لم يقترح العلماء تقصير مدة الدقيقة إلى 59 ثانية
الادعاء
علماء يقترحون تقصير الدقيقة من 60 ثانية إلى 59، بسبب سرعة دوران الأرض.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا يفيد بأن بعض العلماء يقترحون تقصير مدة الدقيقة من 60 ثانية إلى 59 ثانية بسبب زيادة سرعة دوران الأرض.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الخبر ووجد أن العنوان المتداول ينطوي على إثارة وتضليل. إذ لم يقترح العلماء تقصير مدة الدقيقة إلى 59 ثانية، وإنما اقترحوا أن يتم إنقاص ثانية من التوقيت العالمي لنتعادل مع سرعة دوران الأرض حول محورها، المتزايدة حديثًا.
تقاس سرعة دوران الأرض بالساعات الذرية عالية الدقة التي اختُرعت في ستينيات القرن الماضي، ويُضبط الوقت في أغلب ساعات الكوكب حسب التوقيت العالمي المنسق (Coordinated Universal Time) المشار إليه بالاختصار UTC. الوضع العام هو حدوث تباطؤ تدريجي في سرعة دوران الأرض المحورية، وذلك بسبب تأثير المد والجزر، ما ينعكس بزيادة ضئيلة جدًا ولكن منتظمة في طول اليوم. ولكن، من الممكن أيضًا أن تحدث زيادة مؤقتة في سرعة الدوران المحورية بسبب ظواهر جيوفيزيائية داخل الأرض، مما يؤدي إلى تناقص بسيط (أجزاء من الثانية) في طول مدة اليوم الواحد.
وفقًا لموقع Earth Sky الأميركي، فإن الساعات الذرية رصدت تباطؤًا في سرعة دوران الأرض منذ السبعينيات، الأمر الذي جعل العلماء يضيفون ما يسمى ب "الثانية الكبيسة (Leap Second)" للتوقيت العالمي 27 مرة (27 ثانية) خلال الفترة المحصورة بين السبعينيات وبداية عام 2016، حتى تتعادل سرعة الأرض مع توقيت ساعات الكوكب. وتم ذلك في كل مرة، من خلال انتظار ثانية إضافية قبل الانتقال إلى الساعة المقبلة، فمثلًا بدلًا من الانتقال إلى منتصف الليل بعد الساعة الحادية عشرة مساءً و59 دقيقة و59 ثانية، بدأ منتصف الليل بعد الساعة الحادية عشرة و59 دقيقة و60 ثانية، أي تمت إضافة ثانية واحدة إلى التوقيت العالمي ولم تتم زيادة مدة الدقيقة إلى 61 ثانية بصورة دائمة.
ولكن، خلال الأربع سنوات الفائتة لوحظت زيادة غير معهودة في سرعة دوران الأرض حول محورها، الأمر الذي جعل العلماء يفكرون بإنقاص ثانية كبيسة من التوقيت العالمي للحاق بسرعة دوران الأرض، وهذا مجددًا لن يعني أن الدقيقة ستصير 59 ثانية، وإنما على سبيل المثال -في حال تطبيق هذه الخطوة- سيتم الانتقال إلى منتصف الليل بعد الساعة الحادية عشرة و59 دقيقة و58 ثانية مباشرة، وسيحصل ذلك عدد مرات محدد حسب الحاجة للحاق بسرعة دوران الأرض وليس بصورة دائمة.
ووفقًا لما قاله بيتر ويبرلي، باحث فيزيائي، لصحيفة ذا تيليغراف فإن سرعة دوران الأرض المحورية المسجلة حاليًّا هي الأعلى خلال الخمسين عامّا الفائتة، وأنه من المتوقع أن يتم إنقاص ثانية كبيسة من التوقيت العالمي، ولكن ما يزال الوقت باكرًا للجزم بضرورة اتخاذ هذه الخطوة.
وبما أن العناوين المتداولة توحي للقارئ أن العلماء يدرسون إنقاص مدة الدقيقة مقدار ثانية، لتصبح 59 ثانية، بصورة دائمة في المستقبل، قرر "مسبار" تصنيف الخبر المتداول ضمن العناوين التي تنطوي على إثارة وتضليل.
دُقق محتوى هذا المقال من قبل د.حنّا صابات، رئيس الجمعية العلمية الفلكية الأردنية الأسبق، وعميد معهد علوم الفلك والفضاء في جامعة آل البيت سابقًا.
اقرأ/ي أيضًا