انتقدت رابطة الصحافة الأجنبية (FPA)، إسرائيل، لمنعها الصحفيين الدوليين من الوصول إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن تل أبيب تحاول منع بقية العالم من رؤية حجم الدمار الذي أحدثه جيش الاحتلال.
الحظر الإسرائيلي يحد من قدرة العالم على رؤية الحقيقة في غزة
ودعا بيان للرابطة، السلطات الإسرائيلية، إلى منح وسائل الإعلام الدولية حق الوصول "الموسع وغير المقيد" إلى غزة، بعد ستة أشهر من منع دخول المراسلين الدوليين.
وقالت الرابطة إنها "تشعر بالقلق لأنه بعد مرور ستة أشهر على الحرب بين إسرائيل وحماس، تواصل إسرائيل منع المراسلين الدوليين من دخول أي جزء من قطاع غزة بشكل مستقل"، مشيرة إلى أن منع وصول الصحافة المستقلة إلى منطقة الحرب لهذه الفترة الطويلة "غير مسبوقة".
وأضاف البيان أن ذلك "يثير تساؤلات حول ما لا تريد إسرائيل أن يراه الصحفيون الدوليون".
وأكد البيان على أن السلطات الإسرائيلية رفضت مرارًا وتكرارًا مناشدات الصحفيين الدوليين للسماح لهم بالوصول في اجتماعات خاصة وفي حكم للمحكمة العليا، مستشهدة بمجموعة متنوعة من الحجج الأمنية واللوجستية. موضحًا أن جيش الاحتلال منح عددًا صغيرًا من الفرص لعدد أقل من وسائل الإعلام لدخول غزة تحت حراسة عسكرية.
وكشفت الرابطة أن الحظر الشامل حد من قدرة العالم على رؤية التكلفة الحقيقية للحرب على جميع الأطراف.
إسرائيل تمنع وصول الصحفيين الأجانب لنشر روايتها المضللة
وتمنع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة من اندلاع الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وجاءت التقارير المروعة التي شهدها العالم من صحفيين فلسطينيين في غزة، والذين يتعين عليهم الموازنة بين سلامتهم وكذلك سلامة عائلاتهم وواجب توثيق الهجمات والفظائع والحياة اليومية مع استمرار الحرب، إذ يواجهون نفس المشاكل وصعوبات الحياة التي يواجهها سكان القطاع.
وتستغل إسرائيل غياب الصحفيين الدوليين عن قطاع غزة للترويج لرواياتها المضللة، التي تحجب الانتهاكات والمجازر التي ترتكبها بحق الفلسطينيين. فهي من ناحية تلقي بظلال من الشك على الرواية الفلسطينية للأحداث، ومن ناحية أخرى تقدم رواياتها على أنها الحقيقة، على الرغم من أنها أثبتت زيفها في مرات عدة..
وأفادت تقارير صحافية، أن منح حرية الوصول للصحفيين المستقلين لتقديم التقارير من الأرض أمر ضروري لضمان التغطية الإعلامية الموضوعية، وإعلام العالم بشأن الأعمال العدائية الجارية، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني، وحماية المدنيين.
وأكدت أن الحظر الإسرائيلي المستمر على دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، يحجب عن العالم حقيقة ما يحدث في الواقع.
توثيق تحت الحراسة العسكرية
وقد سمحت إسرائيل لعدد قليل من وسائل الإعلام بدخول غزة تحت حراسة عسكرية، أثناء جولات واقتحامات لقوات الاحتلال داخل القطاع، وقدموا بعض الروايات المنحازة والمضللة، مثل عملية اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، وسط مدينة غزة، يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، والتي رافقهم فيها فريق من شبكة فوكس نيوز الأميركية لتوثيق العملية.
وكشف "مسبار"، حينها، وجود فرق وتلاعب بين المشاهد التي عرضها الجيش الإسرائيلي ومشاهد فوكس نيوز التي توثق العملية.
محكمة إسرائيلية ترفض طلبًا لدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
وفي يناير/كانون الثاني الفائت، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلبًا تقدمت به رابطة الصحافة الأجنبية في القدس للسماح للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بالوصول بشكل مستقل إلى غزة، بحجة "مخاوف أمنية".
وأدان الاتحاد الدولي للصحفيين الحكم وكرر دعوته للمحكمة والحكومة الإسرائيلية للسماح لوسائل الإعلام الأجنبية بدخول غزة لضمان التغطية المستقلة والتوقف عن انتهاك حرية الصحافة.
وأوضح الاتحاد أنه "يشعر بالقلق من أن إطالة أمد الحظر يسهم في السيطرة العسكرية الإسرائيلية على التغطية الإعلامية الدولية للحرب في غزة".
غوتيريش يطالب بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
وعقب بيان رابطة الصحافة الأجنبية، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أيضًا، يوم الإثنين الثامن من إبريل/نيسان الجاري، إسرائيل، بالسماح للصحفيين الأجانب بدخول قطاع غزة.
وقال غوتيريش في تغريدة عبر حسابه على موقع إكس "حرب المعلومات التي أضيفت إلى صدمة الحرب في غزة، أدت إلى حجب الحقائق وتوجيه اللوم". مضيفًا أن منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة يسمح بازدهار المعلومات المضللة والروايات الكاذبة.
إسرائيل تستهدف الصحفيين خلال الحرب على غزة
وقتلت إسرائيل عشرات الصحفيين الفلسطينيين في غزة واستهدفت عائلاتهم ومنازلهم بالصواريخ خلال الحرب المستمرة على القطاع. بالإضافة إلى ذلك، أصيب العديد من الصحفيين، مما حال دون قيامهم بواجبهم على الأرض، واستدعى إجلاء بعضهم من قطاع غزة لتلقي العلاج.
وأدان خبراء الأمم المتحدة ومنظمات دولية قتل ومهاجمة واعتقال الصحفيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصةً في غزة خلال في الأشهر الأخيرة.
اقرأ/ي أيضًا
صحفيون استقصائيون وليس هاكر عربي من كشف هوية قائد الوحدة 8200 الاستخباراتية الإسرائيلية
الاحتلال استهدف النازحين والطواقم الطبية في مجمع الشفاء خلافًا للمزاعم الإسرائيلية