` `

تحايل إسرائيلي على حملات المقاطعة بوضع أسماء بلدان أخرى على منتجات التمور

أحمد كحلاني أحمد كحلاني
أعمال
12 مارس 2024
تحايل إسرائيلي على حملات المقاطعة بوضع أسماء بلدان أخرى على منتجات التمور
مظاهرة لمقاطعة إسرائيل في فرنسا (Getty)

منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، تتزايد الدعوات العربية والدولية لحملات مقاطعة على مختلف الأصعدة للمنتجات الإسرائيلية بشكلٍ خاص، ولمنتجات الشركات الداعمة لإسرائيل بشكلٍ عام، وحثها على سحب دعمها ومساهمتها المباشرة وغير المباشرة في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

وبالتزامن مع بدء شهر رمضان وجد "مسبار" عددًا من الحملات التي تركزت خلال الأيام الفائتة على التمور الإسرائيلية وترويج الشركات الإسرائيلية لها في العالم، وتبين وجود محاولات لتضليل جمهور المُقاطعة بتغيير ملصق بلد المنشأ للمنتجات الإسرائيلية، وتحديدًا التمور.

حملات مقاطعة التمور الإسرائيلية بالتزامن مع رمضان 

انطلقت العديد من حملات المقاطعة عربيًّا وعالميًّا داعية إلى مقاطعة التمور الإسرائيلية بالتزامن مع شهر رمضان، ومنها منظمة أصدقاء الأقصى البريطانية، والتي أطلقت حملة دعت فيها المسلمين والمناصرين للقضية الفلسطينية إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، تحديدًا التمور التي ترتفع مبيعاتها خلال هذه الفترة، بسبب زيادة الإقبال على شرائها في شهر رمضان.

وتحت شعار "Check The Label"، حثت المنظمة المواطنين على تفقد ملصقات منتجات التمور عند شرائها، إلى جانب تحذيرها من شراء التمور التي توضع عليها ملصقات تُشير إلى أنها مُستوردة من إسرائيل، أو التي يُضاف إليها ملصق بلد ثانية للتحايل على المقاطعة.

مقاطعة التمور الإسرائيلية

تخوف إسرائيلي من حملات المقاطعة في رمضان 

نشرت صحيفة ذا ماركر الإسرائيلية، في 25 فبراير الفائت، تقريرًا حول التخوفات من مقاطعة التمور الإسرائيلية خلال شهر رمضان الذي يُعدّ ذروة العام لاستهلاك التمور، وبحسب الصحيفة فإن التخوفات من المقاطعة دفعت مجلس النباتات إلى تعليق حملة تسويقية بقيمة 2 مليون شيكل، كان من المفترض أن تروج لتمر المجهول الإسرائيلي في أوروبا استعدادًا لبدء شهر رمضان. 

تخوف إسرائيلي من حملات مقاطعة التمور في رمضان

ووفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة عام 2022، تُنتج إسرائيل نحو 75 في المئة من إجمالي الانتاج العالمي من تمور المجهول الشهيرة.

تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية حول انتاج التمور عالميًا

تغيير ملصق بلد المنشأ للتحايل على حملات المقاطعة

في هذا السياق، وجد مسبار حالات من التضليل التي كشف عنها ناشطون، تمثّلت في تغيير بلد المنشأ الذي يجب أن يُكتب على المنتجات قبل بيعها. إذ نشر حساب منظمة أصدقاء الأقصى على منصة إكس، مقطع فيديو في الثامن من مارس الجاري، قالت فيه إن صناديق التمور كُتب عليها أن بلد المنشأ جنوب أفريقيا في حين تعود هذه التمور لشركات إسرائيلية، ضمن محاولات تضليل جمهور المقاطعة لإسرائيل خلال العدوان على غزة.

تغيير ملصق بلد المنشأ للتمور الإسرائيلية

كما نشر حساب موقع Oumma مقطع فيديو في الأول من مارس الجاري، يظهر فيه تغيير بلد المنشأ إلى الجزائر للتمور التي تُعرض للبيع في فرنسا، وفي الحقيقة هي أيضًا تمور إسرائيلية، وليس كما كُتب على الملصق المُضاف عليها.

تغيير ملصق بلد المنشأ للتمور الإسرائيلية

ولم يقتصر الأمر على أنواع التمور، إذ نشر الحساب نفسه في الثاني من مارس مقطع فيديو، قال إنه يظهر تغيير ملصق بلد المنشأ على الأفوكادو على أنه مستورد من كولومبيا ولكنه في الحقيقة من إسرائيل.

تأثير حملات مقاطعة سابقة على الاقتصاد الإسرائيلي

لا تُعدّ حملات المقاطعة الحالية للمنتجات الإسرائيلية الأولى من نوعها، إذ سبقها حملات  عدة في أعوامٍ مختلفة وكان لها تأثير ملموس على الاقتصاد الإسرائيلي.

وبحسب تقريرٍ أعدته مؤسسة راند كوربوريشن الأميركية عام 2015، حول تكلفة “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، فقد تسببت حملات المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل ما بين عامي 2013 و2014 في خسارة تراكمية للاحتلال تقدر بنحو 15 مليار دولار، مما أدى إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للفرد في إسرائيل بنسبة 3.4 في المئة. 

تكلفة المقاطعة لإسرائيل عام 2014

ولم يقتصر تأثير حملات المقاطعة العربية والعالمية في السنوات السابقة على الإنتاج الاقتصادي الإسرائيلي فقط، بل نجحت بعض حملات إلى دفع شركات عالمية للتراجع عن دعمها لإسرائيل بسبب ضغط المقاطعة.

ومثال عن ذلك، نجحت حملة مقاطعة شركة بوما الألمانية للألبسة الرياضية والتي انطلقت عام 2018، على إجبار الشركة إنهاء عقدها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي وعقدها مع الشركات الإسرائيلية التي تعمل في المستوطنات غير القانونية، والمقامة على أراضي الفلسطينيين، وفقًا لتقريرٍ نشرته وكالة بلومبيرغ في ديسمبر الفائت.

بوما تنهي عقدها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي

الاقتصاد الإسرائيلي خلال العدوان على قطاع غزة

وتُظهر التقديرات الأولية لتبعات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تراجعًا في الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 20 في المئة في الربع الأخير من العام الفائت، إلى جانب انخفاض في الإنتاج المحلي الإجمالي بنسبة 19.4 في المئة.

ويأتي هذا التراجع بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز، لعدة أسباب، منها استدعاء 300 ألف جندي احتياط للخدمة العسكرية لعدة أشهر. 

تراجع الاقتصاد الإسرائيلي خلال العدوان على غزة

 اقرأ/ي أيضًا

هل ستغلق متاجر إتش أند أم ومقاهي ستاربكس في المغرب بسبب حملة المقاطعة؟

ماكدونالدز تقول إنّ المعلومات المضللة أثرت عليها: ما الدوافع وراء حملة المقاطعة؟

الأكثر قراءة