شهد يوم الثلاثاء، 17 سبتمبر/أيلول الجاري، سلسلة من الانفجارات التي استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها عناصر من حزب الله، في مناطق متفرقة من لبنان وسوريا.
وفي اليوم التالي، الأربعاء 18 سبتمبر، وقعت انفجارات جديدة متزامنة استهدفت مواقع أخرى في لبنان، مركزة على أجهزة محمولة، بما في ذلك أجهزة ووكي توكي، ألواح شمسية، وهواتف محمولة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في تحديثها الأخير، يوم أمس الخميس، أن هذه الانفجارات أودت بحياة 37 شخصًا وأصابت 2931 آخرين. من جهته، حمّل حزب الله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الهجمات، مشيرًا إلى أن العشرات من الضحايا سقطوا جراء الاعتداءات، فيما أصيب الآلاف بجروح متفاوتة.
تزامنًا مع هذه الأحداث، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة والزائفة، التي عمل “مسبار” على تفنيدها. وفي هذا المقال، نستعرض أبرز الادعاءات المضللة التي رافقت الهجوم على الأجهزة اللاسلكية.
فيديو قديم لنتنياهو وليس بعد عملية تفجير أجهزة البيجر
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 17 سبتمبر الجاري، مقطع فيديو ادّعى متداولوه أنه يُظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو يحتفل بنتائج عملية تفجير البيجر.
لكن تحقّق مسبار أظهر أن الفيديو قديم، ويعود إلى عام 2021، إذ نُشر حينها على الحساب الرسمي لنتنياهو على موقع التواصل الاجتماعي، مرفقًا بتعليق “هل تعرفت على الأغنية؟”. وأفادت بعض الصحف الإسرائيلية في ذلك الوقت بأن نتنياهو كان يشير إلى لحن النشيد الوطني لحزب الليكود.
حزب الله لم ينشر فيديو يهدد فيه باغتيال نتنياهو
نشرت حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، عقب تفجيرات البيجر في لبنان وسوريا، مقطع فيديو ادّعت أنّه يُظهر تهديدًا من حزب الله، باغتيال نتنياهو ردًا على عملية البيجر.
وتبيّن لمسبار بعد التحقّق أنّ الادعاء مضلّل، وأنّ مقطع الفيديو نُشر عبر تطبيق تليغرام يوم السادس من أغسطس/آب الفائت، على قناة تدّعى "بهاء المقاومة"، وتعرّف نفسها على أنها داعمة للمقاومة الفلسطينية، مرفقًا بتعليق"نتنياهو استعد.. أنت الهدف التالي".
كما لم يعثر مسبار على أيّ نشر للفيديو، أو أيّ تهديد حديث موجه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاغتيال.
شبكة إن بي سي الأميركية لم تنشر خبرًا عن طلب نصر الله مغادرة لبنان
وشاركت حسبابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا منسوبًا إلى شبكة إن بي سي الأميركية، مفاده أن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، طلب مغادرة لبنان إلى جهة غير معلومة، وذلك عقب حادثة تفجير أجهزة الاتصال. وبالبحث تبين أنّ الادّعاء زائف، إذ لم تذكر شبكة إن بي سي أو أي وسيلة إعلامية أخرى، أن نصر الله طلب مغادرة لبنان.
فيديو لاحتفال مصريين وليس لسوريين عقب عملية البيجر
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادّعى متداولوه أنّه يُظهر مجموعة من السوريين يحتفلون بعد سماعهم أنباء عن استهداف أجهزة اللاسلكي الخاصة بأفراد من حزب الله في مناطق من لبنان وسوريا.
وتبيّن لمسبار بعد التحقّق أن الادعاء مضلّل، إذ يعود الفيديو إلى احتفال قديم نُشر في العاشر من أبريل/نيسان الفائت، احتفالًا بأول أيام عيد الفطر، على حساب صانع محتوى مصري يدّعى أحمد مجدي عبر تطبيق تيك توك، وعلق حينها بأن الفيديو يوثق "احتفالات في حي المطرية شرقي العاصمة المصرية القاهرة".
فيديو قديم لحسن نصر الله حول الاستغناء عن الهاتف الخلوي
انتشر مقطع فيديو ادّعى مستخدمون أنه يُظهر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وهو ينصح مقاتلي الحزب بعدم استخدام هواتفهم الخلوية، وذلك عقب عملية اختراق وتفجير أجهزة اللاسلكي والبيجر الخاصة بالحزب.
إلا أن تحقّق مسبار أوضح أن مقطع الفيديو يعود إلى خطاب نصر الله في 13 فبراير/شباط الفائت، خلال إحياء ذكرى “يوم الجريح” في احتفال أقامه الحزب، حينها.
صورة قديمة لانفجار هاتف آيفون وليست من انفجارات لبنان
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب الموجة الثانية من استهداف الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها مقاتلو حزب الله اللبناني، صورة زُعم أنها لهاتف آيفون انفجر نتيجة العملية الثانية.
وبعد التحقّق، تبيّن أنّ الادعاء مضلل، إذ إن الصورة قديمة وتم نشرها لأول مرة في مارس/آذار 2021، عندما أُبلغ عن إصابة طفل في منطقة المعادي بمصر إثر انفجار جهاز آيفون أثناء توصيله بالكهرباء لشحنه.
صورة قديمة لألواح شمسية وليست تابعة لحزب الله
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنها تُظهر ألواحًا شمسية تابعة لحزب الله اللبناني استُهدفت في الموجة الثانية من الانفجارات.
تحقّق فريق مسبار من الصورة واتّضح أنها قديمة، ولا علاقة لها بالانفجارات التي استهدفت ألواح حزب الله الشمسية عقب الموجة الثانية من عملية البيجر، إذ يعود أول نشر للصورة إلى 21 يوليو/تموز 2023، في مقال نُشر على موقع "لبنان الكبير"، تناول فيه ارتفاع عدد حوادث الحرائق المرتبطة بألواح الطاقة الشمسية ومكوناتها، مثل 'الإنفرتر' والبطاريات.
مؤسس شركة غولد أبولو لم يصرّح بنيّة مقاضاة إسرائيل
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا تصريحًا منسوبًا لمؤسس شركة "غولد أبولو" التايوانية، يُفيد بأن الشركة تعتزم مقاضاة إسرائيل بعد اعترافها بزرع المتفجرات في أجهزة البيجر.
كشف تحقّق مسبار أن الادعاء زائف، إذ لم يصرّح مؤسس الشركة، هسو تشينغ كوانغ، بأي نية لمقاضاة إسرائيل، كما لم تعلن إسرائيل رسميًا تبنيها لعملية البيجر أو استهداف أجهزة الاتصال الخاصة بمقاتلي حزب الله في لبنان وسوريا.
من جانبه، أكد كوانغ أن الشركة لم تصنع الأجهزة المستخدمة في تفجيرات البيجر الأخيرة. ووفقًا لتصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، فإن أجهزة البيجر التي استُهدفت في تفجيرات لبنان صُنعت بالكامل من قِبل شركة "بي إي سي" المتمركزة في بودابست.
اقرأ/ي أيضًا
أبرز الادعاءات التي رافقت التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل
المواجهة بين حزب الله وإسرائيل: أبرز الأخبار الزائفة عن جبهة جنوب لبنان
