لا دليل أنّ كيفن كارتر انتحر لأنّه التقط صورة الفتاة والنسر
الادعاء
صورة الطفلة والنسر، التقطت عام 1993، في قرية أيود جنوب السودان، من قبل المصور الجنوب إفريقي كيفن كارتر، الذي أنهى حياته بالانتحار داخل سيارته بسببها.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، منذ سنوات، صورة ادعى ناشروها أنها لفتاة جائعة يقف وراءها نسر ينتظر موتها ليأكلها. وقالت الصفحات ذاتها إن المصور الجنوب إفريقي كيفن كارتر التقطها عام 1993 في جنوب السودان وبيعت لصحيفة نيويورك تايمز، كما حاز على جائزة بوليتزر العالمية بفضلها، لكن بعد تعرضه إلى حملة غضب واسعة من الناس حول العالم، أقدم على الانتحار.
واختلفت الروايات بين من نقلت أن النسر افترس الفتاة، وأخرى أفادت أن كارتر استغل الفرصة لتصويرها ثم أبعد عنها النسر.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الصورة وتبين أن القصة مضللة، إذ التقطها المصور الجنوب إفريقي كيفين كارتر في قرية أيود في السودان عام 1993، ونُشرت في صحيفة نيويورك تايمز. وحصل كارتر بفضلها على جائزة بوليتزر، كما تعرض لانتقادات شديدة، لكنه لم يتركها للنسر ليفترسها ولم تكن الفتاة لوحدها في الصحراء كما ذكر في الخبر المتداول.
صحيفة إل موندو الإسبانية، تحققت من الصورة، وانتقل مراسلها آلبرتو روخاس، عام 2011 إلى السودان لمعرفة تفاصيلها. ووجد أنها لطفل يُدعى كونغ نيونغ أمام مركز مؤقت للمساعدات الغذائية تابعة للأمم المتحدة، وليست لفتاة. وقال إنّ وجوده صادف زيارة كارتر للموقع لتوثيق المجاعة والحرب الأهلية التي عاشتها السودان.
ووجد روخاس من خلال شهادات المقربين من كيفن كارتر، أن المصور لم ينتحر بسبب الصورة ذاتها، وأنه مصاب بالاكتئاب وحاول الانتحار مراراً قبل التقاطها، وزاد اكتئابه بعد الوفاة المأساوية لصديقه، كين أوستربروك، وإدمانه على المهدئات.
وكانت آخر كلماته "أنا مكتئب.. لا هاتف.. لا نقود للإيجار.. لا نقود للإنفاق... ولاستخلاص ديوني.. سأغادر للانضمام إلى كين، إذا كنت محظوظًا بما فيه الكفاية".
تعرف روخاس على الطفل ومكانه، من خلال السوار البلاستيكي الموجود في يده اليمنى، الذي ظهر في الصورة، وكتب عليه كود "T3"، وهي علامة تمنحها الأمم المتحدة لمن يعانون من سوء التغذية الحاد.
بعد عدة اجتماعات مع عشرات القرويين في المنطقة، تواصلت الصحيفة مع سيدة توزع الطعام هناك منذ 18 عامًا، تدعى ماري نيالوك، التي تعرفت على الطفل وأخبرتهم أنه ليس فتاة كما تداولتها بعض وسائل الإعلام، ودلتهم على عائلة الطفل التي تسكن خارج القرية. بعد يومين من البحث، التقى روخاس والده، الذي أكد أن النسر لم يقتل ابنه، الذي تجاوز فترة المجاعة، لكنه توفي قبل أربع سنوات بالمالاريا، أي عام 2007. وأكدت عائلته أنه لم يكن وحيداً أمام مقر المنظمة، بل كان معه أحد أفراد عائلته، وآخرون يقفون في طابور في انتظار المساعدات.
اقرأ/ي أيضاً
هذه الصورة ليست لثور مع صاحبه بعد بيعه لحلبة مصارعة