في شهر يوليو/تموز الفائت، نشر "مسبار" 171 مادة تحقق تمحورت حول الأحداث الجارية في العالم وأبرزها قطاع غزة، مع استمرار العدوان الإسرائيلي عقب عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
كما نشر مسبار 53 مقالًا فند من خلاله الروايات الإسرائيلية المضللة خلال الحرب على غزة، منها التي جاءت على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال خطابه الذي ألقاه في الكونغرس الأميركي، وأخرى متعلقة بالادعاءات التي رافقت أحداث قيصري في تركيا. كما تناولت المقالات أبرز الأحداث العالمية وما ارتبط بها من تضليل وزيف على غرار الانتخابات التشريعية الفرنسية ومحاولة اغتيال ترامب وأخرى تتعلق بأزمة المياه في تونس.
عدد مواد التحقق حسب التصنيف
توزّعت الادعاءات المفنّدة على تصنيفين: تصنيف مضلل، نُشرت ضمنه 149 مادة، وتصنيف زائف ب22 مادة.
عدد مواد التحقق حسب نوع الخبر
وهيمنت الأخبار التي فندها مسبار حسب النوع بـ117 مادة، تلتها السياسة بـ24 مادة، ثم الرياضة بـ16 مادة، وتوزعت البقية على روحانيات ودين بست مواد والتكنولوجيا وأعمال بـ3 مواد لكل نوع، وحازت كل من الثقافة والفن والسفر على مادة لكل منها.
عدد مواد التحقّق حسب الدولة
شملت مواد التحقق العديد من الدول بأعداد متفاوتة وفق الأحداث التي جدت فيها، وكانت اليمن في الصدارة بـ24 مادة تحقق تمحورت أغلبها حول الصراع في البحر الأحمر واستهداف جماعة الحوثي للسفن الإسرائيلية أو التابعة لإسرائيل والرد الإسرائيلي في الحديدة، تليها فلسطين مع تواصل الحرب على قطاع غزة والاقتحامات في الضفة ومصر بـ20 مادة لكل منهما.
وحازت الادعاءات التي انتشرت حول أميركا 13 مادة و11 لفرنسا، ارتبطت أغلبها بأولمبياد باريس الجارية منافساتها.
اغتيال إسماعيل هنية
أعلنت حركة حماس في بيان أصدرته صباح اليوم، الأربعاء 31 يوليو، عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، عقب مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
على خلفية ذلك، تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادعت أنه للمكان الذي اغتيل فيه هنية، إلا أنّ الادعاء مضلل، إذ إن مقطع الفيديو قديم ومنشور في الأول من إبريل/نيسان 2024، بعد الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وأدى إلى مقتل عدد من أعضاء الحرس الثوري الإيراني.
كما نقل مستخدمون خبرًا مفاده أن دولة قطر رفضت دفن جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على أراضيها، وقررت عدم إقامة صلاة الجنازة عليه. وبالبحث وجد مسبار أن الادعاء زائف، إذ لم تُعلن دولة قطر رفضها دفن جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ولم تنشر أي مصادر رسمية قطرية الخبر. في المقابل، نقلت وسائل إعلام قطرية أنباءً تؤكد إقامة صلاة الجنازة ودفن هنية في قطر يوم الجمعة الثاني من أغسطس/آب.
كما تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا باللغة العبرية مع ترجمة للعربية، ادعت أنه منقول عن الإعلام العبري، مفاده "الصاروخ الدقيق الذي استهدف إسماعيل هنية أطلق من قاعدة العديد في قطر".
تحقق مسبار من الادعاء المتداول وتبين أنه غير منشور في أي وسيلة إعلام عبرية.ولم تعلن أي مصادر رسمية عن إطلاق الصاروخ الذي استهدف هنية من قاعدة العديد في قطر. ومن جهة أخرى نفى مختصون في اللغة العبرية وجود أي أنباء بهذا الشأن في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ونشرت حسابات وصفحات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، مقطع فيديو ادّعت أنه لقائد القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، سردار أمیر علي حاجي زاده، وهو يقول "كونوا مستعدين لإخبار الصهاينة ما هي عقوبة سفك دم ضيف في منزلنا"، كردٍ إيراني أول على عملية هنية.
وبالبحث تبين أنّ الادّعاء مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم، ويظهر قائد القوات الجوية بالحرس الإيراني سردار أمير علي حاجي زاده، في مؤتمر خاص لاستقبال مجموعة من أسر ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، عقد في الواحة الوطنية للقوة الجو فضائية للحرس الثوري الإيراني، مطلع شهر يوليو الفائت.
روايات إسرائيلية مضللة عن الحرب على غزة
فند مسبار في شهر يوليو الفائت، العديد من الادعاءات المضللة التي وردت على لسان مسؤولين إسرائيليين أو التي جاءت في بيانات تتنصل فيها إسرائيل من جرائم ومجازر قامت بها خلال الحرب على غزة.
إذ قدم مسبار أدلة تؤكد تورط جيش الاحتلال في استخدام المدنيين كدروع بشرية خلافًا للادعاءات الإسرائيلية. وتكرار قوات الاحتلال استخدام المدنيين في غزة والضفة كدروع لتحصين عملياتها العسكرية، منها تعمد استخدام شاب فلسطيني جريح يدعى مجاهد عبادي كدرع بشري، حيث تم تقييده على الغطاء الأمامي لسيارة عسكرية كانت تجوب شوارع المدينة.
وتناول مسبار في تقرير منفصل، شهادات لست جنود إسرائيليين شاركوا في الحرب البرية على قطاع غزة. أكدوا فيها أنّهم كانوا يطلقون النار متى يشاؤون ويقتلون المدنيين من أجل التسلية، ويحرقون المنازل، ويتركون الجثث في الشوارع، ويعتبرون كل رجل بين 16 و50 سنة "إرهابيًا".
الشهادات التي نشرها موقع سيحا ميكوميت الإسرائيلي، تتعارض مع الرواية الرسمية للاحتلال الذي ينفي استهداف المدنيين ويدعي حمايتهم خلال الحرب، وتوجيههم لمناطق يزعم أنّها آمنة، لكنه يواصل استهدافها بشكل متكرر.
وفند مسبار أيضا ادعاءات وردت على لسان بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الأميركي في 24 يوليو الفائت. فقد زعم أن الجنود أنقذوا المستوطنين ودافعوا عن القواعد العسكرية، واستطاعوا السيطرة على القتال، في السابع من أكتوبر، لكن التحقيقات الرسمية تشير إلى أن الجيش فشل في "حماية" مستوطني بئيري، حيث قُتل منهم 100 شخص وأسر مقاتلو القسام 32 آخرين.
وفي السابع من يوليو، كشف تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استخدم بروتوكول هانيبال خلال الساعات الأولى من عملية طوفان الأقصى، وأطلق النار على المركبات العائدة إلى قطاع غزة بغض النظر عن من كان فيها.
وكشف مسبار ادعاءات مضللة لنتنياهو حول عدم استهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين في غزة، الذي يتنافى مع ما جاء به تحقيق استقصائي نشرته مجلة +972 الإسرائيلية، يفيد باستخدام الاحتلال برامج ذكاء اصطناعي على غرار لافندر، تضاعف من أعداد القتلى المدنيين. وأشار تقرير أممي في يونيو الفائت، إلى استهداف المدنيين دون التأكد من هوياتهم. ووفق التقرير "عندما كانت هناك أهداف عسكرية مزعومة، افتقرت الهجمات إلى التمييز والتناسب والاحتياطات، مما أدى إلى مقتل وجرح الآلاف وتدمير واسع النطاق لأحياء بأكملها، بما في ذلك جباليا والرمال واليرموك والمغازي".
ادعاءات مضللة في أولمبياد باريس ومزاعم حول تهديد حماس لفرنسا
مع انطلاق الألعاب الأولمبية في باريس 2024، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة والزائفة التي فندها مسبار، على غرار مقطع فيديو يظهر رجلًا ملثمًا يتحدث باللغة العربية، وعلى صدره علم دولة فلسطين، قالت حسابات وصفحات عبرية، إنّه يوجه رسالة إلى الشعب الفرنسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، منتقدًا دعمه لإسرائيل وتزويدها بالسلاح، ومهددًا المشاركين في أولمبياد باريس بالقتل وسفك الدماء بسبب السماح للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة.
وبمراجعة مقطع الفيديو المتداول، عُثر على عدد من المؤشرات التي تنفي كونه حقيقيًا أو أنّه يعود لحركة حماس، كما تدعي وسائل الإعلام والحسابات الإسرائيلية، إذ التقط بشكل غير محترف من خلال كاميرا غير ثابتة، على عكس الكلمات المصورة للمتحدثين العسكريين بأسماء فصائل المقاومة في غزة، التي تكون مصورة بكاميرا ثابتة وبجودة عالية.
كما لاحظ مسبار أنّ اللغة العربية التي تحدث بها الملثم في الفيديو المتداول، تحتوي على أخطاء في النطق، وهو ما يختلف عن المتحدثين العسكريين لفصائل المقاومة الذين يتميزون بلغة عربية جيدة ونطق سليم للحروف والكلمات، ومثال على ذلك نطق كلمة "الله أكبر" في نهاية الفيديو.
كما انتشر مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه لشاب ينزع العلم الإسرائيلي، خلال فعاليات الأولمبياد، ولكن الفيديو يعود إلى 28 أكتوبر عام 2023، ويوثق إنزال متظاهر مؤيد لفلسطين العلم الإسرائيلي، من أمام مقر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في روما.
وتناقل مستخدمون ادعاءات مرتبطة بمحاكاة لوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دا فينشي، في حفل افتتح الأولمبياد، إذ انتشر مقطع فيديو على أنّه يوثّق خروج احتجاجات ضخمة في فرنسا، على إعادة تمثيل لوحة العشاء الأخير بطريقة مسيئة. إلا أنّ مقطع الفيديو يعود إلى 15 أغسطس عام 2022، ويوثّق احتفالات المسيحيين الكاثوليك بعيد انتقال مريم العذراء.
أزمة المياه في تونس الرئيس سعيد يدعي أنّها مفتعلة وخبراء ينفون لمسبار
فند مسبار ادعاءات مرتبطة بأزمة المياه في تونس، والتي جاءت على لسان الرئيس قيس سعيّد، الذي دعا إلى إثارة تتبعات قضائية ضد أطراف لم يسمّها، قال إنها تقف وراء قطع الماء والكهرباء في عدد من المحافظات التونسية بهدف تأليب الرأي العام.
ووجد مسبار أنّ هناك عدة عوامل منها مناخية تسببت في أزمة المياه في البلاد، وفق ما أكده مختصون، منها أنّ البلاد تمر بمرحلة جفاف تفرض مواصلة العمل بنظام تقسيط المياه، إلى جانب تأثر المائدة المائية بالتغيرات المناخية، إضافة إلى نسبة امتلاء السدود الضعيفة، التي بلغت بتاريخ 21 يوليو الفائت، 27.2%.
في المقابل، قال قيس سعيد، خلال زيارته إلى سدّي بوهرتمة وبربرة في محافظة جندوبة شمال غربي البلاد، يوم 22 يوليو الفائت، إنّ نسبة تعبئة السدود "ليست بالكارثية عكس ما تروج له الأبواق المسعورة والمأجورة من الداخل ومن الخارج".
إلا أنّ الخبيرة في المياه روضة قفراش، أكدت لمسبار أنّ نسبة امتلاء السدود ضعيفة واعتبرتها لا تلبي حاجيات التونسيين طيلة الأشهر الخمس المقبلة.
وقالت قفراش لمسبار إن رئيس الدولة وبهذا التصريح أجج الوضع في عدد من المدن لأن "الماء الموجود في السدود يجب أن يبقى لحماية المنشئة المائية وإذا تم استعماله سنعيش المرحلة الأصعب وهي مرحلة العطش" وفق قولها.
كما أفادت المسؤولة عن قسم العدالة البيئية في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إيناس الأبيض، في تصريح لمسبار، بأن السلطة التونسية "تعتمد سياسة الهروب إلى الأمام دون الاعتراف بالوضعية المائية الحرجة التي تعيش على وقعها البلاد". وأوضحت الأبيض أن نسبة امتلاء السدود هي “نسبة ضئيلة جدًا” مقارنة بالسنة الفائتة ولا تغطي حاجيات التونسيين للأشهر المقبلة.
ادعاءات مضللة عقب قصف الحديدة
عقب استهداف إسرائيلي لمدينة الحديدة غربي اليمن بغارات جوية، في 20 يوليو الفائت، في سياق الرد على هجوم الحوثيين بمسيرة على تل أبيب، انتشرت ادعاءات مضللة وزائفة منها أنّ زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أمر بتعليق الهجمات ضد السفن الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر، بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدينة الحديدة.
وبالبحث وجد مسبار أنه زائف، إذ لم يصدر عن جماعة الحوثي ما يفيد بتوقف هجماتها على السفن الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر، بل على العكس أفادت الجماعة باستعدادها للردّ على الضربة الإسرائيلية.
وتداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، صورة ادّعى متداولوها أنّها لقصف الحوثيين ميناء حيفا ردًّا على القصف الإسرائيلي لمحافظة الحديدة اليمنية.
ووجد مسبار أن الصورة منشورة في 14 يناير/كانون الثاني الفائت، وذكر أنّها التُقطت بعد سماع دوي انفجار في خليج حيفا، وتصاعد أعمدة دخان أسود من جهة مصنع بالقرب من المكان.
ونشرت حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، صورة ادّعى ناشروها أنها لطوابير سيارات تنتظر التزود بالوقود في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد الغارات الإسرائيلية على الحديدة.
لكن عثر مسبار على الصورة منشورة ضمن تقارير نشرتها مواقع إخبارية يمنية منذ الخامس من مارس/آذار عام 2022، على أنّها لطوابير سيارات أمام إحدى محطات الوقود في العاصمة صنعاء.
اقرأ/ي أيضًا