في الأوّل من إبريل/نيسان الجاري، استهدف قصف مجهول المصدر مبنى قنصليًا مجاورًا لمبنى السفارة الإيرانية في دمشق. وأسفر الهجوم عن مقتل 13 شخصًا، بينهم ضابطين وخمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني. واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء القصف، فيما لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنه.
وفي أعقاب الهجوم المميت، توعّدت إيران على لسان مرشدها الأعلى، إسرائيل بالرد على "العدوان ضد القنصلية الإيرانية في دمشق".
وتحسبًا للرد الإيراني، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات مضلّلة، رصد مسبار مجموعة منها وكشف حقيقتها.
يستعرض هذا التقرير أبرز الادعاءات التي انتشرت عقب الهجوم، الذي تعرّضت له قنصلية إيران في دمشق.
إسرائيليون يحتمون داخل الملاجئ تحسّبًا لقصف إيراني
بالتزامن مع تشييع ضحايا استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، تداولت حسابات على موقع التواصل إكس، صورة لتجمّع أشخاص من مختلف الفئات العمرية داخل غرفة جدرانها بيضاء، وادّعت أنّها لإسرائيليين هربوا إلى الملاجئ خوفًا من قصف إيراني محتمل.
وكشف تحقيق مسبار أنّ الصورة بالفعل لإسرائليين داخل ملجأ في تل أبيب، لكنها قديمة ولا علاقة لها بالهجوم الإسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق.
والتقط الصورة صحافي إسرائيلي يُدعى إيلون ليفي داخل ملجأ المبنى السكني الذي يقيم فيه، في مايو/أيار عام 2021، عندما أطلقت حماس صواريخ باتجاه تل أبيب.
شاحنات أسلحة إيرانية تعبر إلى سوريا قادمة من العراق
في أعقاب هجوم قنصلية دمشق، نشرت حسابات على إكس صورة شاحنات عسكرية محملة بالسلاح وادّعت أنّها شاحنات إيرانية، تحمل أنواعًا مختلفة من الأسلحة وتعبر الحدود إلى سوريا قادمة من العراق.
عندما تحقّق مسبار من الادعاء، اتضح أنّ مصوّرًا يُدعى عابدين طاهر كناره، التقط الصورة في العاصمة الإيرانية طهران، في 18 إبريل عام 2019، خلال الاحتفالات المخلّدة لـ"يوم الجيش الوطني".
رئيس إيران يتفقّد صواريخ بالستية بعيدة المدى
تداولت حسابات على منصتي إكس وفيسبوك صورة يقف فيها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وكلٌّ من وزير الدفاع وقائد القوات الجوية الإيرانيين أمام ترسانة صواريخ. وزعمت الحسابات أنّ الصورة التُقطت بعد هجوم قنصلية دمشق، أثناء تفقّد الرئيس الإيراني الصواريخ البالستية بعيدة المدى، استعدادًا للرد على الهجوم الإسرائيلي، الذي أودى بحياة الضابطين الإيرانيين والمستشارين العسكريين الخمسة.
وأظهر تحقيق مسبار أنّ الصورة لم تلتقط بعد هجوم قنصلية دمشق، بل التقطت في 23 أغسطس/آب من العام الفائت في طهران، خلال الكشف عن نسخة متطوّرة من مسيرات “مهاجر 10”، الشبيهة بمقاتلات أم كيو-9 ريبر الأميركية، وإعلان دخولها الخدمة.
صورة استنفار القوات الإيرانية استعدادًا للرد على هجوم قنصلية دمشق
في السادس من إبريل الجاري، أي بعد خمسة أيّام على هجوم القنصلية، تداولت حسابات على إكس صورة ادّعت أنّها لقوات من الحرس الثوري الإيراني وهي في حالة تأهّب قصوى، استعدادًا للرد على هجوم إسرائيل.
لكن وجد مسبار أنّ الصورة من كوريا الشمالية، وأنّها التقطت في إبريل عام 2017، أثناء استعراض عسكري أقيم بمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الجيش الشعبي الكوري.
صورة لرفع إيران جاهزيتها استعدادًا للرد على إسرائيل
شاركت حسابات على إكس، يوم أمس السبت، صورة توثّق عملية نقل للصواريخ وادّعت أنّها تُظهر استعدادت إيرانية للرد على الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق.
بحث مسبار عن أصل الصورة، ووجد أنّ حسابات إخبارية نشرتها في فبراير/شباط من العام الجاري، وقالت إنّها لصواريخ بالستية استخدمتها إيران في مناورات "الرسول الأعظم 18".
اقرأ/أيضًا
الصورة قديمة وليست لحريق اندلع في مصافي النفط في حيفا إثر قصف لفصائل عراقية