` `

ذا نيويورك تايمز تعترف بهشاشة رواية مصدر اعتمدت عليه في تحقيقها عن العنف الجنسي في 7 أكتوبر

فراس دالاتي فراس دالاتي
أخبار
27 مارس 2024
ذا نيويورك تايمز تعترف بهشاشة رواية مصدر اعتمدت عليه في تحقيقها عن العنف الجنسي في 7 أكتوبر
مقطع فيديو يكشف زيف رواية المسعف الذي اعتمدت الصحيفة على شهاداته (Getty)

ألقت صحيفة ذا نيويورك تايمز الأميركية ظلالًا من الشك على تقاريرها حول حوادث اعتداء جنسي مزعومة وقعت خلال الهجمات التي قادتها حماس وفصائل فلسطينية أخرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك من خلال الاعتراف بأن لقطات فيديو جديدة تبدو أنها تتناقض مع رواية مسعف إسرائيلي سبق للصحيفة أن نقلت شهاداته.

وتظهر اللقطات المأخوذة من كاميرا جندي إسرائيلي، كان يوم السابع من أكتوبر في كيبوتس بئيري، حيث من المفترض أن يحدث الاعتداء المزعوم، جثث ثلاث ضحايا من النساء، بكامل ملابسهن، ولا توجد عليها علامات واضحة للعنف الجنسي، وفقًا للصحيفة الأميركية. وبحسب ما ورد للصحيفة عُرضت الجثث في منزل يعتقد العديد من سكان بئيري أن الاعتداءات وقعت فيه.

مقال لصحيفة ذا نيويورك تايمز حول فيديو لجندي إسرائيلي قوض رواية مسعف عن وجود اعتداء جنسي في كيبوتس بئيري
مقال لصحيفة ذا نيويورك تايمز حول فيديو لجندي إسرائيلي قوض رواية مسعف عن وجود اعتداء جنسي في كيبوتس بئيري

وسائل إعلام نقلت رواية المسعف دون تدقيق

وفي 28 ديسمبر/كانون الأول من العام الفائت، نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز تحقيقها الاستقصائي الأشهر والأكثر إثارة للجدل مؤخرًا بعنوان "صرخات من دون كلمات: كيف استخدمت حماس العنف الجنسي كسلاح في 7 أكتوبر"، قالت فيه إن مسعفًا إسرائيليًا -لم تذكر اسمه- وهو جزء من وحدة كوماندوز إسرائيلية، اكتشف جثتي فتاتين مراهقتين تعرضتا لاعتداءات جنسية.

وكانت وكالة أسوشيتد برس وشبكة سي إن إن وصحيفة ذا واشنطن بوست من بين العديد من وسائل الإعلام التي نشرت روايات مماثلة مصدرها المسعف العسكري الإسرائيلي المجهول، ذاته.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، نفت ميخال بايكين، المتحدثة باسم كيبوتس بئيري، أن تكون اثنتين من الفتيات، وهما شقيقتان، قد تعرضتا لاعتداء جنسي. إذ قالت في تصريحات لموقع ذا إنترسبت الأميركي "أنت تتحدث عن الفتيات من عائلة شرابي؟ لا، لقد تم إطلاق النار عليهن ولم يتعرضن للاعتداء الجنسي".

 المتحدثة باسم كيبوتس بئيري تنفي تعرض شقيقتين للاعتداء الجنسي في السابع من أكتوبر
 المتحدثة باسم كيبوتس بئيري تنفي تعرض شقيقتين للاعتداء الجنسي في السابع من أكتوبر

كما أنكرت جيليان بريسلي، جدة الفتيات، هذه المزاعم. وقالت للقناة 12 الإسرائيلية "لقد تم إطلاق النار عليهما فقط، ولم يحدث لهما أي شيء آخر".

وردًّا على مقطع الفيديو الجديد، قال سكان الكيبوتس لصحيفة ذا نيويورك تايمز إنه لم يكن هناك سوى منزل واحد في بئيري قُتلت فيه فتاتان مراهقتان، ولهذا السبب خلصوا إلى أن الفتاتين لم تتعرضا للاعتداء الجنسي. وقالت نيلي بار سيناي، عضو مجموعة الكيبوتس التي حققت في مزاعم الاعتداء الجنسي في المنزل، إن "هذه القصة كاذبة".

ورفض المسعف الذي لم يذكر اسمه، والذي شكلت شهادته جزءًا أساسيًا من تحقيق ذا نيويورك تايمز الذي نُشر نهاية العام الفائت، إخبار الصحيفة الأميركية ما إذا كان لا يزال متمسكًا بشهادته. وفي وقت لاحق، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن المسعف متمسك بشهادته، لكنه ربما أخطأ في تذكر المكان الذي رأى فيه الفتيات المراهقات.

تداعيات تحقيق ذا نيويورك تايمز حول العنف الجنسي

يذكر أن تحقيق ذا نيويورك تايمز حول العنف الجنسي "الممنهج" في السابع من أكتوبر شهد انتقادات واسعة، منذ لحظة نشره ولم تنتهِ تداعياتها حتى الآن. إذ كان آخر تلك التبعات ما كشفته مجلة فانيتي فير الأميركية عن أن الصحيفة تجري تحقيقًا داخليًا بشأن تسرب تقرير في موقع ذا إنترسبت، حول حلقة لم يتم بثها بعد من بودكاست ذا ديلي الذي تنتجه الصحيفة، كان من المقرر أن تتناول الادعاءات المثيرة للجدل حول العنف الجنسي الذي اتهمت حماس بممارسته في السابع من أكتوبر من زاوية نقدية، لكنها مُنعت من البث تحت ضغط منظمة "كاميرا" الإسرائيلية لمراقبة الإعلام.

وبحسب مصادر تحدثت لفانيتي فير، فقد استدعت إدارة ذا نيويورك تايمز في الأسابيع الأخيرة، ما لا يقل عن عشرين موظفًا، بما في ذلك منتجو بودكاست ذا ديلي، إلى اجتماعات في محاولة لفهم كيفية تسرب التفاصيل الداخلية حول عملية تحرير البودكاست إلى العلن. وتقود عملية التحقيق شارلوت بيرندت، مديرة السياسات والتحقيقات الداخلية في الصحيفة.

تقرير مسبار حول تحقيق ذا نيويورك تايمز مع موظفيها بعد تسريبات تحقيق نشرته حول العنف الجنسي في السابع من أكتوبر
تقرير مسبار حول تحقيق ذا نيويورك تايمز مع موظفيها بعد تسريبات تحقيق نشرته حول العنف الجنسي في السابع من أكتوبر

كما أكد مسؤولون رفيعو المستوى في ذا نيويورك تايمز في وقتٍ سابق من الشهر الفائت أنهم يحققون مع أنات شوارتز، التي ساهمت في إعداد التحقيق المُشار إليه حول العنف الجنسي المزعوم، وتقارير عديدة أخرى لصالح الصحيفة، بعد أن تبين أن الإعلامية وصانعة الأفلام الإسرائيلية المستقلة أُعجبت بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إسرائيل إلى تحويل قطاع غزة "إلى مسلخ" ومضامين أخرى تدعو للإبادة وتهزأ من الفلسطينيين.

وقالت دانييل رودس ها، المتحدثة باسم ذا نيويورك تايمز، لصحيفة ديلي بيست “نحن مدركون لحقيقة أن الصحفية المستقلة في إسرائيل التي عملت مع التايمز قد أبدت إعجابها بالعديد من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي. إن هذه الإعجابات تعد انتهاكات غير مقبولة لسياسة مؤسستنا. ونحن نقوم حاليًا بمراجعة الأمر”.

وبحسب ما ورد، فإن شوارتز، التي عملت على القصة مع ابن أخيها آدم سيلا البالغ من العمر 24 عامًا والمراسل الدولي، الحائز على جائزة بوليتزر في الصحافة، في صحيفة نيويورك تايمز جيفري جيتلمان، أعجبت أيضًا بمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعو إسرائيل إلى إعدام الفلسطينيين إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة، وقالت إن الغربيين كان عليهم أن يكونوا "خائفين"، للاعتقاد بأن حماس مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال تقرير للأمم المتحدة صدر في وقت سابق من شهر مارس/آذار الجاري، والذي تم انتقاده لاعتماده إلى حد كبير على مصادر حكومية إسرائيلية، إن هناك "أسباب معقولة" و"أدلة ظرفية" قد تكون مؤشرًا على بعض أشكال العنف الجنسي. لكن التقرير خلص إلى أن “ادعاءين على الأقل بالعنف الجنسي تم تداولهما على نطاق واسع في وسائل الإعلام”، ومن المفترض أنهما حدثا في كيبوتس بئيري، “لا أساس لهما”.

وكتب علي أبو نعمة، المدير التنفيذي لموقع Electronic Intifada، في مقال: “حتى الآن، انهار كل عنصر تقريبًا من عناصر ”صرخات بلا كلمات"، جنبًا إلى جنب مع بقية دعاية الاغتصاب الجماعي في إسرائيل. ومع ذلك، تواصل صحيفة ذا نيويورك تايمز وقوفها إلى جانب مقال يجب - بأي معيار من معايير الصحافة الأخلاقية - سحبه بالكامل".

اقرأ/ي أيضًا:

ذا نيويورك تايمز تحقّق مع موظّفيها بعد تسريبات حول تحقيق يخص العنف الجنسي في 7 أكتوبر

تحقيق لذا نيويورك تايمز حول العنف الجنسي تحت المساءلة بعد ثبوت دعم إحدى مُعداته لإبادة الفلسطينيين

الأكثر قراءة