يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، لليوم الـ151 على التوالي. وقد رافقت هذه الحرب العديد من الشائعات التي طاولت مسؤولين في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وانتشرت في شكل تصريحات زائفة منسوبة إليهم أو صور ومقاطع فيديو مضللة ارتبطت بهم خلال الأحداث الجارية، وتحقق منها مسبار. نستعرض في هذا المقال عددًا منها.
ادعاءات مضللة ارتبطت بيحيى السنوار
كان يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، الشخصية التي ارتبطت بها عدة ادّعاءات مضللة خلال الحرب الجارية على غزة. من بينها مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه من لقاء حديث للسنوار يظهر فيه وهو يردُّ على جيش الاحتلال بعد تهديده له، ويتحداه أنّ يغتاله، ولكن تبيّن أنه يعود إلى مايو/أيار عام 2021، وهو من لقاء صحفي ليحيى السنوار، حينها.
كما انتشر مقطع فيديو في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، ادعى متداولوه أنّه لأول ظهور ليحيى السنوار، منذ بدء الحرب، إلا أنه يعود إلى 31 مايو عام 2021، ويوثق ظهوره في لقاء صحفي، خلال زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، إلى قطاع غزة.
وانتشر مقطع فيديو قال متداولوه إنّه لأول ظهور للسنوار، بعد بدء سريان الهدنة المؤقتة، آنذاك، لكن وجد مسبار أنه منشور منذ السادس من مايو الفائت، وهو من لقاء جمع يحيى السنوار مع الشيخ جبر عمار، القيادي الذي كان مبعدًا في السودان.
وانتشرت حديثًا، صورة ادّعى ناشروها أنها لاعتقال الجيش الإسرائيلي، يحيى السنوار، لكن بالبحث وجد مسبار أنّ الجيش الإسرائيلي لم يُعلن عن اعتقال السنوار، كما نفت وسائل إعلام إسرائيلية الادعاء وأكدت عدم اعتقاله.
كما انتشر مقطع فيديو للسنوار، ادعى متداولوه أنه لتصريحات حديثة له، تحدث فيها عن نتائج الحرب الجارية في غزة، إلا أن تحقق مسبار كشف أنه يعود إلى عام 2021، وهو من كلمة للسنوار بعد عملية "سيف القدس" ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، آنذاك.
إضافة إلى ذلك، انتشر مقطع فيديو قال ناشروه إنه من خطاب حديث للسنوار يهاجم فيه الحكام العرب، ولكن تبيّن أنه يعود إلى مايو 2021، خلال لقائه مع الكتّاب والأكاديميين والأساتذة في جامعات بغزة، آنذاك.
ادعاءات مضللة طاولت إسماعيل هنية
من جهة أخرى، رصد مسبار العديد من الشائعات التي ارتبطت برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، منها مقطع فيديو ادعى ناشرون أنه يظهر هنية وهو يتزين ويستعد لإحدى المناسبات بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة، ولكن تبيّن أنه يعود إلى يونيو/حزيران عام 2021، من زيارة هنية، إلى موريتانيا، آنذاك.
كما اننتشر مقطع فيديو ادعت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أنه يوثّق ظهورًا حديثًا لهنية، وهو يتجول في أسواق الدوحة في قطر، ولكن مسبار توصل إلى أنه يعود إلى 23 ديسمبر/كانون الأول عام 2016.
وانتشرت صورة مضللة ادّعى ناشروها أنّها تظهر تقبيل اسماعيل هنية يد جندي في الجيش الإسرائيلي، ولكن تبين أنها توثق تقبيله يد عنصر من كتائب القسام في الرابع من إبريل/نيسان عام 2015، خلال وجوده في أحد المواقع العسكرية التابعة لكتائب القسام، على الحدود الشمالية لقطاع غزة.
كما انتشر مقطع فيديو لهنية بعد الإعلان عن الهدنة الإنسانية المؤقتة في نوفمبر الفائت، وظهر فيه وهو يشكر إيران، ولكنه من خطاب ألقاه هنية في مايو 2021 ولا علاقة له بالحرب الجارية.
ونسب لهنية تصريح زائف تداولته العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه "سوف ندمر غزة أكثر من تدمير الاحتلال لها، إن لم يكن لحماس دور بالمرحلة القادمة".
ادعاءات مضللة حول مسؤولي حماس
وفي السياق، ارتبطت عدة ادعاءات مضللة بمسؤولين آخرين من حماس، منهم صالح العاروري، حيث تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو زعموا أنه يُظهر لحظة اغتياله مساء الثلاثاء الثاني من يناير/كانون الثاني، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلا أن مسبار كشف أن المشاهد تعود للحظة تفجير منزل الأسير الفلسطيني خالد خروشة في محيط مخيم عسكر شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية.
كما انتشر خبر زائف مفاده اغتيال القيادي في حركة حماس، خليل الحية، إلى جانب نائب رئيس مكتب المكتب السياسي للحركة صالح العاروري.
وانتشر مقطع فيديو زعم متداولوه أنه يظهر القيادي في حركة حماس غازي حمد وهو يشتم غزة خلال مقابلة له مع صحفي أميركي، ولكن تبين أن مقطع الفيديو معدل بإضافة صوت خارجي عليه، وهو مجتزأ من مقابلة غازي حمد مع هيئة البث البريطانية بي بي سي، في 26 أكتوبر الفائت.
وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادعاءً مفاده أن خليل الحية، قال إنّ الحركة أمهلت الاحتلال شهرين لإنهاء الحصار على قطاع غزة، ولكن تبيّن أن التصريح قديم وأدلى به الحية في 20 سبتمبر/أيلول 2020، وليس بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة.
اقرأ/ي أيضًا
كيف أثر توظيف إسرائيل للذكاء الاصطناعي على حياة الفلسطينيين وسردياتهم؟
مجزرة دوار النابلسي: دلائل ومؤشّرات تدين الاحتلال الإسرائيلي