` `

دراسة: تكرار المعلومات المضللة المرتبطة بأزمة المناخ يزيد من إمكانية تصديقها

بيان حمدان بيان حمدان
أخبار
13 أغسطس 2024
دراسة: تكرار المعلومات المضللة المرتبطة بأزمة المناخ يزيد من إمكانية تصديقها
تشير الدراسات إلى أهمية تكرار نشر المعلومات الدقيقة لمواجهة التضليل

أفادت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأكاديمية بلوس وان، أنّ تكرار الادعاءات الزائفة والمشككة في علم المناخ، يزيد من قابلية تصديقها، حتى بالنسبة للأشخاص الذين يقبلون العلم ويشعرون بالقلق من أزمة المناخ.

أجرى الدراسة باحثون من الجامعة الأسترالية الوطنية، بقيادة الباحثة الرئيسية ماري جيانغ. وتعدّ الدراسة بمثابة الورقة العلمية الصادرة عن الدراسة الأولى، التي تختبر تأثير البيانات على أزمة المناخ، إذ تسلط الضوء على مخاطر تكرار ومشاركة المعلومات المضللة.

دراسة عن دور تكرار المعلومات الزائفة وتأثيره على تصديقها
دراسة حول دور تكرار المعلومات الزائفة وتأثيره في تصديقها

تكرار المعلومات المضللة حول التغير المناخي يجعلها أكثر قابلية للتصديق

وفي السياق، قالت ماري جيانغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة "تظهر النتائج مدى قوة وتأثير التكرار وكيف يمكن أن يؤثر على تقييم الناس للحقيقة".

فيما أفادت نتائج الدراسة أن الأشخاص يكونون أكثر ميلًا لتصنيف الادعاءات المرتبطة بأزمة المناخ على أنها صحيحة، إذا صادفوها أو تعرضوا لها من قبل، وهي سلوكيات تُعرف في علم النفس بـ "تأثير الحقيقة الوهمية".

وتنص الورقة على أن “تكرارًا واحدًا يكفي لدفع المتلقين نحو قبول الادعاء المضلل، حتى عندما تكون مواقفهم متماشية مع علم المناخ”.

وعلى الرغم من أن أبحاث الإدراك المدفوع، تشير إلى أن الناس يدعمون بشكل أساسي ما يؤمنون به بالفعل، فإن نتائج تجربتي الدراسة أشارت إلى أن مؤيدين لعلم المناخ كانوا أكثر ميلًا لتصديق الادعاءات التي تتوافق مع معتقداتهم السابقة، لكن التعرض المتكرر زاد من قابلية تصديق الادعاءات الصحيحة والمضللة بمستوى قريب. 

الادعاءات المشككة في علم المناخ تصل أسرع إلى الناس من الدقيقة

أجرى الباحثون تجربتين شملتا 52 و120 مشاركًا، على التوالي، وكان قرابة 90 في المئة من المشاركين في الاختبارين، مؤيدين لعلم المناخ.

عُرضت على المشاركين مجموعة من الادعاءات المتعلقة بالمناخ، بعضها صحيح (قائم على علم) والآخر مشكك في علم المناخ، ثم قيم المشاركون مدى صحة مجموعة أخرى من الادعاءات، نصفها جديد والنصف الآخر سبق وتعرضوا له، على مقياس يتراوح بين "صحيح تمامًا" إلى "خاطئ تمامًا".

قيّم المشاركون في المتوسط البيانات القائمة على العلم بأنها أكثر صدقًا، وذلك بما يتماشى مع مواقفهم التي تدعم علم المناخ بشكل كبير. ولكن النتائج أظهرت أيضًا أن التكرار زاد من تمييز الادعاءات بأنها صادقة، سواء المشككة أو الصحيحة.

وحول هذا، قالت الباحثة في تواصل علم المناخ جابي موكاتا، إن التواصل الفعال أساسي في العمل المناخي، إذ أفادت بأن وسائل الإعلام حاسمة في المعركة أمام المعلومات المضللة المرتبطة بأزمة المناخ. وأشارت إلى أن أبحاثها التي ستنشر قريبًا، وجدت أن الادعاءات المشككة في علم المناخ والمعلومات المضللة تميل إلى "الوصول أسرع وأبعد مقارنة بالمعلومات الدقيقة عن المناخ"، معللة ذلك بأن الادعاءات المشككة في علم المناخ غالبًا ما تكون أكثر سلبية وإثارة للعواطف.

تكرار المعلومات الدقيقة أكثر نفعًا لقضية المناخ من تفنيد الادعاءات المضللة

قالت الدكتورة جيس بيرنتسون شو، المديرة المساعدة لمنظمة ذا ووركشوب، التي تقدّم أدوات وآليات فعالة للتواصل مع الناس حول القضايا المعقدة بما في ذلك تغير المناخ، إن الناس يتعرضون بشكل متكرر لمعلومات زائفة عن المناخ. مضيفة أنه “يتم تقديمها بطرق تجعل من السهل على الناس سماعها ومشاركتها”.

وذكرت أنه من المعروف علميًا أن التكرار أداة قوية بسبب الطريقة التي تعالَج بها المعلومات، موضحة “كلما سمعنا شيئًا من مصادر متعددة، بما في ذلك تلك التي نثق بها، يصبح من الأسهل معالجته، ويُقبل أكثر على أنه حقيقة”.

وأفادت بأهمية التركيز على تكرار ما هو صحيح ودقيق علميًا وأنه أكثر نفعًا "من تصحيح الأخطاء وكشف الأساطير وتكرار ما ليس صحيحًا".

وخلصت الدراسة إلى النتيجة نفسها، إذ أوصت جيانغ بعدم تكرار المعلومات الزائفة، وتكرار الحقائق والتركيز عليها بدلًا من ذلك.

نشر المعلومات الدقيقة كوسيلة لدحض الادعاءات المضللة

وفي سياق مشابه، ناقش "مسبار" دراسة علمية أجراها باحثون من جامعة بنسلفانيا، تحدثت عن آلية "تجاوز المعلومات المضللة” (Bypassing Misinformation)، والتي تعني أنه يمكن مواجهة التضليل عن طريق التركيز على نشر المعلومات الصحيحة بدلًا من التصحيح المباشر للمعلومات المضللة. 

نشر المعلومات الدقيقة يساهم في دحض الادعاءات المضللة

أشارت نتائج الدراسة، حينها، إلى أنّ التفنيد المباشر للمعلومات المغلوطة، قد ينفّر الأشخاص ويمنعهم من الالتفات إلى الحقائق، وأوصت بتعزيز نشر المعلومات الدقيقة، مشيرة إلى أن مناقشة الأدلة التي تنفي أن اللقاحات ضارة، قد يكون أقل فائدة وتأثيرًا من مناقشة الأدلة التي تؤكّد دور اللقاحات في انخفاض تفشي الأمراض وإنقاذ حياة الناس. 

اقرأ/ي أيضًا

دراسة: التفكير المسبق يمنح مستخدمين تبريرًا أخلاقيًّا لنشر المحتوى الزائف والمضلل

دراسة تُفيد بأنّ التركيز على المعلومات الصحيحة فعّال بقدر تفنيد المضللة

الأكثر قراءة