلة المصري راح ضحيتها 11 شخصًا، وعائلة الجبري التي فقدت 21 عنصرًا منها، وعائلة اللمداني بـ15 ضحية، كما أودت بأربعة أفراد من عائلة بريخ، و30 فردًا من عائلة صبح، وفقًا لبيانات جمعها مراسلو مسبار من الميدان، آنذاك.
مزاعم استخدام حماس لخزانات وقود بدل توزيعها على المرافق المدنية
كما شارك أدرعي في 24 أكتوبر الفائت، صورة ادّعى أنّها توثق وجود كمية مقدرة بنصف مليون لتر من الوقود في معبر رفح، نافيًا وجود أزمة داخل القطاع جراء نفاد الوقود، مضيفًا "هذا السولار يسرقونه من المدنيين وينقلونه إلى أنفاقهم وقاذفاتهم وقادتهم"، وادعى أنهم يطلقون مزاعم عن عدم قدرتهم على إمداد المرافق الحيوية بالمادة، لأنها ليست في سلم أولوياتهم.
لكن تحقق مسبار أثبت، حينها، أن الصور التي نشرها أدرعي وشاركتها حسابات إسرائيلية، تعود إلى محطتي تخزين للغاز والوقود غربي معبر رفح، وأن صور خرائط غوغل تُظهر وجود صهاريج للغاز والوقود في المحطتين الخاصتين بتخزين الوقود، التي سبق وأجرى جهاز الدفاع المدني في غزة، جولة تفقدية عليها في سبتمبر الفائت.
وحول كميات الوقود الموجودة في تلك المحطتين، أكد المتحدث باسم جمعية أصحاب محطات البترول والغاز عمر أبو طه، أن "هنالك كميات من الوقود المخزنة داخل معبر رفح من الجانب الفلسطيني، إلا أنه لا يمكن استخراجها والاستفادة منها لأنها معرضة للاستهداف من آلة الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى بكل قواها إلى منع إدخال الوقود للمراكز الصحية والخدماتية".
ومن جانبه أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، أن كميات الوقود الذي تحدث عنها قادة الاحتلال هي كمية محجوزة منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، ومدفوع ثمنها مسبقًا من قبل أصحاب محطات الوقود.
وأشار إلى أن تلك الكمية لا يمكن الوصول إليها وهي مملوكة للمحطات التي دفعت أثمانها عند دخولها قبل العدوان بيومين.
تضليل إسرائيلي للتنصل من مجرزة المستشفى المعمداني
ولعل أبرز الادعاءات المضللة التي روج لها المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عقب مجزرة مستشفى المعمداني، حديثه إلى قناة العربية بشأن استهداف المستشفى حينها بالقول "المعلومات الاستخباراتية أكدت للجيش الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى أن الانفجار نجم عن إطلاق فاشل لصاروخ تابع للجهاد الإسلامي".
ولكن مسبار أوضح، حينها، في تقريرٍ موسع أن رواية إسرائيل حول مجزرة المستشفى المعمداني هشة مع أدلة تشير لمسؤوليتها.
ادعاء أدرعي بأن حماس أقامت حاجزًا لمنع دخول المساعدات
وفي أواخر نوفمبر الفائت، نشر أدرعي صورة ادّعى أنها تظهر حاجزًا أقامته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لمنع شاحنات المساعدات الإنسانية من الدخول إلى سكان شمالي القطاع.
وأثبت مسبار من خلال مطابقة المعالم الجغرافية أن الصورة التُقطت من موقع يتمركز فيه جنود الاحتلال، وليس من المواقع التي تسيطر عليها حماس شمالي القطاع، وأوضح أن إسرائيل هي من تُعيق دخول المساعدات الإنسانية ومركبات الإسعاف.
أدرعي يتهم حماس بالاعتداء على النازحين
وفي السياق ذاته، نشر الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو في حسابه الرسمي على منصة إكس في فبراير الفائت، وعلّق عليه بالقول "الاعتداء بالهراوات على المدنيين الذين ينتظرون المساعدات، وسد طريق الأشخاص الذين يحاولون الانتقال من منطقة القتال إلى الغرب، توثيق حياة السكان الخاضعين لسيطرة حماس في خان يونس".
لكن تحقق مسبار أوضح أن الفيديو الذي نشره أدرعي، التُقط في أواخر ديسمبر الفائت، وليس حديثًا. كما أنّ ما يتعرض له مستشفى الأمل حاليًّا والمنطقة المحيطة به من معارك وقصف وعمليات عسكرية، لا يُشير إلى أنّ الناس قادرة على التنقل بحرية في المنطقة وإيصال مساعدات إلى المستشفى، حتى تمنع ذلك حركة حماس.
كما أنّ مقطع الفيديو لا يُظهر أي اعتداء أو ضرب مباشر، إنما استخدام للهراوات لإفساح المجال للشاحنات للوصول إلى الساحة، والتي تحمل معدات طبية لازمة لمستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في قلب مدينة خانيونس، الأمر الذي أكده لمسبار المواطن أحمد حسونة، وهو نازح من مدينة غزة يبلغ من العمر 27 عامًا، وكان موجودًا في المستشفى عندما استخدمت عناصر الأمن الهراوات لإخلاء الساحة من المتجمهرين.
أدرعي والبروباغندا الإسرائيلية
وإلى جانب الادعاءات المضللة والتنصل من المجازر التي ينفذها جيش الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة، يعمل أفيخاي أدرعي على الترويج للبروباغندا الإسرائيلية من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعمد ربط الفصائل الفلسطينية تحديدًا حركة حماس بتنظيم داعش، في محاولة لتبرير الجرائم الإسرائيلية في القطاع.
إذ شارك في أكتوبر الفائت، صورةً لعلم راية التوحيد الإسلامية السوداء مرفقًا إياها بعبارة "صورة لعلم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي والذي تم كشفه من بين عتاد مخربي حماس الذين تسللوا الى كيبوتس صوفا في غلاف غزة".
وأوضح مسبار، حينها، في تقريرٍ موسع أن عدة مؤشرات في الصور تُشير إلى أن الادعاء مضلل، ويُثير شكوكًا حول العثور عليه بين عتاد عناصر المقاومة.
أفيخاي أدرعي ينشر صورًا تذكارية ويدعي أنها من تدريب حماس للأطفال على حمل السلاح
كما نشر أفيخاي أدرعي وحسابات إسرائيلية أخرى، مطلع يناير الفائت، صورًا ادعى أنها تُظهر تدريبات نظمتها حركة حماس في قطاع غزة، لتربية الأطفال على حمل السلاح منذ الصغر.
لكن تحقق مسبار بين أن الادعاء مضلل، إذ إن الصور تعود في الأصل إلى معرض أقامته كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، أتاحت من خلاله للجماهير التعرف على أبرز الأدوات والمعدات العسكرية التي تمتلكها، في فعالية أطلقت عليها "المقاومة صورة وتذكار" نظمتها في محافظات قطاع غزة الخمس، في ثالث ورابع أيام عيد الأضحى المبارك الفائت، وتحديدًا منذ 30 يونيو/حزيران 2023، وليس من تدريب الأطفال على حمل السلاح في غزة.
ادعاء مضلل حول اعتقال عناصر من حركة حماس
ونشر أفيخاي أدرعي في 14 ديسمبر الفائت، مشاهد ادّعى أنها لـ"استسلام أكثر من 70 ناشطًا حمساويًّا مع أسلحتهم لقوات الجيش الإسرائيلي والشاباك في منطقة مستشفى كمال عدوان في غزة".
إلا أن تحقّق مسبار كشف أن الأشخاص الظاهرين في المشاهد هم مدنيون وأطباء كانوا موجودين في مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، خلال التوغل البري الإسرائيلي الجاري، وليسوا عناصر من المقاومة سلّموا أنفسهم.
أساليب الدعاية الإسرائيلية لدى أفيخاي أدرعي
وأوضح مسبار في تقريرٍ سابق الأسلوب الذي يعتمده أفيخاي أدرعي في الترويج للدعاية الإسرائيلية من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يواكب أدرعي الأحداث السياسية والاجتماعية والمناسبات الدينية، ويستغلّها لإيصال رسائله إلى العرب والفلسطينيين، عبر منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي. تجدون كافة تفاصيل التقرير عبر هذا الرابط.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف أثر توظيف إسرائيل للذكاء الاصطناعي على حياة الفلسطينيين وسردياتهم؟