نشر حساب إسرائيل بالعربية في 22 يوليو/تموز الفائت، صورة لجندي إسرائيلي يحمل قطة صغيرة وسط قطاع غزة، مع تعليق "الإنسانية تتجلى حتى في ساحة المعركة"، في إشارة لإنسانية جنود الاحتلال في التعامل مع الحيوانات خلال الحرب على غزة.
لكن خلال الحرب التي انطلقت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وجد "مسبار" أنّ الجيش الإسرائيلي تسبب في قتل حيوانات وتجويعها.
إذ أقدم جيش الاحتلال في شهر فبراير/شباط الفائت، على تدمير حديقة الحيوانات في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ومنع طاقم البلدية من الوصول إليها، كما أصيب عاملين بها ومُنع وصول الطعام الخاص بالحيوانات ما تسبب في نفوقها جوعًا.
ووفقًا لبيان بلدية غزة فإن الحديقة تضم نحو 100 حيوان بين أليف وشرس.
القصف الإسرائيلي يطاول حدائق الحيوان
قال مدير عام المياه والبيئة في بلدية غزة، أنور الجندي، أن معظم حيوانات الحديقة في مدينة غزة ماتت وتعفنت ولم يتبق منها سوى أسد ولبؤة وبعض الحيوانات الصغيرة التي تحملت الجوع والعطش لكنها هزيلة كالهياكل العظمية. وأضاف خلال حوار له مع قناة الجزيرة في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، أنه رغم مناشدات البلدية لإسعاف حيوانات الحديقة، لم تتجاوب قوات الاحتلال ولم تسمح بالتنسيق أو الوصول إليها.
وقد حاصر الجيش الإسرائيلي حديقة الحيوانات بحي البرازيل شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فخضع مالكو الحديقة لأوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء المناطق الشرقية وضلت ثلاثة اسود محتجزة في الأقفاص دون طعام ولا شراب نتيجة تعذر عملية إجلائهم بسبب شدة القصف وعدم توفر معدات خاصة للنقل.
ويؤكد فتحي جمعة صاحب حديقة حيوانات في رفح، أنه تمكن من إجلاء بعض الحيوانات لكن لم يجد الوقت الكافي لإجلاء بقية الأسود. وأكد أن الحيوانات التي تم إجلاؤها لوسط القطاع معرضة للنفوق بسبب عدم توفر الطعام. كما بين في حوار مع وكالة الأناضول، في 24 مايو/أيار الفائت، أن الأشبال الثلاثة التي ولدت في الحديقة نفقت بسبب الجوع.
وليست المرة الأولى التي يتسبب فيها الاحتلال في نفوق وجوع الحيوانات في القطاع، فقد أدى القصف المكثف على محيط حديقة حيوان "غابة الجنوب" في مدينة رفح سنة 2014، في منع مالكها من إطعام الحيوانات والاعتناء بها مما تسبب في نفوق عدد كبير منها.
وقد أعرب محمد عويضة مالك الحديقة في حديث مع الأناضول، عن أسفه لنفوق 70 من حيواناته بسبب الجوع وعدم توفر الدواء والرعاية الصحية اللازمة على مدار سنوات الحصار.
وبسبب الجوع وغياب الطعام أصبحت القطط والكلاب تقتات على جثث الحيوانات النافقة وحتى على أشلاء ضحايا القصف والقنص. وهو ما وثقته وسائل إعلام ونشطاء في غزة.
كما تسبب القصف الإسرائيلي العنيف للمباني في غزة في نفوق العديد من الحيوانات الأليفة تحت الأنقاض، ما عدا تلك التي تمكن الفلسطينيون من إنقاذها.
منظمات وجمعيات تطالب بحماية حيوانات غزة
في شهر مارس/آذار الفائت، أعربت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن قلقها الشديد بشأن الخسائر الكبيرة في الثروة الحيوانية بغزة على اعتبار أهميتها في عيش وبقاء الأسر في القطاع. واعتبرت أن توفير أعلاف الحيوانات ليس مجرد وسيلة لاستدامة سبل العيش الريفية أو أصل اقتصادي للأسر المتضررة فحسب بل كذلك للحفاظ على حياة الحيوانات التي تملكها الأسر وعلى إنتاجيتها.
من جانبها أرسلت منظمة بيتا (Peta) التي تعنى بالمعاملة الأخلاقية للحيوانات رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تطالبه فيها بالاهتمام أيضًا بالحيوانات في غزة وضمان وصول المساعدات إليها، مبينة أن شركاءها مستعدون لتقديم كل المساعدات الممكنة كما فعلت تمامًا مع أوكرانيا لمساعدة الحيوانات التي تعاني.
وأوضحت المنظمة أن الحيوانات النازحة والمتروكة والمصابة في غزة بحاجة ماسة إلى المساعدة مكالبة بإمدادات إغاثة بيطرية.
بدوره يعمل الطبيب البيطري المصري أمير خليل على مشاركة المنظمة النمساوية "فور باوز" التي تعمل على إنقاذ الحيوانات من أماكن الحروب في خطتها الموضوعة لإنقاذ حيوانات غزة. وكانت المنظمة قد أجلت سابقا 40 حيوانًا من حديقة الحيوان برفح.
وسط شح الإمدادات الغذائية يسعى مجموعة من المتطوعون إلى إنقاذ قطط الشوارع من الإبادة جوعًا. وقد اختار الشاب "فضل إسماعيل نبهان" وهو مربي حيوانات الاعتناء بالقطط وإطعامها لينقذها من الموت المحتم. ويقول الشاب في حديثه لقناة الجزيرة إنه استجاب لنداءات إغاثة القطط في محيط مستشفى فخاطر بنفسه وحمل على عاتقه مسؤولية إطعامها والإنفاق عليها.
كما عمل الطبيب البيطري عائد أبو نجم على إنشاء مأوى للقطط المنزلية في مدينة رفح، بعد أن تشردوا في الشوارع بسبب فقدان مالكيهم لمنازلهم وعدم تمكنهم من توفير الطعام اللازم.
ولئن يضطر الفلسطينيون إلى النزوح من بلدة لأخرى تاركين منازلهم وممتلكاتهم وراءهم وعلى الرغم من مشقة النزوح ومخاطره لم يفرط العديد من الفلسطينيين في قططهم التي حملوها في رحلة البحث عن ملاذ آمن.
تجدر الإشارة إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة متواصل منذ السابع من أكتوبر الفائت، وقد ارتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية الى 39 الفًا و145 شهيدًا و90 ألفًا و275 مصابًا، وفقًا لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.
اقرأ/ي أيضًا
عكس ادعاءاته بالمعاملة الإنسانية: تقارير تثبت تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف الأطفال في غزة
استهداف النساء الفلسطينيات في الحرب على غزة: دلائل تدحض الرواية الإسرائيلية
