` `

الغارديان: وثائق تكشف جهودًا حكومية إسرائيلية للتأثير على الأميركيين خلال الحرب على غزة

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
25 يونيو 2024
الغارديان: وثائق تكشف جهودًا حكومية إسرائيلية للتأثير على الأميركيين خلال الحرب على غزة
(Getty) طلاب يهتفون لفلسطين خلال احتجاج ضد الحرب على غزة - الولايات المتحدة

في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران الجاري، نشرت صحيفة ذا غارديان البريطانية، تقريرًا رصدت فيه جهودًا إسرائيلية مكثفة لإعادة تشكيل الخطاب الأميركي فيما يخص الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ذكرت الصحيفة أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أسابيع قليلة من بدأ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استدعى الكنيست الإسرائيلي عميحاي شيكلي، وزير المساواة الاجتماعية، وذلك لإطلاع النواب على ما يمكن القيام به بشأن "تصاعد العداء لإسرائيل" في الولايات المتحدة، وخاصة وسط الشباب في الجامعات الأميركية. وقال شيكلي أمام جلسة في الكنيست الإسرائيلي "لقد قلتها من قبل وأكرر ذلك مرة أخرى، أعتقد أنه ينبغي علينا أن نكون في موقف هجوم، خاصة في الولايات المتحدة".

برنامج سرّي لمواجهة منتقدي إسرائيل

تقول ذا غارديان إن شيكلي قاد حملة إسرائيلية منظمة لمواجهة منتقدي إسرائيل، حيث أكد لنواب الكنيست الإسرائيلي أن هنالك أموالًا جديدة خصصت من الميزانية لحملة ردع ضد منتقدي إسرائيل وهي منفصلة عن حملات العلاقات العامة التقليدية والمحتوى الإعلاني الذي تدعمه الحكومة الإسرائيلية لتحسين صورة إسرائيل. وأضاف شيكلي أن حملة العلاقات العامة الجديدة تتضمن 80 برنامجًا مختلفًا للتأثير السياسي والإعلامي.

وأفادت الصحيفة بأن من ضمنها برنامجًا دعائيًا يسمى "كيلا شلومو" صمم بهدف ما أسمته إسرائيل “أنشطة تشكيل الوعي الجماهيري" التي تستهدف إلى حد كبير الولايات المتحدة وأوروبا، وبشكل خاص الشباب في الجامعات الأميركية. وسعى البرنامج أيضًا لإعادة تعريف معاداة السامية في القانون الأميركي.

من ناحية أخرى، عملت شركة تُدعى “كونسرت"، وأصبحت تعرف الآن باسم “أصوات إسرائيل” مع مجموعات تقود حملة لتمرير ما يسمى بقوانين “مناهضة مقاطعة إسرائيل”، التي تعاقب الأميركيين على المشاركة في المقاطعة أو غيرها من الاحتجاجات غير العنيفة لإسرائيل. وقالت ذا غارديان بأنه في الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول حتى مايو/أيار، أشرف شيكلي على ما لا يقل عن 32 مليون شيكل، أو حوالي 8.6 مليون دولار، أنفقت على مساعي الحكومة الإسرائيلية لإعادة صياغة النقاش الأميركي العام بما بتناسب مع المصالح الإسرائيلية.

حملات ضغط من مؤسسات تعمل مع وزارة المساواة الإسرائيلية

تقول ذا غارديان بأنه لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى حقق “معهد دراسة معاداة السامية والسياسة العالمية" (ISGAP) انتصارًا كبيرًا، والمعهد هو إحدى مجموعات الضغط الأميركية، ينسق بشكل وثيق مع وزارة المساواة الإسرائيلية. ففي جلسة استماع بالكونغرس في ديسمبر/كانون الأول الفائت، حول مزاعم معاداة السامية بين الطلاب المتظاهرين ضد الحرب، استشهد عدة نواب جمهوريين بأبحاث المعهد المذكور في استجواباتهم لرؤساء الجامعات. وانتهت الجلسة بمواجهة للنائبة إليز ستيفانيك مع رئيسة جامعة هارفارد، آنذاك، كلودين غاي، التي استقالت لاحقًا من منصبها بعد موجة من الانتقادات.

كما ذكرت الصحيفة، أن من بين المجموعات الأميركية الأخرى المرتبطة بشركة "أصوات إسرائيل" كان المجلس الوطني لتمكين السود، الذي نشر رسالة مفتوحة موقعة من سياسيين ديمقراطيين سود تعهدوا فيها بالتضامن مع إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى مجموعة أخرى مؤيدة لإسرائيل تُدعى “سايبر ويل" (CyberWell)، يقودها مسؤولون سابقون في المخابرات العسكرية الإسرائيلية وشركة “أصوات إسرائيل"، وقد فرضت نفسها كشريك "موثوق به" لمنصة تيك توك، وشركة ميتا المالكة لمنصتي فيسبوك وإنستغرام، لتساعدهما في فحص المحتوى وتحريره. وفي تقرير حديث، ضغطت "سايبر ويل" على شركة ميتا لإزالة الشعار الشعبي المتداول “من النهر إلى البحر فلسطين حرة ".

التأثير الإسرائيلي في السياسة الأميركية

كشفت صحيفتا “هآرتس" الإسرائيلية و"ذا نيويورك تايمز" الأميركية، حديثًا، أن وزارة شيكلي استعانت بشركة علاقات عامة للضغط سرًا على المشرعين الأميركيين. حيث استخدمت الشركة مئات الحسابات المزيفة لنشر محتوى مؤيد لإسرائيل أو معادٍ للمسلمين على منصات "إكس" (تويتر سابقًا)، وفيسبوك، وإنستغرام.

واستعرض تقرير "ذا غارديان" الاستقصائي، جلسات الاستماع الحكومية الأخيرة، وملفات الشركات الإسرائيلية، وفواتير المشتريات، وسجلات عامة أخرى. وكشف بأنه على الرغم من أن الأفراد والمؤسسات الخاصة يُمولون بشكل رئيسي العديد من المنظمات المؤيدة لإسرائيل، إلا أن السجلات تشير إلى مشاركة كبيرة للحكومة الإسرائيلية في السياسة الأميركية المتعلقة بحرب غزة، وحرية التعبير في حرم الجامعات الأميركية.

كما نقلت الصحيفة عن إيلي كليفتون، أحد كبار المستشارين في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، قوله "هناك تركيز على مراقبة الخطاب الأميركي حول العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وحتى الحوارات الدائرة في الجامعات الأميركية، وهذا يمتد إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وأضاف كليفتون أنه من الصعب العثور على دولة أجنبية تعمل على التأثير في النقاش السياسي في الولايات المتحدة بمثل الطريقة التي تفعلها إسرائيل.

اقرأ\ي أيضًا:
دور رابطة مكافحة التشهير في إسكات الأصوات المناهضة لإسرائيل
ماهي أبرز منظمات وجماعات الضغط الإسرائيلية الناشطة حول العالم؟

الأكثر قراءة