` `

جيش الاحتلال يستخدم المدنيين كدروع بشرية خلافًا للادعاءات الإسرائيلية

هاجر عبيدي هاجر عبيدي
أخبار
24 يوليو 2024
جيش الاحتلال يستخدم المدنيين كدروع بشرية خلافًا للادعاءات الإسرائيلية
مشاهد وتقارير توثق استخدام جيش الاحتلال لللمدنيين كدروع بشرية (Getty)

نشرت وسائل الإعلام ليلة أمس الأربعاء 24 يوليو/تموز الجاري، صورة توثّق تقييد جيش الاحتلال الإسرائيلي لشاب فلسطيني ووضعه على مقدمة آلية عسكرية خلال محاصرة شقة في منطقة عزبة الجراد بمدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، وأفادت بأن جيش الاحتلال استخدم الشاب كدرع بشري خلال عملية اقتحامه للمنطقة.

الجيش الإسرائيلي يستخدم شابًا كدرع بشري في طولكرم
الجيش الإسرائيلي يستخدم شابًا كدرع بشري في طولكرم

واقتحم جيش الاحتلال منطقة عزبة الجراد في طولكرم، مساء أول أمس الثلاثاء، وحاصر مبنى يتحصن فيه مقاومون فلسطينيون.

 جاء هذا الاقتحام عقب انسحاب الجيش من مخيم طولكرم بعد عملية استمرت حوالي 15 ساعة، أسفرت عن ارتقاء خمسة فلسطينيين واحتجاز الجيش لأربعة جثامين منهم، بينهم فتاة.

إسرائيل تنفي استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية

وعلى الرغم من توثيق العديد من الجرائم الإسرائيلية المتعلقة باستخدام شبان وأطفال فلسطينيين كدروع بشرية، سواءً خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، أو خلال الاقتحامات المستمرة لمناطق في الضفة الغربية، ومواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي في استخدام هذا الأسلوب منذ سنوات،  يستمر المسؤولون الإسرائيليون في نفي هذه الاتهامات والتأكيد بأنها "ادعاءات كاذبة"، مدعين أن الجيش الإسرائيلي لا يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية.

ففي مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، في الثاني من يوليو الجاري، ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أنه عندما يرتكب جنود من الجيش الإسرائيلي انتهاكات جسيمة بحق المدنيين الفلسطينيين، تُتخذ بحقهم إجراءات ويتم التحقيق فيها، وقال "عندما تكون هناك مخالفات، يعلن الجيش ذلك ويتخذ إجراءات انضباطية بحق الضباط والجنود"، معتبرًا الانتهاكات مخالفات لقواعد الجيش.

وعرضت مذيعة قناة سكاي نيوز على أدرعي مقطع فيديو يوثق تقييد القوات الإسرائيلية للشاب الفلسطيني مجاهد رائد عبادي، وهو جريح وينزف، ووضعه على مقدمة مركبة عسكرية أثناء مداهمة مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة في 22 يونيو/حزيران الفائت.

ولكنه رد على مقطع الفيديو بالقول "هذا أمر غير مقبول"، مكررًا شعار "الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية" مُضيفًا "هناك قواعد ومبادئ في الجيش، وإذا كانت هناك مخالفات، نتخذ إجراءات انضباطية. هذه تصرفات غير مقبولة ونندد بها ونتخذ إجراءات بحق من يقوم بها"، في محاولة لترويج أن الجريمة كانت فردية ولا تمثل الجيش الإسرائيلي، وأن الجيش لا يرتكب عادةً مثل هذه الجرائم.

أفيخاي أدرعي يدعي أن الجيش لا يستخدم المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية
أفيخاي أدرعي يدعي أن الجيش لا يستخدم المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية

ووجد مسبار أن الادعاءات الإسرائيلية بعدم استخدام المدنيين كدروع بشرية تكررت عدة مرات. من بينها ما ورد على لسان المتحدث الرسمي السابق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية، أوفير جندلمان، في مايو/أيار 2023، الذي كرر حينها الادعاءات التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي لا يستخدم المدنيين كدروع بشرية، وقال "الاتهام باطل وكاذب، الجيش الإسرائيلي لم ولن يستخدم المدنيين كدروع بشرية، الطرف الذي يستخدم مدنيين وأطفال كدروع بشرية هو الطرف الفلسطيني".

أوفير جندلمان ينفي استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين كدروع بشرية
أوفير جندلمان ينفي استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين كدروع بشرية

الاحتلال يعتمد سياسة الدروع البشرية ضد المدنيين الفلسطينيين

وثّقت العديد من وسائل الإعلام عشرات الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، خلال عمليات الاقتحام في الضفة الغربية وخلال الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة منذ حوالي عشرة أشهر، وأظهرت التقارير الدولية أن هذه السياسة يتم اعتمادها بشكل مستمر من قبل الجيش الإسرائيلي، وليست حوادث منفردة كما ادعى أفيخاي أدرعي.

ففي يونيو الفائت، أظهر مقطع فيديو تعمد جيش الاحتلال استخدام شاب فلسطيني جريح يدعى مجاهد عبادي كدرع بشري، حيث تم تقييده على الغطاء الأمامي لسيارة عسكرية كانت تجوب شوارع المدينة.

وأفاد الشاب، لاحقًا، في تصريح لقناة الجزيرة، بأنه أصيب برصاص الاحتلال في كتفه وساقه، وبقي ينزف لمدة ساعتين قبل أن يتعرض للضرب من قبل الجنود على رأسه. وبعد التنكيل به، تم ربطه على مقدمة الآلية العسكرية كدرع بشري، مما أدى إلى إصابته بحروق في منطقة الظهر جراء الحرارة العالية للآلية.

كما استخدم جيش الاحتلال أسيرين فلسطينيين كدروع بشرية، ويظهر في مقطع الفيديو الذي نشرته قناة الجزيرة في 30 يونيو الفائت، تعمد جنود الاحتلال إجبار الأسيرين على ارتداء ملابس عسكرية دون سلاح، وإجبارهما على التجول في منازل مدمرة للبحث عن متفجرات وأنفاق، بعد تثبيت كاميرا مراقبة على جسد أحدهما، وفي حال وجود متفجرات، يكون الأسيران الضحايا الوحيدين، حيث كان جيش الاحتلال متحصنًا داخل دبابة خارج البناية.

مشاهد توثق استخدام الجيش لأسيرين من غزة كدروع بشرية
مشاهد توثق استخدام الجيش لأسيرين من غزة كدروع بشرية

وفي العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، نشر التلفزيون العربي مقطع فيديو يوثّق استخدام الجيش الإسرائيلي لأسير فلسطيني كدرع بشري في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وظهر الأسير في الفيديو معصوب العينين بينما يصوب الجندي سلاحه باتجاه الفلسطينيين في مخيم الفوار، متحصنًا به.

مشهد يوثق اسنخدام الجيش الإسرائيلي لشاب كدرع بشري في الخليل
مشهد يوثق استخدام الجيش الإسرائيلي لشاب كدرع بشري في الخليل

ولم يقتصر استخدام الجيش الإسرائيلي لهذه السياسة على الشبان فقط، بل شمل المسنين والأطفال والمرضى كدروع بشرية عدة مرات.

الجيش الإسرائيلي يستخدم النازحين والمرضى كدروع بشرية

وثّق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، استخدام الجيش للمرضى والنازحين كدروع بشرية خلال اقتحامه لمجمع الشفاء الطبي في شهر مارس/آذار الفائت، وأوضح المرصد أنه تم استغلال المدنيين لتحصين العمليات العسكرية داخل المستشفى وتشكيل ساتر خلف الجنود والآليات العسكرية.

كما وثّق المرصد استخدام الجيش الإسرائيلي للطبيب يحيى خليل ديب الكيالي وأفراد عائلته كدروع بشرية بعد اقتحام منزلهم، وإجبارهم على الوقوف في شرفة المنزل خلال تبادل إطلاق نار مع مسلحين غربي مدينة غزة.

وأوضح المرصد أن هذه الجرائم تعدّ انتهاكًا جسيمًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتشكل بحد ذاتها جرائم حرب مكتملة الأركان، مشددًا على أن هذه المشاهد، وغيرها العشرات من الحالات المماثلة، تستوجب إجراءات عاجلة من نظام العدالة الدولية لضمان حماية المدنيين، ومنع استخدامهم كدروع بشرية، ومساءلة المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي عن هذه الجرائم.

تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يؤكد ارتكاب الجيش لعشرات الجرائم باستخدام مدنيين كدروع بشرية
تقرير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يؤكد ارتكاب الجيش لعشرات الجرائم باستخدام مدنيين كدروع بشرية

الجيش الإسرائيلي يستخدم الأطفال كدروع بشرية

أكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت ثلاثة أطفال كدروع بشرية خلال اقتحامها لمخيم طولكرم في شهر مايو/أيار الفائت، ووفقًا لشهادات الأطفال، فقد تم إجبارهم من قبل جنود الاحتلال على السير أمامهم في أزقة المخيم، وتفتيش المنازل، والطلب من السكان الخروج، وفي حالتين، وضع الجنود بنادقهم على كتفي طفلين وأطلقوا الرصاص.

وأوضحت الحركة أن احتجاز الأطفال كدروع بشرية، يُعدّ جريمة حرب يرتكبها جيش الاحتلال، مشيرة إلى أنه منذ عام 2000، استخدم جنود الاحتلال 34 طفلًا كدروع بشرية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشددت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، على أن القانون الدولي يحظر بشكل مطلق استخدام المدنيين كدروع بشرية، أو إجبارهم على تقديم المساعدة المباشرة للعمليات العسكرية، أو استخدامهم لحماية القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة أو الأهداف من الهجمات.

وأكدت أن هذه الممارسة محظورة أيضًا بموجب القانون الإسرائيلي، بناءً على حكم صدر عام 2005 عن المحكمة العليا الإسرائيلية.

تقرير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال حول استخدام الجيش لثلاثة أطفال في طولكرم كدرع بشري
تقرير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال حول استخدام الجيش لثلاثة أطفال في طولكرم كدرع بشري

ومن جانبها، اعتبرت هيومن رايتس ووتش، أن حكم المحكمة العسكرية الإسرائيلية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، على الجنديين اللذين أُدينا باستخدام طفل فلسطيني كدرع بشري أثناء اعتداء 2008 و2009 على قطاع غزة، عقاب غير كافٍ ولا يتناسب مع جسامة الجريمة.

استخدام المدنيين كدروع بشرية جريمة حرب في القانون الدولي

يُجرّم القانون الدولي استخدام المدنيين كدروع بشرية، وبمقتضى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن استغلال وجود شخص مدني أو أشخاص آخرين متمتعين بالحماية لإضفاء الحصانة من العمليات العسكرية على نقاط أو مناطق أو وحدات عسكرية معينة، يُعدّ جريمة حرب في النزاعات المسلحة الدولية.

القانون الدولي يجرم سياسة استخدام المدنيين كدروع بشرية
القانون الدولي يجرم سياسة استخدام المدنيين كدروع بشرية

اقرأ/ي أيضًا:

رغم النفي الإسرائيلي.. أدلة على استخدام الاحتلال الكلاب العسكرية في مهاجمة الفلسطينيين

رغم النفي الرسمي: شهادات جنود إسرائيليين تؤكد استهداف المدنيين خلال الحرب على غزة

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة