تتداول مواقع إخبارية، وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، تحذيرات بحدوث موجات تسونامي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، تزامنًا مع إغلاق بعض الشواطئ وانحسار مياه الشطآن، وحدوث زلزال بالقرب من جزيرة كريتس اليونانية، مع ازدياد النشاط الزلزالي في حوض البحر المتوسط.
تحقق مسبار من الادعاءات المتداولة، وتبيّن أنها مضللة، إذ لا يوجد رابط بين انحسار مياه شطآن بعض المدن الساحلية المصرية، وما بين التغيرات الجيولوجية في جزيرة كريت اليونانية الأخيرة.
هل هناك تسونامي في البحر الأبيض المتوسط؟
أشار الدكتور عمرو زكريا حمودة نائب رئيس لجنة اليونيسكو الدولية للإنذار المبكر بأمواج تسونامي، إلى أن أحد أسباب التوقعات المتداولة هو حدوث زلزال يوم 21 يوليو/تموز الجاري، في تمام الساعة السابعة صباحًا جنوبي جزيرة كريت بالبحر المتوسط بقوة 5.6 ريختر، لافتًا أنّ هذه القوة لا تسبب في حدوث أي موجات لتسونامي بالبحر المتوسط، بينما يتطلب حدوثها وقوع زلزال لا تقل قوته عن 6 أو 7 درجات على الأقل.
وأكد حمودة أنه لا صحة للتوقعات المتداولة حول تعرض مدينة الإسكندرية لموجة تسونامي قريبة، لافتًا إلى أن حركة التيارات المائية في البحر المتوسط والحركات التكتونية طبيعية جدًا، ولم يتم رصد أي مؤشرات على حدوث زلازل قوية أو أحد المسببات لتسونامي خلال الفترة الفائتة.
وأضاف “يستلزم حدوث أي تسونامي شروطًا معينة، كأن يكون الزلزال الواقع بدرجة لا تقل عن سبعة درجات على سلم ريختر وهذا لم يحدث، ليتمكن الزلزال من تحريك المياه بعمق 4 كيلو متر، وأن يكون في منطقة نشطة زلزاليًّا. وهذا ما يجعل حدوث زلزال في منطقة كاليابان يتسبب في تسونامي أكبر بكثير من إمكانية حدوثه في البحر المتوسط”. وأوضح الخبير أنّ دولة كاليابان تتعرض بشكل متكرر لمثل هذه الكوارث بسبب النشاط التكتوني المرتفع في تلك المنطقة"، مشيرًا إلى أن احتمالية حدوث تسونامي وغرق الإسكندرية خلال الفترة الحالية ضعيف ولا تتعدى الـ 1 % فقط.
هذا وأكد حمودة أنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بدقة بحدوث زلزال من عدمه، وأقصى ما يمكن هو توقع إمكانية حدوث الزلازل على فترات كبيرة من الزمن.
وذكر حمودة في مقابلة له مع "بوابة الأهرام" نشرت يوم 23 يوليو الفائت على قناة الموقع الرسمية في يوتيوب، أنّ لموجات تسونامي العديد من الظواهر والمسببات التي تسبق حدوثها، مثل الزلازل أو البراكين أو النيازك، لافتًا إلى أنّ محافظة الإسكندرية تعرضت للغرق مرتين على مدار تاريخها، وذلك بسبب زلازل قوية وصلت إلى 8 ريختر، لكن الفترة بين المرة الأولى والثانية كانت تقارب ألف عام، وذلك بسبب طبيعة هدوء الحركة التكتونية في البحر المتوسط.
ومن جانبه، أكّد مرصد حلوان التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في بيان نشر على الحساب الرسمي للمعهد على موقع التواصل الاجتماعي إكس، يوم 23 يوليو الفائت، أيضًا، أنّ "انحسار مياه البحر راجع لظاهرة المد والجزر وأنها تحدث بشكل دوري ولا صحة للإشاعات المتداولة، كما طلبت ألا ينساق الجميع وراء الأوهام والإشاعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي".
كما نشر المرصد إجابة عن سؤال غلق الشطآن، ونفى علاقة الغلق بالزلزال أو تسونامي محتمل، إذ قال إنّ “الغلق له أسباب أخرى مثل الحالة الجوية وارتفاع الأمواج"، كما نصح بمتابعة هيئة الأرصاد الجوية والاطلاع على نشراتها.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قد أصدر بيانًا أكد فيه أنّ محطات رصد الزلازل لم ترصد أي نشاط غير نمطي خلال الفترة الحالية، مؤكدًا أنّ حدوث الزلازل في البحر المتوسط في معدلاتها الطبيعية.
ودعا المعهد في بيانه الرسمي على لسان دكتور طه رابح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والفيزيقية، المواطنين، إلى عدم الانسياق وراء الشائعات وأخذ المعلومة من مصدرها. وأشار أن المعهد سيصدر بيانات في حال حدوث أي تغير في معدلات وأنماط النشاط الزلزالي على مستوى الجهورية والبحر المتوسط.
وفي مداخلة للدكتور طه رابح على قناة إم بي سي مصر مع الإعلامي شريف عامر، أكد على صدقية البيان الصادر عن المعهد القومي، وكذّب في المداخلة كل ما يقوله الخبير الهولندي فرانك هوجربيتس وذكر أنه ليس بعالم مختص.
مصدر المعلومات المضللة عن حدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط
ومن جهته ذكر العالم الهولندي فرانك هوجيربييتس في حسابه الرسمي على موقع إكس، بأنه لم يقل إنّ هناك أمواج تسونامي وشيكة بل كان تنبؤًا منه بناءً على معلوماتٍ تاريخية. فيما قال تحديدًا "للتوضيح، لم أقل إنّ هناك تسونامي وشيك في حوض البحر الأبيض المتوسط. قلت في منشور حديث أنه في عام 365 بعد الميلاد، أحدثت موجة M 8.6 بالقرب من جزيرة كريت تسونامي وأن حدثًا مشابهًا قد يحدث في المستقبل (القريب). كونوا حذرين مع كلماتكم!".
ونشرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية يوم الخميس 25 يوليو الفائت، نشرة تحذير باضطراب الملاحة على مسطح البحر المتوسط ، وأوضحت أنّ ذلك عائد إلى نشاط للرياح الشمالية الغربية على البحر المتوسط مما يؤدي إلى اضطراب الملاحة البحرية بسبب ازدياد سرعة الرياح، كما حذرت المصطافين وطلبت منهم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من آثار هذا الاضطراب.
ولم ذكر الهيئة العامة للأرصاد الجوية إمكانية وقوع تسونامي.
اقرأ/ي أيضًا
في خطابه أمام الكونغرس: ما حقيقة ادعاءات نتنياهو بعدم ارتكاب إسرائيل مجازر في رفح؟
هل قرار السيسي بمنح اختصاصات رئاسية لرئيس الوزراء المصري سابقة قانونية؟