` `

ما مدى دقة تحقيق إيكاد حول ادعائها وجود شبكة من "اللجان السورية الإسرائيلية"؟

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
8 سبتمبر 2024
ما مدى دقة تحقيق إيكاد حول ادعائها وجود شبكة من "اللجان السورية الإسرائيلية"؟
ربط تقرير إيكاد في رسم بياني حسابات سورية مع حسابات تروّج لإسرائيل

مطلع شهر يوليو/تموز 2024، نشرت منصة إيكاد عبر حسابها في موقع إكس، تقريرًا تضمن مجموعة من الاتهامات والادعاءات التي طاولت عددًا من الشخصيات، وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت "إيكاد" في نتيجة التحقيق إنّ هنالك شبكة معقدة تنشط ظاهريًّا مع "الثورة السورية" وتعزز "نزعات قومية باطنها عنصريّة تفصل سوريا عن محيطها العربي، وتدعو شعبها للتخلي عن القضية الفلسطينية، وتخلق فتنة ما بينه وبين الشعوب العربية الأخرى، بل وتدعو السوريين للتطبيع مع الاحتلال"، بحسب ما ورد في منشورهم الذي حظي بتفاعل واسع.

تقرير إيكاد عن اللجان السورية الإسرائيلية
لقطة شاشة للمنشور الأول من تقرير إيكاد

نشرت إيكاد مجموعة من الرسوم البيانية لدعم محتوى التحقيق، كان أبرزها رسم بياني يوضح شبكة حسابات زعمت المنصة أنها مرتبطة ببعضها البعض، ضمن شبكة تهدف لاختراق النقاش السوري لصالح إسرائيل. على الرغم من أنّ "إيكاد" لم توضّح بشكل دقيق طبيعة هذا الارتباط، إلا أن الرسوم البيانية والوصف المرفق والاتهامات المباشرة أحيانًا، أوحت بأن هذه الحسابات تعمل بتنسيق أو تم اختراقها لخدمة أجندات إسرائيلية وتعزيز النزعة القومية السورية لصالح إسرائيل.

أحد الرسوم البيانية الذي نشرته إيكاد توضح فيه شبكة من الحسابات المتصلة ببعضها البعض
أحد الرسوم البيانية الذي نشرته إيكاد توضح فيه شبكة من الحسابات المتصلة ببعضها البعض

عقب نشر التحقيق، توالت ردود الفعل من بعض الصفحات والشخصيات المتهمة، والتي وردت أسماؤها في التحقيق. نفت بعض الصفحات المتهمة علاقتها بالاتهامات، فيما قالت أخرى إنها تحتفظ بالحق القانوني لمقاضاة المنصة لنشرها اتهامات زائفة دون دليل. كما نشر مستخدمون تعليقات تنتقد التحقيق وتطعن في صدقيته وتقول إنه يفتقر للأدلة. في المقابل أيدت تعليقات أخرى التحقيق وأكدت صحة ما ورد فيه. وانطلاقًا من مهمة موقع مسبار في الاستقصاء والبحث وراء الادعاءات والمعلومات المشكوك في صحتها، بدأ بفحص ما ورد في تقرير إيكاد، لاكتشاف سياق التحقيق وتفاصيله.

صورة متعلقة توضيحية
منشور نفي شبكة السويداء 24 للاتهامات الواردة ضدها في تحقيق إيكاد
منشور تنفي فيه شبكة الراصد الاتهامات الواردة ضدها في تحقيق إيكاد
منشور تنفي فيه شبكة الراصد الاتهامات الواردة ضدها في تحقيق إيكاد

منهجية تحقيق مسبار في تفاصيل تقرير إيكاد

اعتمد مسبار في منهجية التحقيق الوضوح في استخدام الأدوات وطريقة الوصول للاستنتاجات. وعلى اعتبار أنّ تلك الصفحات ومحتواها هي مصدر البيانات الأساسي لإيكاد، والدليل الذي تبناه من أنجز التقرير، فقد اختار مسبار فحص محتوى الصفحات التي وردت ضمن التقرير باستخدام طريقة تحليل المضمون (Content Analysis). يعرض تحقيق مسبار لقطة شاشة لكلّ صفحة حلّل محتواها، تُظهر منشورًا يوضّح النتيجة التي توصل إليها، فضلًا عن إدراج رابط الحساب حتى يتسنّى للقارئ/ة العودة إلى الصفحة المعنية للبحث عن المزيد من المحتوى.

كما يحلّل تحقيق مسبار شبكة العلاقات التي قال تقرير إيكاد إنّها مرتبطة ببعضها البعض لخدمة الأجندات الإسرائيلية، الأمر الذي سيوفر سياقًا يمكّن من الوصول إلى صورة متكاملة لتقييم موثوقية المعلومات. كما اعتمد مسبار على ثلاثة مستويات للتحليل: الأول هو التحليل التقني لمحتوى الحسابات، والثاني هو تحليل المشاعر للحسابات (Sentiment Analysis) لقراءة سياق مواقف أصحاب الحسابات، والمستوى الثالث هو الخلفية السياسية التي توفر سياق داعم ونتائج تدقيق متماسكة.

للتسهيل على القارئ/ة، سنعرض فقرة النتائج مباشرة، ومن ثم ستكون بقية فقرات التحقيق توضيحية لكيفية توصل مسبار إلى النتائج، وإلى الأساليب التي اعتمدها في الوصول إلى الاستنتاجات.

مصدر البيانات المستخدمة في تحقيق مسبار

اعتمد مسبار في عملية البحث والوصول إلى البيانات على المصادر المفتوحة، والبيانات التي وفرتها إيكاد في تقريرها، والبيانات الأخرى التي توفرت عند مراجعة محتوى الصفحات المتهمة، وذلك بأسلوب البحث ضمن هذه الصفحات باستخدام الكلمات المفتاحية والوسوم (الهاشتاغات)، لرصد المنشورات والتعليقات والتفاعل المفترض. وعزز مسبار منهجية التحقيق بالتواصل مع بعض الصفحات التي اتُّهمت في تقرير إيكاد لعرض وجهة نظرها. كما عزز مسبار تماسك تحقيقه بمجموعة من الأبحاث والتجارب السابقة حول عملية التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي.

تصميم تقرير إيكاد

لم توضح منصة إيكاد آلية التحقق أو الأدوات التي استخدمتها لاستنتاج الاتهامات ضد الحسابات المذكورة في شبكة العلاقات المفترضة، وهذا يتعارض مع الأسلوب المنهجي المتبع في الأبحاث والتحقيقات لإضفاء الموثوقية على النتائج وإقناع القارئ، وكذلك لتمكين الباحثين من مراجعة صحة المعلومات.

الاعتماد الرئيس في دعم ادعاءات إيكاد كان الكشف عن تفاعل مفترض، لكنها لم تذكر نوع هذا التفاعل الذي قد يكون له أشكال متعددة، كإعادة النشر أو الإعجاب أو المشاركة أو تواصل بين الحسابات وغيرها من أشكال التفاعل، إنّما أطلق التقرير على هذا التفاعل صفة "الارتباط"، دون أن يقدم دلائل مادية أو صور أو بيانات لإثبات "الارتباط" المتعمد المفترض لهذه الصفحات بإسرائيل أو بمحتوى يخدم الأجندة الإسرائيلية. 

نتائج تحقيق مسبار

تكشف مراجعة محتوى الصفحات المتهمة، أنّ معظم الحسابات السورية التي وردت في التحقيق ليست متورطة في اتهامات العمالة لإسرائيل، ولا في نقاش يوحي بتأييد إسرائيل، ويمكن مراجعة تحليل محتوى الحسابات في ملحق تحقيق مسبار.

أخذ مسبار عيّنة المحتوى من الحسابات المتهمة التي بلغ عددها 30 حسابًا، وهي الحسابات السورية التي عرضتها "إيكاد" ضمن الشبكة المفترضة لاختراق النقاش السوري. وحلّل محتواها جميعًا وتوصل إلى أنّ 11 حسابًا منها ينشر محتوى يخالف ما ورد في تقرير إيكاد، من اتهامات، فيما كانت عشرة حسابات من العينة مجرّد صفحات متنوعة تتخذ موقفًا محايدًا ولا تنشر محتوى ذا دلالات سياسية، وهنالك أيضًا صفحتان من العينة اتجاههما السياسي غير واضح.

في المقابل وجد تحقّق مسبار أنّ سبعة من تلك الحسابات فقط، تنشر بالفعل محتوى مؤيدًا لإسرائيل، وهي: حساب الصحفية السورية هيفي بوظو، وحساب المعارض السوري فهد المصري، وحساب تابع للمصري هو صفحة جبهة الإنقاذ الوطنية، وحساب آخر لمعارض سوري يدعى عبد العزيز عجيني يعمل إلى جانب المصري، وحساب تابع أيضًا لجبهة الإنقاذ الوطنية يُدعى "ناشط مستقل ريف حلب"، وحساب مستقل مؤيد لإسرائيل بدوافع شخصية يدعى “habooshyos”، وحساب ذو محتوى مماثل يدعى "كريستوف".

بالرغم من أن ثلاثة حسابات من العينة التي تروّج لإسرائيل كانت تابعة لفهد المصري أو لجبهة الإنقاذ الوطنية التي أسسها المصري نفسه، أحصى مسبار هذه الحسابات الثلاثة واعتبر أنها تعمل بشكل منفرد. وبذلك، فإن نسبة الحسابات السورية التي تروّج لإسرائيل أو لسياساتها لا تزيد عن ربع العينة الكلية التي وردت في تقرير إيكاد. وعليه، فإن الحسابات غير المتورطة تشكل ما نسبته 70% من حجم العينة، بينما تمثل الحسابات ذات الموقف غير الواضح التصنيف 6.67%.

الموقف السياسي

عدد الحسابات

النسبة من حجم العيّنة الكلي

موقف وخطاب مؤيد لفلسطين

11

36.67%

اتجاه محايد 

10

33.33%

موقف مؤيد لإسرائيل

7

23.33%

موقف سياسي غير واضح

2

6.67%

الموقف السياسي

عدد الحسابات

النسبة من حجم العيّنة الكلي

حسابات غير متورطة

21

70 %

حسابات متورطة 

7

23.33%

حسابات بدون تصنيف

2

6.67%

صورة متعلقة توضيحية
رسم بياني يوضح توّزع المواقف السياسية بحسب عيّنة الحسابات

تضخيم عيّنة الحسابات المتورطة

يمكن ملاحظة أن تقرير إيكاد ركّز على الاستخدام التقني والفني لشخصيات هي مؤيدة للتطبيع فعلًا مع إسرائيل، كشخصية المعارض السوري فهد المصري والصحافية السورية الأميركية هيفي بوظو، وحساب عبد العزيز العجيني، وكذلك حساب "كريستوف" ضمن المجموعة التي اكتشفتها إيكاد.

صورة متعلقة توضيحية
تقرير إيكاد عرض شخصيات متورطة بالفعل في واجهة تصميم التقرير

في الواقع، فإن الشخصيات التي ذكرت إيكاد أنها تروّج للرواية الإسرائيلية، لا تخفي دعمها وتأييدها لإسرائيل علنًا فهي ليست شبكة سرية، إذ إنّ فهد المصري على سبيل المثال معروف بأنه يؤيد التطبيع مع إسرائيل منذ إبريل/نيسان 2014، وينشر أفكاره علنًا. كما أسس المصري منذُ عام 2017 مؤسسات ومجموعة عديدة تروّج لإسرائيل، وكذلك هو الحال مع الصحافية السورية هيفي بوظو التي تروّج لإسرائيل علنًا منذ أعوام. أمّا بقية الحسابات المستقلة فهي لا تُخفي مواقفها أيضًا.

صورة متعلقة توضيحية
أسس المصري عدة مجموعات إلى جانب جبهة الإنقاذ الوطنية التي تروّج لإسرائيل منذ أعوام
صورة متعلقة توضيحية
تروّج الصحفية السورية هيفي بوظو لإسرائيل منذ أعوام بمنشورات عامّة

التعميم على بقية الحسابات غير المتورطة

الثغرة المنهجية في التقرير، أنَّ منجزيه استنتجوا بشكل تعميمي وأوحوا للجمهور أن كل عينة الحسابات مجتمعة والتي تفوق الـ30 حسابًا، تروج لإسرائيل أو تعمل على إثارة النقاش لصالحها، وذلك دون فحص أو عرض كيفية استنتاج هذه العلاقة، ودون التوضيح للجمهور كيف أثرت عيّنة صغيرة بحجم سبعة حسابات على النتيجة المعمّمة على العيّنة الكلية. فيما قالت إيكاد إنها كشفت "جزءًا صغيرًا" من هذه الشبكة للجمهور ولم توضح شكل ما لم تكشفه ولماذا، ودون الرد على تعليقات الجمهور التي طالبت بتحديد نوعية الارتباط المكتشف بين الحسابات لصالح اسرائيل.

أظهرت المراجعة أنّ الحسابات الإسرائيلية السبعة تتفاعل مع صفحات سورية بشكل أحادي الجانب، أي أن الصفحات السورية المؤيدة لإسرائيل، مثل صفحة "ناشط مستقل ريف حلب"، كانت تشارك منشورات من صفحات سورية أخرى، مثل صفحة "السويداء 24"، دون أن يظهر أي رد فعل مماثل من تلك الصفحات الأصلية. 

الارتباط المزعوم لهذه الشبكة مع حسابات إسرائيلية 

جوهر التحقيق الذي اعتمدت عليه إيكاد في كشف الشبكة المزعومة، هو الرجوع لمجموعة وصفحة تروّج لإسرائيل على فيسبوك وزعْم ارتباطها بشبكة الحسابات السورية المتهمة عن طريق وصلها في مخطط بياني.

المجموعة الأولى التي زعم أنها مرتبطة بالحسابات السورية كانت تسمى "سوريون وإسرائيليون من أجل السلام"، وقد أنشأها المعارض السوري فهد المصري، أي أن التحقيق لم يضف شيئًا جديدًا في هذا الإطار.

صورة متعلقة توضيحية
رصدت ايكاد مجموعات تروّج لإسرائيل على فيسبوك وربطتها بحسابات سورية

مجموعة فيسبوك السورية التي تروّج لإسرائيل ذات تأثير هامشي جدًا

تضم مجموعة “سوريون وإسرائيليون من أجل السلام” التي تروّج لإسرائيل 713 عضوًا فقط، وهي عامة، مما يعني أن هوية جميع الأعضاء يمكن التعرف عليها بسهولة. عند الفحص، لم يظهر أي ارتباط بين المجموعة وبين عيّنة واسعة من الحسابات التي زعمت إيكاد أنها مرتبطة أو قريبة من التفاعل مع هذه المجموعة. فالكثير من الحسابات السورية المتهمة كصفحة "السويداء 24" و "الراصد" لم يكن أصحابها أعضاء في المجموعة، ولا ينشرون داخلها، ولا يتفاعلون مع منشوراتها وهي صفحة ذات تفاعل هامشي.

صورة متعلقة توضيحية
تضم المجموعة 713 عضوًا فقط رغم أنها تأسست منذ سنوات عديدة وتنشر منشورات عامة

المجموعة الثانية كانت تحمل اسم “Israel and Syria together for peace”، وزعم تقرير إيكاد أيضًا أن هنالك ارتباطًا ما بين المجموعة المذكورة وشبكة الصفحات السورية. ولم يوّضح شكل هذا التفاعل أو كيفية الوصول لاستنتاجات بخصوصه. ربطت الصفحة الإسرائيلية بخطوط مع صفحات سورية لم نرصد تورطها في نقاش لصالح إسرائيل، ولا تأثر خطابها لصالح إسرائيل نتيجة اختراق أو تأثير مزعوم كصفحات "الراصد" و"العقل دين" و "السويداء 24" وغيرها.

صورة متعلقة توضيحية
رسم بياني يربط مجموعة تروّج لإسرائيل بحسابات غير متورطة وغير متأثرة بنقاش إسرائيلي، كشبكة السويداء 24 والراصد

بحث مسبار عن خيط يمكن أن يوّضح أي ارتباط مزعوم لهذه الصفحة بالحسابات المعروضة ضمن الشبكة. ورصد منشورًا شاركته الصفحة الإسرائيلية في إبريل 2024 لأحد الحسابات ووظفته في خدمة السردية الإسرائيلية بالرغم من تناقض المحتوى الأصلي.

صورة متعلقة توضيحية
منشور رصده مسبار للمجموعة الإسرائيلية تشارك منشور عن صفحة لم نرصد ترويجها للرواية الاسرائيلية

من هنا يبدو أن التحقيق استند إلى مشاركة المجموعة التي تروّج لإسرائيل أو تفاعلها مع بعض المنشورات في شبكة الحسابات السورية غير المتورطة كدليل للارتباط، وهذا غير دقيق إذ إنّ مشاركة الصفحة الإسرائيلية لمنشورات بشكل أحادي الجانب من صفحات أخرى لا يجعل الصفحة الأصلية متورطة بالفعل، فهي غير مسؤولة عن خطاب الجهة التي تشارك منشوراتها.

ماذا عن مدى تأثير المجموعات المرصودة والمؤيدة لإسرائيل في الساحة السورية؟

إذا ما اعتُبرت مشاركة المجموعات الإسرائيلية السابقة لمنشورات الصفحات السورية اختراقًا للنقاش السوري، أو ترويجًا للسردية الإسرائيلية عن طريق التفاعل مع صفحات سورية، فإنّ هذا الاختراق المفترض لا يبدو أنه ذو دلالة معقولة من ناحية التأثير، وعلى عكس ما جاء أن الشبكة التي كشف عنها تقرير إيكاد كانت معقدة و"كثيفة اللجان" وذات "زخم ودعم مرتفع"، من الواضح أنها كانت ذات تفاعل هامشي جدًا، فالمجموعة السابقة ذات نشاط منخفض للغاية، كما هو الحال مع المجموعة الإسرائيلية الأولى.

على الرغم من أن المجموعة الثانية التي تروّج لإسرائيل تأسست في عام 2015، إلا أن عدد معجبيها ومتابعيها لا يتجاوز 210 أشخاص. منذ أكتوبر 2015، لم يحصل أي منشور على الصفحة على أكثر من 25 إعجابًا. ينطبق الأمر ذاته على المجموعة الأولى ومنشوراتها، فمنذ بداية أغسطس/آب وحتى تاريخ إعداد تحقيق مسبار، نشرت المجموعة العديد من المنشورات التي لم يتجاوز عدد الإعجابات عليها عشرة إعجابات، وكذلك الأمر بالنسبة للمشاركات. يشير هذا إلى أن التنظيم الشبكي، إن وُجد، فهو هش وغير فعال من ناحية الوصول والتأثير، أو النقاش قياسًا للبيانات المعروضة في التقرير.

صورة متعلقة توضيحية
ظل أحد المنشورات لمدة خمسة عشر يومًا منذ تاريخ نشره دون أن يحصل على أكثر من 5 تفاعلات أو مشاركات
صورة متعلقة توضيحية
تأسست إحدى المجموعات التي تروّج لإسرائيل في العالم 2015
صورة متعلقة توضيحية
رغم أن المجموعة تأسست عام 2015، وعلى الرغم من نشرها لمحتوى عام، إلا أنها لم تتمكن من جذب أكثر من 250 متابعًا

فشل التحقيق في فهم سياق مواقف بعض الحسابات المتهمة

قد يؤدي اقتصار الاعتماد على رصد التفاعل لإثبات الارتباط الإيجابي، إلى تكوين استنتاج خاطئ ومضلل. على سبيل المثال ذكرت "إيكاد" في تقريرها أنها كشفت حسابًا يدعى "Abdo AlHalabi" وركّز تقريرها بشكل مركزي على الحساب الذي زعم أنه يدعم الرواية الإسرائيلية، ويشجع على التطبيع ويهاجم حركة حماس. لكن كيف استنتجت "إيكاد" ذلك؟ 

صورة متعلقة توضيحية
ركّز تقرير إيكاد بشكل مركزي على الحساب الذي زعم أنه يدعم الرواية الإسرائيلية ويشجع على التطبيع

بمراجعة الحساب المذكور، وجد مسبار أن الشخص المعني، وبناءً على طبيعة منشوراته، يعارض النظام السوري، كما عبّر الحساب في مناسبات أقل عن رفضه لبعض سياسات حركات المقاومة.

من المعروف أنَّ السياسة الخارجية المعلنة للنظام السوري تؤيد المقاومة ضد إسرائيل وتصنفها كاحتلال، الأمر الذي لا يقتنع به الحساب المتهم. من هنا فإن شكل تفاعله يعكس مهاجمة سياسة النظام السوري في المقاومة نتيجة عدم تصديقه لذلك، ويهاجم الحساب سياسيات حركات المقاومة في نفس الإطار من وجهة نظره، ولا يجوز أن يُفسَّر ذلك تأييدًا لإسرائيل مالم يثبت العكس بالأدلة، وهذا ما أشار إليه صاحب الحساب في أحد منشوراته.

صورة متعلقة توضيحية
منشور للحساب المتهم يوضح فيه أن لا علاقة بين آرائه النقدية وبين العمالة لإسرائيل

فيما يتعلق بالترويج للرواية الإسرائيلية وهو ما ركّز عليه التقرير، اكتشف مسبار أن الحساب المعني بالرغم من أنه يهاجم سياسيات المقاومة كتنظيم سياسي لا كممارسة، فإنه لا يؤيد إسرائيل ولا مشروع التطبيع، بل على العكس يتخذ موقفًا مناقضًا لذلك، وهذا ما تأكد عندما راجع مسبار معظم المنشورات التي احتوت على كلمات مفتاحية حول إسرائيل.

صورة متعلقة توضيحية
الحساب يتفاعل مع منشور على شبكة السويداء 24 وينتقد فيه اسرائيل
صورة متعلقة توضيحية
الحساب ينتقد الدعاية الإسرائيلية حول علمانية الدولة
صورة متعلقة توضيحية
الحساب يروّج لأفكار مفادها أن السوريين لن يحققوا أي فائدة إذا دعموا اسرائيل
صورة متعلقة توضيحية
الحساب يساند أهالي غزة في منشور على خلفية الحديث عن هدنة إنسانية عرقلتها إسرائيل

من أين جاء الاستنتاج الخاطئ بعمالة الأشخاص؟

تبيّن لمسبار أنَّ "إيكاد" رصدت تفاعل بعض الحسابات المذكورة وغير المتورطة مع حسابات إسرائيلية كحساب الصحفي إيدي كوهين، أو تلك المؤيدة لها كحساب فهد المصري، وربما استنتجت وفقًا لهذا التفاعل أن أصحاب الحسابات هم جزء مما سُمّي "اللجان الإسرائيلية". 

بالرغم من ذلك، أغفلت إيكاد نقطة مفصلية، وهي شكل هذا التفاعل، وهو ما سيغيّر النتيجة. إذ إن بعض الحسابات المذكورة كحساب "Abdo AlHalabi" تتفاعل مع إيدي كوهين والحسابات الإسرائيلية لمهاجمتها، وليس للتنسيق معها أو نتيجة التبعية لها. ففي أحد المنشورات، يسخر الحساب المذكور من إيدي كوهين ومن سياسة المعارض السوري فهد المصري في التطبيع مع إسرائيل، وهو ما يتناقض كليًا مع استنتاج إيكاد.

صورة متعلقة توضيحية
الحساب يسخر في أحد المنشورات من إيدي كوهين وسياسة المعارض السوري فهد المصري في التطبيع

على النحو ذاته استنتج منجزو التحقيق أن تفاعل حساب آخر يدعى "القومية السورية" مع المنشورات الإسرائيلية التي تروّج للتطبيع هو "ارتباط" أو تنسيق، ليتبيّن أنه كما في حالة حساب Abdo Al Halabi، أن حساب القومية السورية يتفاعل مع منشورات الحسابات الإسرائيلية لانتقادها وأن محتواها لا يمثل خط الحساب.

صورة متعلقة توضيحية
حساب القومية السورية يشارك منشور مؤيد لإسرائيل لانتقاده

الانتقائية وإهمال أجزاء من المحتوى

من الواضح أن تحقيق إيكاد وصل إلى الصفحات المعنية وتفحص منشوراتها، إلا أن هنالك شكوكًا في أن يكون منجزو التحقيق انتقوا بعض المنشورات التي تخدم غرض المزاعم الواردة في تحقيقهم، وأهملوا منشورات أخرى تتناقض مع هدف تقريرهم. على سبيل المثال، عندما تفحصت "إيكاد" حساب "Abdo Al Halabi" وحساب "تيار سوريا أولًا"، أخذت لقطات شاشة لمنشورات حول أمور متعلقة بسوريا بشكل عام، وأرفقتهما ضمن تحقيقها.

بالرغم من أن المنشورات لا تحتوي على أي دلالات مهمة فيما يتعلق بالاتهامات الواردة في التحقيق، إلا أن وصول إيكاد إلى الصفحات المعنية وتجاهلها للمنشورات التي يعارض فيها الأشخاص المعنيون سياسات إسرائيل، والتي عرضناها في الفقرة السابقة، يطرح سؤالًا حول ما إذا كانت هناك انتقائية في اختيار منشورات لا تعبّر بالضرورة عن توجّهات الحساب، ورصدنا هذا الأسلوب عند مرور التحقيق على صفحات أخرى كصفحة "الأمة السورية".

صورة متعلقة توضيحية
وصلت إيكاد للصفحة المعنية واستخدمت منشورين للشخص المعني وأهملت منشورات كثيرة للحساب تتعارض مع الخطوط العامة للتقرير

لماذا لم يلتفت التقرير للمنشورات المؤيدة لفلسطين ضمن الحسابات المرصودة؟

احتوت العديد من الصفحات على منشورات مكثفة تؤيد فلسطين وقضيتها، والتي قمنا بإدراجها في ملحق التحقيق. ومع ذلك، يبدو أن معدّي التقرير ركّزوا بشكل أساسي على الصفحات التي تدعم إسرائيل، متجاهلين المحتوى الموجود في الصفحات الأخرى.

بالنسبة للصفحات التي تضمنت خطابًا مؤيدًا للفلسطينيين، يظهر أن معدي التقرير وظّفوا خطابها العام بطريقة توحي بدعم إسرائيل كالربط بين انتقاد مفهوم "العروبة" والعمالة لإسرائيل، وذلك من خلال لقطات الشاشة التي عرضوها، مما يشير إلى أنهم قاموا بفحص الصفحات بعناية. 

هذا الأمر يثير تساؤلات حول مدى شمولية التقرير وما إذا كان قد عرض النتائج بشكل كامل على الجمهور. من الناحية المنهجية، من الضروري تقديم جميع النتائج ومناقشتها في سياق شامل، لتمكين الجمهور من تقييم دقة المعلومات المقدمة، وتجنب التعميمات المضللة.

ربط غير منطقي أقرب للتحليل السياسي

يرى تقرير إيكاد أنّ الصفحات التي عثر في مضمونها على كلمات مفتاحية "تعزز" ما وصف بأنه "نعرات قومية" تفصل سوريا عن محيطها العربي، كانت تميل لعمالتها لإسرائيل، وتستخدم هذه المفردات وفق الأسلوب نفسه مع ما سمته “اللجان الاسرائيلية”. فيما لم توضح العلاقة بين تبنّي بعض الحسابات للأيديولوجيا القومية السورية، وبين العمالة لإسرائيل، وقرأ منجزو التقرير توجه بعض الصفحات لتبني مفاهيم قومية سورية على أنه يصبّ في مصلحة إسرائيل دون توضيح كيفية استنتاج الربط المزعوم.

صورة متعلقة توضيحية
بالاستناد إلى لقطات شاشة خارج السياق زعم أن هنالك ارتباطًا ما بين ما زعم أنه تعزيز للنعرة القومية وبين عدم تأييد القضية الفلسطينية
صورة متعلقة توضيحية
على النحو ذاته استخدم منجزو التحقيق لقطات شاشة خارج السياق لتأكيد ارتباط مزعوم ما بين تبني مفاهيم القومية السورية وتأييد اسرائيل
صورة متعلقة توضيحية
قالت إيكاد إن الحسابات تردد شعارات تشبه الشعارات التي ترددها ما سميّت باللجان الإسرائيلية

هذا الفهم لم يكن دقيقًا، إذ بيّن تحقيق مسبار أنّ استخدام الكلمات المفتاحية المتعلقة بالقومية السورية كمفاهيم سوريا أولًا، كانت من قبل صفحة تيار "سوريا أولاً" المعارض والذي يستخدم الكلمات المفتاحية والوسوم بما يتطابق مع اسم صفحته كأسلوب ترويجي.

من جانب آخر تُظهر عملية تفحّص المنشورات أن التيار السوري يركّز اهتمامه السياسي على القضية السورية، إذ لا منشورات واضحة للتيار تؤيد إسرائيل أو أجنداتها، ولا بيانات تشير لارتباط التيار بجهات إسرائيلية. إذًا لا علاقة سببية بين اعتبار التيار القضية السورية في مقدمة اهتماماته وما بين الترويج لإسرائيل أو سياساتها. 

صورة متعلقة توضيحية
لم يُظهر البحث في حساب تيار سوريا أولًا أيّة نتائج متعلقة بإسرائيل
صورة متعلقة توضيحية
لم يُظهر البحث في حساب تيار سوريا أولًا أيّة نتائج متعلقة بفلسطين
صورة متعلقة توضيحية
لم يُظهر البحث في حساب تيار سوريا أولًا أيّة نتائج متعلقة بالتطبيع
صورة متعلقة توضيحية
لم يُظهر البحث في حساب تيار سوريا أولًا أيّة نتائج متعلقة بكلمة israel

لا علاقة مباشرة ما بين تبنّي توجهات قومية سورية وبين العمالة لإسرائيل

بعض الصفحات بالرغم من كونها ترفض مفهوم "القومية العربية"، إلا أن خطابها كان رافضًا أيضًا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي. فالتحقيق خلط ما بين مواقف بعض الصفحات التي تروّج لمفهوم القومية السورية ويبدو أنها مؤيدة لإسرائيل كصفحة "الأمة السريانية"، وما بين صفحات أخرى مؤيدة لمفهوم القومية السورية لكنها تقف على الطرف النقيض فيما يتعلق بتأييد إسرائيل كصفحة "الأمة السورية". 

صورة متعلقة توضيحية
منشور لصفحة الأمة السورية يُظهر أن لا علاقة مؤكدة بين تبني مواقف قومية وبين العمالة لإسرائيل

على النحو ذاته خلط تقرير إيكاد بين تبنّي صفحة "القومية السورية" أيديولوجيا قومية سورية وبين اعتبارها عميلة لإسرائيل، ليتبيّن أن لا علاقة بين الأمرين وأن الصفحة المعنية تعتبر إسرائيل احتلالًا، إلا أنها تنظر لفلسطين كجزء مما يسمى "المملكة السورية"، وهو موقف أيديولوجي سياسي سنناقشه في الفقرة التالية، ولا يصحّ قراءة ذلك على أنه تأييد لإسرائيل.

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة لمنشور خارج السياق ربطت فيها إيكاد بشكلٍ مُخل بين تبني المفاهيم القومية وعدم تأييد فلسطين
صورة متعلقة توضيحية
تظهر المراجعة أنه كما هو الحال بالنسبة لكثير من الصفحات القومية السورية لا ارتباط بين أيديولوجيا الصفحات وتأييد إسرائيل

التقرير يفشل بفهم تعقيد مواقف التيارات القومية السورية وسياق خطابها

لم يلتفت التقرير إلى فهم تعقيد مواقف التيارات القومية السورية وسياق خطابها. فلا يمكن اعتبار تيار القوميين السوريين كتلة سياسية متجانسة، ولا يمكن تعميم مواقفها تجاه إسرائيل، إذ تنوعت هذه التيارات في وجهات نظرها تجاه إسرائيل والمشروع الصهيوني.

عمومًا، تميل هذه التيارات إلى تعزيز الهوية السورية ككيان قومي مستقل عن الانتماءات العرقية أو الدينية أو الطائفية، وترى معظمها أن ما يعرف بـ"سوريا الكبرى"، التي تشمل مناطق مثل سوريا الحالية، لبنان، فلسطين، الأردن، والعراق، بالإضافة إلى أجزاء من تركيا، هي دولة واحدة، ولذا وبشكل جوهري لا وجود لدولة مستقلة كإسرائيل في أدبياتها، وهي لا تعترف عمومًا بالحدود الحالية أو التقسيمات الحديثة التي ترى أن الاستعمار فرضها. كما أنّ العديد من التيارات القومية السورية رفضت تاريخيًّا إسرائيل ومشروع الحركة الصهيونية، فوجود إسرائيل يتناقض مع مفهوم الوحدة القومية والجغرافية التي يسعون إليها.

على سبيل المثال، بمعزل عن منشوراتها المؤيدة لفلسطين، كثيرًا ما تنشر الصفحات المتهمة بعمالتها لإسرائيل في تقرير إيكاد كصفحة "الأمة السورية" أفكار أنطون سعادة المؤسس للحزب السوري القومي الاجتماعي (SSNP)، والذي كان يتبنى في خطابه موقفًا داعمًا للقضية الفلسطينية، وفق مفهومه الجغرافي والقومي، ويرى أن فلسطين جزء من "الوطن السوري"، ويستند إلى فكرة أن الثقافة السورية والحضارة تمتدان عبر هذه المنطقة بشكل مشترك عبر التاريخ.

من هنا، في التقارير التي تتسم بهذا النوع من التعقيد، فإنّ الجهود التقنية التي كانت أساسًا للتقرير غير كافية لنتائج دقيقة، وهنالك ضرورة للإلمام بالسياق التاريخي والسياسي، الأمر الذي من شأنه توفير خلفية أفضل لمنجزي التقرير، وفهم أعمق وأقل تعميمًا.

صورة متعلقة توضيحية
تروّج صفحة الأمة السورية المتهمة بالعمالة لأفكار أنطون سعادة الذي تشير أدبياته أنه يتخذ موقفًا واضحًا يرفض دولة إسرائيل

فهم طبيعة محتوى الحسابات المتهمة قد يحيل إلى تفسيرات مختلفة

بالرغم من أن تقرير إيكاد لم يعرض أدلة واضحة لدعم الاتهامات حول التفاعل المزعوم بين الحسابات، إلا أن فهم السياق الحالي يمكن أن يوفر مدخلًا للتعرف على أسباب أخرى محتملة للتفاعل المفترض، وفي غياب الدليل على التفاعل المفترض أو شكله، من البديهي للقائمين على التقرير التفكير في احتمالات أخرى لأسباب التفاعل. وبوجود الاحتمالات والتفسيرات المختلفة، تزداد نسبة عدم الدقة في أسلوب الجزم والتعميم.

من الاحتمالات الأخرى للتفاعل المفترض، أنه على سبيل المثال من المتوقع أن يتابع حساب الإعلامي رفيق لطف منصة السويداء24 ويتفاعل معها، نظرًا لأن المحتوى الذي ينشره يتعلق بانتقاد الأحداث في السويداء ومضمون الصفحة آنفة الذكر.

هذا التفاعل لا يعني بالضرورة وجود تنسيق بين الحسابين. على العكس، قد يكون التفاعل دليلًا على اختلافهما، كما هو الحال بالنسبة لعدة صفحات ذُكرت في التحقيق وزعم أنها تتفاعل ضمن شبكة. ومن الطبيعي أيضًا أن تتفاعل الحسابات التي تتناول موضوع القومية السورية مع بعضها البعض نتيجة تشابه المحتوى وربما التوافق في بعض الآراء.

صورة متعلقة توضيحية
التفاعل لا يعني بالضرورة وجود تنسيق لصالح اسرائيل بين الحسابات

اعتمدت المتابعة كدليل على التنسيق والارتباط بين الحسابات

إن التفاعل مع الحسابات الإسرائيلية إن وجد، يُحيل إلى ضرورة فهم شكله وتوضيحه، فهل هذا التفاعل هو على شكل إعجابات؟ أم تعليقات؟ أم تواصل مباشر؟ اكتفى التقرير بالقول إن هنالك "ترابطًا" بين الحسابات ولم يوضح شكله، وعادة يكون هذا لنقص المعلومات المتاحة.

إذا افترضنا أنّ ناشطًا ما يريد كتابة تقرير نقدي أو متابعة مجريات الأحداث، فمن الطبيعي أن يتابع وربما يتفاعل مع الحسابات التي قد لا يتفق كليًا مع محتواها، كما هو الحال مع الحسابات الإسرائيلية، إلا أن شكل التفاعل هو المعيار وليس المتابعة بحد ذاتها. على سبيل المثال من الطبيعي أن نفترض رغم أننا لا نؤكد ذلك أن هنالك ما يبرر متابعة المؤرخ سامي مروان مبيض الوارد اسمه في التقرير، للصفحات الإسرائيلية فمن إحدى اهتماماته الكتابة عن موضوع اختراق الصهيونية للمجتمع السوري.

هذا ما نراه أيضًا مع بعض الحسابات المركزية المتهمة في التقرير، مثل حساب "القومية السورية" وحساب "Abdo AlHalabi"، التي رغم عدم تورطها في نقاشات مؤيدة لإسرائيل، إلا أنها تتابع شبكة واسعة من الحسابات السورية من بينها من يقدم خطابًا مؤيدًا لإسرائيل. هذا قد يكون لأسباب متعددة، مثل الاهتمام بتلك الحسابات أو لغرض انتقادها، وليس نتيجة تنسيق مباشر مع تلك الحسابات أو قبول خطابها.

صورة متعلقة توضيحية
حساب Abdo Al Halabi يتابع حساب متورط بدعم إسرائيل بالرغم من تناقض موقفه السياسي مع المحتوى
صورة متعلقة توضيحية
حساب القومية السورية غير المتورط يتابع حساب “habooshyos” المؤيد لإسرائيل رغم تناقض المحتوى والتوّجه الفكري بين الحسابين

هل اعتبر تقرير إيكاد مشاركة الحسابات الإسرائيلية لمنشورات سورية دليلًا على الارتباط؟

يُشير تحقيق مسبار إلى أنّ اقتصار الاعتماد على تفاعل حساب إسرائيلي واحد مع شبكة الصفحات السورية، يمكن أن يعمم نتيجة خاطئة على كامل الحسابات الواردة في تقرير إيكاد. 

على سبيل المثال، كان حساب "ناشط مستقل ريف حلب" ينشر منشورات مؤيدة لإسرائيل وللثورة السورية، وبما أن الحساب مهتم بالشؤون السورية فإنه يتابع بطبيعة الحال عيّنة واسعة من شبكة الحسابات السورية المتهمة ويشارك منشوراتها. فهل يمكن اعتبار أن كامل الصفحات التي يتابعها المعني ويشارك محتواها متورطة معه، وأنه يشكل معها شبكة عمالة نتيجة لسلوكه في مشاركة منشوراتها؟ من هنا نستنج أن التفاعل مسألة معقدة لا يمكن الاعتماد عليها منفردة في تعميم النتيجة التي توصل إليها تقرير إيكاد.

صورة متعلقة توضيحية
حساب “ناشط مستقل” المؤيد لإسرائيل يشارك منشورات لصفحة غير متورطة وهي شبكة السويداء 24 

إهمال التناقض في التوجه السياسي والفكري للحسابات

يرى التقرير أن الشبكة كانت ذات استراتيجية محددة وتعمل بشكل منظم غير عبثي، إلا أن التحليل يكشف نتائج أخرى. على سبيل المثال، يظهر تناقضًا كبيرًا بين الحسابات التي تهتم بالتراث أو القضايا الدينية وبين الحسابات التي تركز على القضايا السياسية. وفي مثال أكثر وضوحًا، يتبنى الإعلامي رفيق لطف، الذي ورد اسمه ضمن الشبكة، موقفًا مؤيدًا للنظام السوري ولسياساته المعلنة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. بينما تنقل شبكة السويداء24 أخبار الحراك المعارض للنظام السوري في مدينة السويداء، أي أن توجه الصفحتين متناقض كليًا. وبالمثل، فإن الصفحات الكوميدية مثل "صفحة أوفردوس" لا تتبنى أي موقف سياسي، وليس لها علاقة بصفحة كشبكة "الراصد" المهتمة بحراك السويداء. أما من ناحية التفاعل المفترض بين الحسابات فهو إن وجد فإنه لا يضيف نتيجة ذات دلالة فيما يتعلق بنتائج التقرير والعمالة لإسرائيل.

هذا التناقض، بالإضافة إلى افتقار الأدلة، يشير إلى أنه لا يمكن اعتبار هذه الصفحات جزءًا من شبكة واحدة منظمة تهدف إلى إثارة النقاش السوري لصالح اسرائيل. ويحتاج التحقيق إلى فهم أكثر عمقًا لطبيعة وشكل محتوى الحسابات السورية المتهمة. 

ردود الفعل وخطاب الكراهية

يبدو أن الهدف المعلن من تقرير "إيكاد" هو فضح شبكة تسعى لإثارة الفتنة وتحريض السوريين ضد القضية الفلسطينية. إلا أن التقرير، الذي يفتقر إلى الأدلة القاطعة، أدى بدوره إلى موجة من تعليقات الكراهية على المنشور. العديد من المستخدمين اعتبروا التقرير هجومًا غير مبرر على شخصيات معروفة في الثورة السورية، في سياق دعم القضية الفلسطينية.

ونظرًا للأحداث الدامية التي تعيشها سوريا منذ عام 2011 وتعقيدات المشهد السوري وتشابك المصالح بين أطراف متعددة، يمكن أن يؤدي تقرير غير مدعوم بالأدلة إلى تأجيج خطاب معادٍ للفلسطينيين، وهو ما حدث بالفعل، حيث رصد مسبار مجموعة من الشتائم الموجهة ضد الفلسطينيين على المنشور، نتيجة اعتقاد البعض مع غموض هوية الجهة الناشرة أن من يقف وراء التحقيق هم فلسطينيون. الكثير من المستخدمين اعتبروا التقرير مؤامرة ضد الثورة السورية وشخصياتها وصفحاتها التي حظيت بثقة الجمهور لفترة طويلة. 

يمكن تصنيف جزء كبير من تقرير إيكاد تحت حملات التشهير، إذ إنّ العديد من الشخصيات الواردة فيه لا علاقة لها بالسياسة. وقد تصاعدت حدة النقاش في التعليقات، التي احتوت على لغة عنف وكراهية. لم تتعامل المنصة بصرامة مع تعليقات الكراهية التي مازالت الكثير منها موجودة حتى لحظة كتابة التحقيق، وربما يمكن تفسير هذا التساهل بأنه محاولة لكسب مزيد من التفاعل على المنشور.

A screenshot of a phone

Description automatically generated
احتوى منشور التقرير على منصة إكس الكثير من تعليقات الكراهية

التواصل مع بعض الجهات المتهمة في تقرير إيكاد

تواصل "مسبار" مع جهتين من الجهات الرئيسية المتهمة وهما شبكة الراصد وشبكة السويداء24. اختار "مسبار" التواصل مع الجهتين كونهما من الجهات الرئيسية المتهمة والتي نفت ادعاءات إيكاد، وكون الجهتين توفران قنوات اتصال معهما. وفي تصريحات خاصة لمسبار قالت شبكة الراصد إنها تنفي تورطها فيما يسمى النقاش السوري-الإسرائيلي أو الترويج له، أو كونها متأثرة بخطاب إسرائيلي. وأفادت بأن لها موقفًا واضحًا يرفض الاعتراف بإسرائيل. وفيما يخص التفاعل قالت الشبكة إنها حذرة جدًّا من أن تتفاعل مع أي منبر آخر ومع المنشورات العبرية، وأن ورود اسمها في تقرير إيكاد كان مفاجئًا، وأن التحقيق لم يستند إلى أيّ أدلة.

صورة متعلقة توضيحية
نفي شبكة الراصد لمسبار تورطها فيما سمي النقاش السوري-الإسرائيلي

فيما صرحت شبكة السويداء24 لمسبار، أن تركيزها ينصب على القضايا المرتبطة بالواقع الجغرافي الموجودة فيه، بعيدًا عن التجاذبات السياسية والتحزب. وأفادت الشبكة أنها نتيجة لنشاطها المحلي في مدينة السويداء السورية، تنقل الأخبار البارزة فيما يتعلق بالأحداث في فلسطين كالمجازر والاغتيالات الإسرائيلية للصحفيين. وأكدت الشبكة ألا تواصل ولا تفاعل لها مع أي حسابات أو جهات إسرائيلية.

A screenshot of a computer screen

Description automatically generated
أكدت السويداء 24 لمسبار أن ألا تواصل ولا تفاعل لها مع أي حسابات أو جهات إسرائيلية

التفاعل بين الصفحات إن وجد، هل هو دليل كافي؟

استخدم التحقيق دليلًا أساسيًّا لدعم وجود ارتباط بين مجموعة الحسابات المتهمة بأنها ضمن الشبكة، بناءً على تفاعلات مفترضة لم تُعرَض ولم نعثر عليها. وبالرغم من أن مسبار لم يلحظ وجود ارتباط ذي دلالة معقولة بين الحسابات حتى على مستوى التفاعل. إلا أننا سنناقش إلى أي مدى يمكن أن يرتكز تحقيق ما على شبكة التفاعلات كدليل على تورطٍ ضمن نشاط مشترك.

في مراجعة الدراسات حول تفضيلات المستخدمين، نجد أن التفاعل مع المحتوى، رغم أهميته، ليس دائمًا مؤشرًا دقيقًا على التفضيل أو التأييد. الإعجابات والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي تعكس الاهتمامات جزئيًا فقط، حيث تتأثر سلوكيات التفاعل بالعوامل الاجتماعية والخوارزميات الرقمية. ويمكن أن تختلف التفضيلات الحقيقية عن تلك الظاهرة على المنصات الرقمية وتتشكل بمرور الوقت، خاصة في مواضيع واسعة ومعقدة مثل القضية الفلسطينية.

من ناحية أخرى، يهمل التحقيق التفاعلات السياقية للمستخدمين، وهي ضرورية عند عدم توّفر الدليل، إذ أشارت دراسة نشرتها جامعة أكسفورد إلى أن تفضيلات المستخدم المستخلصة من المحادثات باللغة الطبيعية تكون أحيانًا أكثر دقة من تلك المستنتجة من التفاعل الرقمي أو النقرات الصريحة. كثيرًا ما يعبّر المستخدمون عن تفضيلاتهم بطرق غير مباشرة على الإنترنت، وتوفر البيانات الحوارية المعاد تصنيفها برمجيًا سياقًا أعمق مقارنة بمقاييس التفاعل التقليدية، وما لاحظناه في التحقيق هو بغياب الأدلة الافتقار للبيانات الحيوية، فلم يُرفَق التحقيق ببيانات مستخلصة من مقاطع فيديو أو صوت، ولم يقدّم تصريحات حيوية للصفحات المعنية على لسان مشغليها بما يمكن أن يكون خيطًا لتأكيد الاتهامات.

التحقيقات المهنية تتطلب أدلة موثوقة. التفاعلات قد تحمل تفسيرات كثيرة، مما يجعلها غير موثوقة لتأكيد وجود شبكة منظمة وواسعة تعمل لصالح جهة ما.

توحي لغة كتابة التقرير بعدم شمولية في عرض البيانات

تتطلب التحقيقات المهنية لغة واضحة، وبعيدة عن الغموض، في كثير من الفقرات كان التقرير فضفاض اللغة وغير واضح. إن استخدام عبارات إثارة من قبيل "هذا جزء صغير مما كشفناه"، وعدم وضوح البيانات يمكن أن يؤدي إلى إرباك القارئ/ة، إذ قد يشعر المتلقي بأن هناك معلومات مهمة تم إخفاؤها أو ثغرات ضمن التحقيق، بيانات قد تغيّر النتائج وبالمحصلة استنتاجات غير دقيقة.

صورة متعلقة توضيحية
يقول منجزو التقرير أنهم كشفوا جزءًا صغيرًا فقط من حسابات ما سمي باللجان الإسرائيلية السورية

كما أنه في حالة تقرير إيكاد، ربما أدت مجهولية هوية القائمين على المنصة ومنجزي التحقيق وعدم توفر قنوات تواصل فعالة معهم إلى تأثير سلبي على صدقية نتائج التقرير. ولضمان الشفافية والمساءلة العادلة والتدقيق في مثل هذه التحقيقات، من الضروري، كما تشير الأبحاث، أن يكون هناك توازن بين الحفاظ على سرية الأشخاص وهويتهم وبين الحفاظ على دقة البيانات والمعلومات التي يتم جمعها، لتفادي خطر تحريف الحقائق. 

ملحق تحليل محتوى الحسابات التي وردت في تحقيق إيكاد

 

الصفحات التي نشرت أو تفاعلت مع خطاب مؤيد لإسرائيل

الصحفية السورية هيفي بوظو

إعلامية وصحفية سورية أميركية، وهي مقدمة برنامج "Yalla" وهي معروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل بشكل علني.

A screenshot of a social media post

Description automatically generated

جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا

جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا تيار سياسي أسسه المعارض السوري فهد المصري، ولا يخفي التيار سياسته في تأييد التطبيع مع إسرائيل ودعم سياساتها منذ تأسيسه، وهو حساب تابع لفهد المصري.

A person in a suit holding up two fingers

Description automatically generated

فهد المصري

معارض سوري مؤسس جبهة الإنقاذ الوطني في سورية آنفة الذكر، ومعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل بشكل علني، وهو مدير مجموعة سوريون وإسرائيليون من أجل السلام.

Abdul Aziz Ajini 

معارض سوري وهو مدير ضمن مجموعة سوريين وإسرائيليين من أجل السلام، إلى جانب فهد المصري.

A screenshot of a black and white website

Description automatically generated

ناشط مستقل بريف حلب

حساب يعمل ضمن شبكة المعارض السوري فهد المصري ويضع غلاف لجبهة الإنقاذ الوطني، ويروّج لدعم الرواية الإسرائيلية في إطار العمل مع خط جبهة الإنقاذ الوطني التي يديرها فهد المصري. يتفاعل الحساب مع كثير من الصفحات السورية.

A screenshot of a video chat

Description automatically generated

habooshyos

حساب يدعم إسرائيل بشكلٍ غير منظم، وبدوافع شخصية كما يبدو من تفاعله مع منشورات الكراهية ضد الفلسطينيين.

A screenshot of a social media post

Description automatically generated

كريستوف

حساب يعمل بنفس أسلوب الحساب السابق، ويؤيد إسرائيل بدوافع شخصية وبدوافع يحركها خطاب الكراهية لإيران وحركة حماس وغيرها من الدول والتنظيمات.

A screenshot of a social media post

Description automatically generated

الصفحات التي لم تنشر منشورات مؤيدة لإسرائيل واحتوت منشوراتها تأييدًا للقضية الفلسطينية

صفحة Coach Sama

"المدربة سما" هي أخصائية تغذية ومدربة لياقة بدنية ورد اسم صفحتها في تقرير إيكاد ضمن الشبكة المزعومة التي تعمل لصالح اسرائيل. بالبحث في صفحتها، لم نجد ما يشير إلى تورط الحساب في النقاش المزعوم لإثارة الفتنة ضد الفلسطينيين أو الترويج للسردية الإسرائيلية. على العكس، يظهر الحساب دعمه للفلسطينيين وقضيتهم من خلال عدة منشورات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتقدت فيها سما إسرائيل وحربها على قطاع غزة.

وعلى سبيل المثال نشر الحساب في 18 أكتوبر الفائت، مقطع فيديو باللغة الإنجليزية انتقدت فيه بشدة مجزرة مستشفى المعمداني الذي تعرض لضربة جوية إسرائيلية في ذلك الوقت.

A person in a white suit

Description automatically generated

الدار الليبرالية

ورد اسم الصفحة كدار نشر سورية ذات طابع مدني، وزُعم أنها تروج لخطاب معادٍ للفلسطينيين باستخدام أيديولوجيا "القومية السورية". ومع ذلك، لم نجد أيَّ منشورات على حساب الدار الرسمي تهاجم الفلسطينيين أو تدعم سياسات إسرائيل. على العكس، وجدنا منشورًا لكتاب أصدرته الدار بعنوان "إلقاء اللوم على الضحايا: الدراسات الزائفة والقضية الفلسطينية" بقلم نورمان فنكلشتاين، الذي يوجه نقدًا لأطروحة جوان بيترز في مؤلفه "أصول النزاع العربي-اليهودي على فلسطين". يوضح الكتاب أن بيترز زورت أو أخطأت في تفسير البيانات التاريخية لدعم أطروحتها المثيرة للجدل حول الهجرة العربية إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني.

A hand holding a book with a picture of two men

Description automatically generated

السويداء 24

شبكة إخبارية أسسها ناشطون من السويداء جنوبي سوريا، لنقل الأخبار المحلية في محافظة السويداء. تركّز بشكل أساسي على الأخبار المتعلقة بالسويداء، ولا منشورات أو تفاعل عثرنا عليه مع صفحات أو جهات إسرائيلية، ويتضح من مراجعة المنشورات أن الصفحة تتخذ موقفًا مؤيدًا لقضية فلسطين.

A black screen with white text

Description automatically generated

سامي مروان مبيض

ذكرت "إيكاد" ضمن الشبكة المزعومة اسم المؤرخ السوري المعروف سامي مبيض. وهو متخصص في تاريخ دمشق الحديث، والفترة الممتدة من نهاية العهد العثماني حتى إنشاء الجمهورية العربية المتحدة عام 1958. لم نجد أي منشورات في صفحة مبيض متحيزة ضد الفلسطينيين أو تروّج لسياسيات إسرائيل أو تفاعلات منه حول هذا النوع من المحتوى. بل على العكس، وجدنا منشورات تشير لموقف فكري مؤيد للقضية الفلسطينية. على سبيل المثال أشار مبيض في أحد منشوراته إلى أعمال المخرج السوري حاتم علي والإعجاب بها، وهي أعمال سبق أن تناولت موضوع القضية الفلسطينية.

بالإضافة إلى ذلك، لدى مبيض كتاب بعنوان "غرب كنيس دمشق: محاولات صهيونية لاختراق المجتمع السوري"، والذي يتضمن معلومات عن بدايات الصراع العربي الإسرائيلي، ويسلط الضوء على محاولات الحركة الصهيونية اختراق المجتمع السوري ومحاولات أخرى لتوظيف اليهود السوريين في خدمة مشروع دولة إسرائيل، في مراحل مختلفة. وهو ما يشير إلى أنّ خط الكاتب يتعارض تمامًا مع ما ورد في التحقيق.

A group of people sitting in front of a building

Description automatically generated

مجلة قلم رصاص الثقافية

مجلة "قلم رصاص الثقافية" هي مجلة إلكترونية تهتم بالشأن الثقافي والفكري، أسسها الصحفي السوري فراس الهكار في بلجيكا عام 2016. تتبنى المجلة خطًا واضحًا مؤيدًا للقضية الفلسطينية، وهو ما يتجلى في صورة غلاف الموقع الرسمي ومحتوياته كما هو الحال بالنسبة لمنشورات صفحتها الرسمية.

A screenshot of a logo

Description automatically generated

صفحة سوريا بيتنا

صفحة سوريّة مهتمة بالشأن السوري، حسب وصفها، تنقل أخبار تخص سورية، إضافة إلى بعض القضايا المحلية والعربية التي تكون حديث مواقع التواصل الاجتماعي مثل قضية فلسطين، لم نعثر على منشورات مؤيدة لإسرائيل، بل العكس.

A screenshot of a social media post

Description automatically generated

الراصد

شبكة إعلامية تنشط في مدينة السويداء السورية، تتخذ موقفًا يتناقض مع ماجاء في تحقيق إيكاد.

A screenshot of a screen shot of a group of people holding a banner

Description automatically generated

الأمة السورية

هي صفحة سورية وكانت أحد العناصر الأساسية التي استند إليها التحقيق، بالرغم من أن توجه الصفحة الفكري يرفض مفهوم القومية العربية، إلا أنها تؤيد القضية الفلسطينية، ولم يعثر في محتوى الصفحة على منشورات متحيّزة أو تعكس كراهية ضد الفلسطينيين. بل على العكس تظهر منشورات عديدة خط الصفحة الواضح في تأييد الشعب الفلسطيني وقضيته.

A screenshot of a phone

Description automatically generated

القومية السورية

كما هو الحال مع صفحة الأمة السورية، تتخذ الصفحة موقفًا مشابهًا في الدفاع عن فكرة "القومية السورية" ومعارضة إسرائيل.

A person in a suit and tie

Description automatically generated

Street Archives - أرشيف الشارع

منصة لتوثيق المطبوعات والصور الثقافية العشوائية في سوريا من خلال تأريخ الوثائق، والصور الفوتوغرافية التي يعثر عليها بشكل عشوائي في الأماكن العامة. الصفحة لا تُظهر أيَّ نشاط سياسي مؤيد لإسرائيل أو سياستها، على العكس يتبيّن من منشورات الصفحة أنها تتبنى موقفًا لصالح الفلسطينيين وقضيتهم.

A screenshot of a social media post

Description automatically generated

شباب الأسد 

صفحة إخبارية ذات توجه مؤيد للنظام السوري، ولا يوجد في خطابها ما يؤيد إسرائيل.

صفحات ذات اتجاه محايد أو لا علاقة لها بالسياسة

العبث

صفحة ساخرة، لا تحتوي الصفحة على أي منشورات تشير لارتباطها بإسرائيل.

ام تي إن سوريا MTN Syria

ذكرت "إيكاد" صفحة ام تي إن سوريا ضمن الحسابات التي ترتبط بشبكة الترويج لإسرائيل بشكل غير مبرر، ذلك أن الشركة لا نشاط سياسي لها. بل هي مشغّل هاتف خليوي في سوريا وفرع من مجموعة ام تي إن العالمية، تركز على تقديم خدمات الاتصالات.

كما أن التحقيق لم يقدم أي دليل يثبت هدف ارتباط الصفحة بإسرائيل، مما يجعل ذكرها في التحقيق أمرًا غير منطقي.

4A.Architecture&ART

ذكرت ضمن شبكة الحسابات المتهمة، وهي صفحة لمكتب هندسي مختص في مجال العمارة والديكور ينشط بين سوريا ولبنان والإمارات. لا يظهر في منشورات الصفحة أي نشاط سياسي.

صفحة نيودوس

صفحة تنشر مقاطع فيديو كوميدية يديرها مجموعة من السوريين داخل سوريا، وتظهر المراجعة أن لا منشورات أو علاقة للصفحة بأيّ توّجه سياسي.

حمزة عبطيني

صفحة ترفيهية، يوثق فيها صاحبها رحلاته السياحية، لا منشورات سياسية للصفحة.

Syrian Atheists

صفحة تتخذ توجه لا ديني. لا منشورات أو نشاط مؤيد لإسرائيل أو لخطابها.

الجبل الوثائقي

صفحة تنشر معلومات حول جبل العرب وتاريخ الموحّدين الدروز ولا منشورات سياسية للصفحة.

تراث دير الزور

صفحة تهتم بتراث مدينة دير الزور السورية، ولا نشاط سياسي واضح للصفحة.

العقل دين

صفحة تنشر منشورات نقدية للدين، ولا نشاط سياسي واضح للصفحة.

تيار سوريا أولًا

تيار سوري معارض، يركّز على القضية السورية بشكل رئيس. لم نرصد تفاعل مع منشورات أو حسابات إسرائيلية.

A page of a book

Description automatically generated

أنا سوري مو عريي

صفحة لا نشاط سياسي واضح في منشوراتها وخطابها وتركّز على الترويج لمعتقدات تاريخية وميثيولوجية حول "الأمة السورية". 

بدون تصنيف واضح

People of the Book أهل الكتاب

صفحة تنشر معلومات عن الديانة والثقافة اليهودية، لم نعثر على منشورات مؤيدة بشكل واضح لإسرائيل أو الحركة الصهيونية.

الأمة السريانية

صفحة تعترف بإسرائيل بدون منشورات ترويجية واضحة لسياستها، إنما جاء ذكر إسرائيل في نطاق المعتقدات التاريخية المرتبطة بالهوية والشعب السرياني، ومعتقدات تاريخية تتعلق بالمنطقة التي تعرف اليوم ببلاد الشام والرافدين، وكان ذكر إسرائيل ضمن الصفحة في إطار غير سياسي.

A screenshot of a video

Description automatically generated

اقرأ/ي أيضًا

ما دقة الدلائل التي تشير إلى وجود موقع إلكتروني يستهدف السوريين في تركيا؟

قائمة مضللة عن أغلى لاعبي كرة القدم في العالم

الأكثر قراءة