حمّة الهمّامي لم يُصرّح بأنّ قيس سعيّد ليس رقمًا رصعبًا وسيجبره على الرّحيل

تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّه مُضلّل، فبالرّجوع إلى مقابلة حمّة الهمّامي التي أجرتها معه الصّحفيّة مونيكا ماركس على موقع جدليّة، وجدنا أنّه لم يقُل ما جاء في الادّعاء المتداول. 

وسألت الصحفية الهمامي عن رأيه بالتّالي: "أسمع كثيرًا من الشباب يقولون: إذا أصبح سعيّد ديكتاتورًا، فسوف نطيح به بكل بساطة. إذا أظهر أي علامات للديكتاتورية، فسنرجع إلى الشوارع لإيقاف مسعاه فنحن أطحنا ببن علي ونفهم كيفية التخلص من الديكتاتورية". 

فأجاب: "ربما لم يعش هؤلاء الشباب في عهد بن علي. أُطيح ببن علي بعد ما يقرب من خمسة وعشرين سنة. لا نريد أن يبقى سعيّد كل هذه المدة. في البداية، لم يُظهر بن علي أيّة علامات على الديكتاتورية. قال الناس، إنه شخص جيد، فلنمنحه الوقت، لننتظر ونرى. لكن، في غضون ذلك، بينما هم ينتظرون ويشاهدون، أعاد بن علي تنظيم الأمور كي يتمكن من البقاء في السلطة. إنه أمر خطير للغاية أن تسمع بعض الشباب يتحدثون بهذه الطريقة".

أمّا فيما يتعلّق بقول الهمّامي إن سعيّد بلا تاريخ، وجاهل في السّياسة، وموالٍ سابقٌ لنظام بن علي، فقد وجدنا أنّ تعليقات الهمّامي مجتزأة، ومُخرجة عن سياقها، إذ قال "هناك سبب آخر لأعتقد أننا بحاجة إلى تجنب افتراض أن سعيّد سوف يحقق أهداف الثورة، أو أنه سيدافع عن الحقوق والحريات بموثوقيّة، ألا وهو أنّ سعيّد، في عهد بن علي، لم يوقع أبدًا ولو لمرة واحدة على عريضة احتجاج تُندّد بأي شيء فعله بن علي. ولا عريضة واحدة. ليس له تاريخ نضاليّ في مجال حقوق الإنسان. بصفته أستاذًا في القانون الدستوري، لم يكن له تاريخ بوصفه شخصًا قاتل من أجل الديمقراطية أو اتخذ مواقف واضحة بشأن أي قضية تتعارض بشكل مباشر مع دكتاتورية بن علي. لم يخرج إلى الشارع مرة واحدة قبل الثورة. فلماذا علينا أن نراه ثوريًا الآن؟"

أمّا بالنّسبة للادّعاء الأخير المنشور، الذي يتعلّق بوصف الهمّامي لسعيّد بالمتوحّد، فإنّنا لم نجد في المقابلة المذكورة، أيّ إشارة إلى حالة سعيّد الصّحيّة من قبل الهمّامي.

ونشر كلٌّ من حزب العُمّال وحمّة الهمّامي بلاغًا على صفحتيهما في موقع فيسبوك، يُدينان فيه نشر هذه الأخبار، محدّدين بالاسم صفحة "تونس السياسيّة" على فيسبوك، بوصفها النّاشرَ الأوّل لهذا الادّعاء. 

"وطلب المحامون مقاضاة العناصر التي تُشرف على هذه الصّفحة وكلّ من يقف وراءها من أجل ترويج الأخبار الزائفة والإيهام بجريمة التّصريح بأمر موحش ضد رئيس الجمهوريّة في علاقة بمعطياته الصحية والشخصية".

وذكر البلاغ "رفع اليوم محامو حمّة الهمّامي، الأمين العام للحزب، قضيّة ضدّ صفحة "تونس السياسية" التي ترفع لواء مساندة قيس سعيّد وتستعمل الكذب والتّشويه والتّزوير والتّشهير والتّحريض ضد كل من ينتقده". 

ونودّ الإشارة إلى أنّه لم يتسنَّ لـ"مسبار" العثور على صفحة تونس السياسيّة، إذ يبدو أنّها حُذفت، دون أن نتمكّن من تبيّن السّبب وراء ذلك.

يُذكر أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد، قد أقدم في 24 أغسطس/آب الحالي على تمديد التدابير الاستثنائيّة المعمول بها وفق الأمر الرئاسي عدد 80 لسنة 2021 القاضي بتعليق مجلس الشّعب ورفع الحصانة عن جميع أعضائه.

اقرأ/ي أيضًا:

لم يقل عياض بن عاشور إنّ الجيش التونسي لم يعد ملزمًا بأوامر الرئيس

الفيديو الذي يظهر طلابًا يرددون دعاء لنصرة قيس سعيد قديم